كتاب وادباء

بنى السيسى وعبادة العجل……

  • بنى السيسى وعبادة العجل……

    بقلم المحلل السياسى

    حاتم غريب k

    حاتم غريب

    قصة عجل بنى اسرائيل معلومة للكافة بما فيهم بنى السيسى انفسهم وهاهم يعيدون الكرة مرة اخرى ويصنعون عجلا ليس من الذهب كبنى اسرائيل ولكن من الصفيح الصدأ ويبذلون كل مايستطيعون بذله من اجل اقناع الناس به والدخول فى عبادتهم وتقديم القرابين لعجلهم الذى له خوار لكسب رضاءه وعفوه. لكن المدهش فى الامر ان بنو السيسى يأتون بعد الاف السنين من واقعة بنو اسرائيل وعجلهم الذهبى ويفعلون ماكان يفعله هؤلاء رغم الفارق الزمنى الشاسع ومع تقدم الانسانية وتحضرها فى كافة مجالات الحياة خاصة النظم السياسية والعلوم التطبيقية وصعود الانسان الى الفضاء الخارجى بل ووضع قدمه على سطح القمر لاول مرة فى التاريخ الانسانى وظهور العديد من الحركات التحررية فى انحاء العالم الا ان بنو السيسى يرفضون كل ذلك ويريدون العيش فى ظل الرجعية والتخلف وينظرون الى المستقبل نظرة تشاؤمية تتسم بالخوف والرعب ويريدون ان يحيوا هكذا على حالهم عاكفين على عبادة العجل. ربما يرى البعض انه يجب علينا نحن الاحرار العقلاء المفكرون المسلمون الذين لايعبدون سوى اله واحد هو الله سبحانه وتعالى ان نلتمس لهؤلاء العذر بعد ان ظلوا أكثر من ستين عاما وهم ينتقلون فى العبادة من عجل الى اخر حتى وجدوا انفسهم امام هذا العجل الجالس الان على عرش مصر ليربطوا مصيرهم بمصيره ويرون فيه مخلصهم ومنجيهم من العذاب بل ولاابالغ اذا قلت مخرجهم من النار ومدخلهم الجنة التى وعدهم بها…..

    لكن اى عذر هذا الذى يمكن ان نلتمسه لاناس هم موضع ذلة واستخفاف ولم يحاولوا قط اصلاح انفسهم وأعمال عقولهم وضمائرهم التى وضعوها موضع اقدامهم وضربوا عرض الحائط بكل المبادىء والقيم الانسانية والاخلاق القويمة التى تابى على النفس البشرية ان تعيش طيلت حياتها فى ذل واستعباد وفقر وجهل ومرض تلك الموروثات التى اصبحت تشكل اعدى اعداء البشرية قاطبة وهناك من الشعوب من حاربتها وقهرتها حتى هزمتها وانتصرت عليها وهاهى الان تعيش ازهى عصور حياتها. اما نحن وماادراك مانحن نأبى على انفسنا ان نعيش عيشة السعداء ونستبدلها بعيشة التعساء الاذلاء الفقراء الجهلاء المرضى وكأننا من مخلفات البشرية ولسنا بشر اسوياء لنا حقوق ليست هبة ولامنحة انما حق وواجب كفلته جميع الاديان والقوانين والدساتير الوضعية لاسعاد البشر فكلنا يعلم جيدا اننا نعيش حياة واحدة ونموت موتة واحدة وليس لنا بعد ذلك سوى البعث لنحاسب على اعمالنا ولن يكون امامنا سوى الجنة او النار لكن حياتنا لابد ان نعيشها فهى هبة من الله ولافضل لمخلوق علينا فيها ومادمنا كذلك فلابد ان نضع لها نظاما يقوم على العدل والمساواة فى كل امور حياتنا فلسنا اقل من الشعوب الاخرى فقد خلقوا من طين مثلنا تماما لكنهم وضعوا نظاما لحياتهم يكاد يقترب من المثالية بعض الشىء لكنها ليست بالمثالية الكاملة ولن تكون فنحن الاحق بان نكون كذلك لاننا ننتمى الى افضل الاديان الاسلام الذى ارتضاه الله لنا ومن خلاله كان يمكن ان نضع لانفسنا نظاما مثاليا نسير عليه مابقيت حياتنا لكننا حدنا عنه واتجهنا الى انظمة وضعية عاف عليها الزمن ….انظمة تحارب الدين وتعادى حرية الانسان وكرامته وتستخف وتستهين بفكره وعقيدته وتأبى الا ان تفرض عليه افكار هى اقرب للكفر منها الى الايمان…الى الذل منها الى الكرامة…..الى العبودية منها الى الحرية وامتلاك الارادة وحق الاختيار……الى الباطل منها الى الحق. لا لن نلتمس العذر ابدا لهؤلاء الذين لم يخطؤا فى حق انفسهم قط بل فى حق اجيال واجيال قادمة لن يتركوا لها سوى شبه وطن بعد ان يكون قد فقد كل شىء هويته وثروته وثقافته وفكره وعقله……وطنا ابله عقيم يحكمه بلهاء عقماء لا اذكياء حكماء…كان يجب علينا جميعا ان نتعلم من دروس التاريخ ففيها من العبر الكثير والكثير وامثلة عن حضارات اندثرت وحضارات قامت واقواما فنيت واقواما نشأت من جديد ان تاريخ الحضارة الانسانية فيه من النجاحات كما فيه من الفشل وهناك من كان لهم السبق فا اعمال العقل والفكر المستنير واخرجوا اممهم من دائرة الفقر والجهل والمرض بعلمهم وخلقهم وامة المسلمين العرب كان فيها من هؤلاء الكثيرين لكنا حاربناهم وحاربنا فكرهم وعلمهم فى الوقت الذى استفاد الغرب بعلمهم وفكرهم الذى كان اساسا لبناء حضارتهم التى يعيشون عليها الان اما نحن فقد اصبحنا فى ذيلهم نجر وراءنا الخيبة والفشل حتى طمست ملامحنا ولم يعد لها معالم تذكر.

    …../حاتم غريب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى