آخر الأخباراقتصاد

تامر الخونة في الداخل والخارج علي التجربة الديمقراطية المصرية

كيف تموت الديمقراطيات لستيفن ليفتسكي ودانييل زيبلات

فى الصميم من الخبير الإقتصادى والسياسى

محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

مشهد قتل أو اغتيال الديمقراطية في العالم العربي مُمَثَّلَة في التجربة المصرية في عام 2013 عندما أقدم وزير الدفاع حينها الجنرال عبد الفتاح السيسي على الانقلاب على رئيسه المدني محمد مرسي الذي فاز في انتخابات رئاسية شهد جميع المراقبين بأنها كانت ديمقراطية.

وبعدما أودعه السجن بتهم غير مبررة وحكم عليه مدة طويلة قرَّر حينها خلع البزة العسكرية والترشح للانتخابات الرئاسية والفوز فيها، وبعدما تحقق له ذلك قرَّر تعديل الدستور بما يمنحه فرصة البقاء في كرسي الحكم. 

عاش الشعب المصري عقود من القهر والظلم والاستبداد السياسي

أجيال عاشت علي امل ان يتغير الوضع المزري والذي ادي الي تهميش الملايين من أبناء الوطن وانفراد حفنة من المقربين بالسلطة فعاثوا فسادا .
أموال تنهب وثروات تبدد وشعب يعاني وبطالة متفشية في كافة محافظات الدولة وسلطات مطلقة لأجهزة الأمن تبطش وتقتل وتعذب دون رقابة او محاسبة قضائية ،
وزاد الأمر سوا بتزويز فج لارادة الشعب في مهزلة انتخابية.
عاش الشعب المصري ما يقرب من ثلاث عقود تحت حكم مبارك ولم يشعر احد باي تحسن في اي مجال بل كان الوضع يزداد يسوء عام بعد اخر ،
ملايين من الشباب دون عمل بعدما رفعت الدولة يدها عن تعيين الخرجين فصار اصحاب الشهادات العليا بلا وظائف في حين نال البعض وظائف دون أن يستحقها فقط لانه قريب من صناع القرار ..
أزمة اجتماعية شكلت صداع في راس الآباء ان يري فلذت كبده دون وظيفة بعدما أنفق علي تعليمة الغالي والنفيس لكن سياسة الدولة أتت علي امال كل هؤلاء وصار المهندس والمحاسب والمحامي عمال بالاجرة في محلات الوجبات السريعة او في قطاع البناء والتشيد او حتي في أعمال اخري لا تتطلب اي شهادة عليا .

 

عوامل كثيرة تجمعت لتدفع الشعب الي المطالبة بحياة كريمة كباقي شعوب العالم ” عيش حرية عدالة اجتماعية” مطالب بسيطة ومستحقة لشعب يئن منذ عقود ، وبالفعل حدث التحرك رغم القبضة الأمنية الباطشة خرج الالاف ينددون ببطش الشرطة والاجهزة الأمنية ولم يتوقع احد ان يكون رد الفعل بهذا الحجم علي مستوي الجمهورية ، انفجار في وجه النظام ادي الي أحداث زلزال في كافة أجهزة الدولة ولاحت في الافق اشراقة فجر جديد للحرية الغائبة منذ عقود وبعد مرور 18يوما من التظاهرات والاعتصامات قرر النظام التخلي عن السلطة وكان يوما مشهودا ،
أصبح الحلم الذي راود الملايين حقيقة … فقد رحل النظام والأمل في تحقيق المطالب قاب قوسين او ادني ومرت الايام وبدأ النزاع بين رفقاء الميدان دستور جديد ام انتخابات تشريعية..
وجاء اول برلمان للثورة بانتخابات حرة دون تدخل الأمن لكن تم إعاقة خطواته بايادي خبيثة ليصبح برلمان بلا فاعلية وحكومة لا تقدم شيء لا نها تحت إدارة المجلس العسكري الذي يحركها كيفما يشاء وثار الاحرار مرة اخري منددين بمن بيده السلطة وافعالة الخبيثه وطالبوه بإجراء انتخابات رئاسية وتسليم السلطة والخروج من المشهد ،
ونتيجة لضغط الشارع أجريت انتخابات رئاسية وفاز الرئيس الدكتور محمد مرسي وأصبح لدينا اول رئيس مدني منتخب بإرادة شعبية … فرح الاحرار بما انجزوه وتعاظمت الاماني والأحلام أصبحت تتحقق شيئا فشيئا ولم يبقي سوى العمل والحفاظ علي هذا الإنجاز لكن “تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن “
تامر الخونة في الداخل والخارج علي التجربة الديمقراطية ووضعت العراقيل والمعوقات أمام الحكومة ومحاولات اثارة الشارع بالاكاذيب والاعتداءات علي المؤسسات وإشاعة الفوضي ليقال ان الحكومة فاشلة والرئيس لم يفعل شيء..وصنعت الأزمات من قطع للكهرباء ونقص في المواد البترولية لزيادة غضب الشارع وشاركت الدولة العميقة بكل مكوناتها وامكانياتها في تحريك الشارع ضد الحكومة وحدث ما حدث في الثالث من يوليو عام 2013 اعلن قائد الانقلاب عن إزاحة الرئيس الشرعي من السلطة وفرض الأحكام العرفية وعادت مصر الي المربع الأول.. اعتقل الالاف من المؤيدين للديمقرطية والرافضين للانقلاب وغرقت مصر في بحر من الدماء التي اسألها المجرم وعصابته وتحولت مصر الي سجن كبير داخله مفقود وخارجه مولود .

وبعد مرور هاته السنوات وما جري بها من أحداث جسيمة لازال الأمل يراوض الاحرار تحقيق اهداف ثورة يناير و تحرير مصر من قبضة الطغاة عسكر وشرطة وقضاه وكل من شارك في الجريمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى