آخر الأخبار

بينما يُقمع المسلمون وتهاجم مساجدهم.. ترامب يشيد بـ”مناصرة” مودي لـ”الحرية الدينية”

قال موقع The Intercept الأمريكي، إن دونالد ترامب، أغدق خلال زيارته للهند بالثناء على زعيم البلاد، ناريندرا مودي، وتجاهل موجة من العنف ضد المسلمين في شوارع العاصمة الهندية نيودلهي، بسبب السياسات الطائفية لرئيس الوزراء الهندي.

رغم ذلك، أشاد ترامب بمودي ووصفه بأنه نصير “للحرية الدينية”، حتى في الوقت الذي انتشرت فيه صور للمسلمين الذين يتعرضون للهجوم في العاصمة، بموافقة أو تعاون واضح من الشرطة، كما انتشر مقطع فيديو على الإنترنت لمتطرفين هندوس يتسلقون مئذنة أحد المساجد لإزالة مكبر الصوت وتعليق العلم الذي يصور الإله الهندوسي هانومان.

Update Ashok Nagar, Delhi 6.00pm: A mosque has been vandalised by Hindutva terror forces, as they brazenly revisit their demolition tactics. We see complete inaction from @delhipolice, @HMOIndia , @PMOIndia and @arvindkejriwal.#DelhiRiots #DelhiBurning #DelhiViolence pic.twitter.com/jOsrAzVCP8

أما ترامب فعندما سُئل عن القانون الذي اقترحته حكومة مودي القومية الهندوسية والذي أشعل هذه الاحتجاجات وفتح الباب لمعاملة 200 مليون مسلم في الهند على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية- فقد رفض إدانته. وقال للمراسل: “لا أريد مناقشة ذلك. أود أنه أتركه للهند، وآمل أن يتخذوا القرار الصحيح لصالح الشعب”.

في ظل تصاعد العنف، احتفى مودي بترامب بسلسلة من الفعاليات الفخمة التي تهدف على ما يبدو لإرضاء غروره، بدءاً من تجمع حاشد في ملعب للكريكيت في ولاية غوجارات، حيث تم تشغيل أغنية “Macho Man” تكريماً له.

في الوقت الذي ذكر فيه مراسل رويترز ديفجيوت غوشال أن شرطة دلهي بدت وكأنها تشجع الغوغاء من المتعصبين الهندوس على مهاجمة المسلمين بالحجارة، واكتفوا بالمشاهدة وهؤلاء الغوغاء يشعلون النار في السيارات.

ثم كافأ ترامب مضيفه المُعادي للمسلمين، وأثلج صدور جمهوره من القوميين الهندوس، بقوله إن الولايات المتحدة والهند انضمتا إلى الحرب على “الإرهاب الإسلامي المتطرف”.

يُشار إلى أن كلا من ترامب ومودي اكتسبا السلطة السياسية من خلال التحريض على كراهية المسلمين. حتى إن مودي مُنع من السفر إلى الولايات المتحدة لما يقرب من عقد من الزمان قبل أن يصبح رئيساً للوزراء، لدوره في منع وقف المذابح المنظمة التي خلَّفت مئات القتلى المسلمين عام 2002، عندما كان رئيساً لولاية غوجارات.

وكتب الخبير في النزاع العرقي في الهند  آشوتوش فارشني، في تغريدة له على تويتر: “بشكل عام، بدأت أعمال الشغب التي وقعت في دلهي هذا الأسبوع في أن تأخذ شكل مذبحة، على طريقة مذبحة ولاية غوجارات عام 2002. تشكل المذابح المنظمة فئة خاصة من أعمال الشغب عندما تفعل شرطة الولاية، بدلاً من اتخاذ موقف محايد والتحرك لإنهاء أعمال الشغب، أمرين: (أ) تقف متفرجة  فيما يستمر الغوغاء في عنفهم، أو (ب) تساعد هؤلاء الغوغاء العنيفين صراحة. وهناك أدلة كافية على (أ) من دلهي هذا الأسبوع، وبعض من (ب) كذلك”.

كما أفاد صحفيون هنود كانوا يغطون إشعال النيران في بيوت المسلمين في شمال شرق المدينة يوم الثلاثاء 25 فبراير/شباط، على أيدي عصابات كانت تهتف بشعارات هندوسية واسم مودي، بأن شرطة دلهي رفضت التدخل، بل وظهروا في بعض اللقطات وهم يختلطون مع المهاجِمين.

وفي الوقت الذي تصاعدت فيه هذه الفوضى الطائفية في شوارع العاصمة، حرص مودي على إسعاد ترامب باصطحابه في جولة إلى منزل غاندي وتحيته بـ 21 طلقة في قصر الرئاسة الهندي. إذ أشار سياسي هندي معارض، تاباس داي، إلى أن الرسالة التي تركها ترامب في دفتر الزوار بعد زيارته منزل غاندي لم تأتِ على ذكر مؤسس الهند المناهض للرأسمالية والمحب للسلام، واقتصرت على شُكر مودي فقط.

وأنكرت السلطات الهندية في البداية، ربما بإلهام من إنكار ترامب المتكرر للواقع، صحة مقطع الفيديو الذي يصور نهب مسجد في نيودلهي. ولكن، في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، أظهر مقطع فيديو حصل عليه موقع التحقق الهندي Alt News أن شهوداً صوروا الهجوم من عدة زوايا.

فيما أكدت وكالة رويترز أن ما لا يقل عن 12 شخصاً قُتلوا في نيودلهي خلال زيارة ترامب، بعد مواجهات بين غوغاء من المتعصبين الهندوس والشرطة والمتظاهرين المسلمين، الذين كان يحتجون على قانون جديد يهدد وضعهم بأنهم مواطنون يتمتعون بالمساواة في الحقوق، على أساس دينهم.

أظهرت مقاطع فيديو سجلها زميلها أفيشال دوبي رجال الإطفاء وهم يخمدون الحريق وعلم هانومان على المئذنة بعد فرار المهاجمين.

كما شهد صحفيو موقع TheWire.in، وهو موقع إخباري محلي آخر، آثار الهجوم. وقالت نعومي بارتون، مراسلة موقع Wire في تغريدة: “أنا شخصياً رأيت العلم على قمة مئذنة المسجد”.  وأضافت: “لقد أحرقوا المسجد، ونهبوا متجراً للأحذية أسفله أمام ناظري”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى