الأرشيفتقارير وملفات

بيان من الهيئات الإسلامية والدعاة في جمهورية النمسا الإتحادية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

اما بعد
فقد اطلعنا على تصريح الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور محمد العيسى  لوسائل الإعلام الألمانية  ِحول حجاب المسلمات في البلاد الأوروبية  والالتزام بالقوانين أو الرحيل! ، وإننا إذ نعبر عن استغرابنا واستنكارنا  أن يصدر مثل هذا الكلام،  وفي هذا التوقيت من أمين عام رابطة العالم الإسلامي  التي نعتز بموقفها المشرف  في دعم المسلمين خارج البلاد الإسلامية والوقوف مع قضاياهم  منذ تأسيسها.
كنا نأمل من الأمين العام  للرابطة  أن يحض المسلمات على التمسك بالحجاب  وتعاليم الإسلام وأن يبين للإعلام والصحافة أن الحجاب واجب على المسلمات بنص القرآن وأنه ليس رمزا دينيا ذا مغزى سياسي كما يروج الإعلام اليميني المتطرف في أوروبا
وإنه من نافلة القول  أن نذكر ان  القضايا الجوهرية العامة التي تمس حياة المسلمين في أوروبا حساسة  لا يجوز  ولا ينبغي  القول فيها والإفتاء برأي شخصي مهما كان هذا القائل.
كما أن هذا القول والتصريح من سعادة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي  جاء في وقت  يتعرض  فيه المسلمون في أوروبا  لحملات ظالمة من التشكيك من قبل الإعلام  واليمين المتطرف، حملات تريد أن تنزع حق المسلمات في حرية اللباس والحجاب، وتفسر الحجاب على أنه تطرف وتزمت.
إننا نستشعر  من منطلق معرفتنا بواقعنا في أوروبا أن مثل هذه التصريحات سوف يكون له انعكاسات سلبية على واقع المسلمين في أوروبا، وأن من أدلى بها – مع احترامنا له –  تجاهل الواقع الحقيقي للمسلمين في أوروبا،  وربما جهل مابذلوه في سبيل دينهم والاعتراف به، لذا يحسن بنا أن نذكر بالتالي:
أولا : الإسلام دين معترف به في جمهورية النمسا  حيث ينص الدستور على الحرية الشخصية وحرية العبادة ويخص المسلمين بذلك  لكن مثل هذا التصريح قد يساعد اليمين  المتطرف في سن قوانين تضيق على المسلمين خاصة في موضوع الحجاب.
ثانيا : إن عدد المسلمين في النمسا تجاوز 600 ألف  منهم عشرات ألألوف  من النمساويين أبناء البلد الأصليين،  وعشرات ألألوف من الذين ولدوا في النمسا؛ فهي بلادهم لا يعرفون غيرها، وعشرات ألألوف من المتجنسين  بالجنسية النمساوية مواطنون بحكم القانون، وغيرهم من المهاجرين المقيمين إقامة دائمة؛  فكيف يطلب منهم أن يرحلوا ويتركوا ديارهم؟!.
ثالثا: تمارس المرأة المسلمة في النمسا  أعمالا شتى في مختلف المصالح الحكومية والخاصة،  ملتزمة بحجابها وسترها، ولا توجد ضرورة أصلا ليبني عليها تصريحه، فنقول للأسف أن مثل هذا التصريح  يفتح الباب لكل نزعة عنصرية  للتضييق على المسلمات في أعمالهن أو يؤدي إلى التنازل عن الحجاب من قبل الأسر ضعيفة الإيمان.
كنا نأمل من الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن يقول للإعلام أن الإسلام  جزء من أوروبا، ويذكرهم بكلام بعض ساستهم، ويشجع المسلمين على التمسك بأهداب الإسلام الحنيف  وشريعته السمحة التي هي كلها خير وصلاح للمجتمعات الإنسانية، ومن واقع المسؤولية والنصح كان بياننا هذا، وكلنا رجاء في رابطة العالم الإسلامي أن تستدرك في تصريحاتها المستقبلية وتصوب ما وقع فيه أمينها.
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
قيينا 21 شعبان 1438
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى