آخر الأخبار

تجري بسرية تامة، وزيارة السيسي للإمارات جزء منها.. موقع أمريكي يتحدث عن كواليس المصالحة الخليجية

قال موقع «الحرة» الأمريكي، نقلاً عن مصادر حكومية، إن المحادثات الجارية بشأن حل الأزمة الخليجية بلغت «مرحلة متقدمة»، كاشفة كواليس التحركات التي تجري بسرية وبقيادة أمريكية، وسط صمت رسمي خليجي حول الأمر.

ونقل الموقع الأمريكي بنسخته العربية عن المصدر الذي لم يسمه، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كلف مسؤولين أمريكيين في واشنطن والرياض، للتحرك في هذا الملف بعيداً عن الأضواء.

وكشف المصدر لموقع الحرة، أن الشخص المكلف بهذه المسألة هو السفير الأمريكي في الرياض، الجنرال المتقاعد جون أبي زيد.

يُشار إلى أن مثل هذه التحركات ليست الأولى من نوعها، فقد حاول الرئيس الأمريكي عقد قمة خليجية لرأب الصدع في مايو/أيار 2018، لكنها فشلت، إضافة إلى تحركات داخل مجلس التعاون الخليجي نفسه، قادها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أكثر من مرة، ولم تُسفر عن أي نتائج.

وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فرضت حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على الدوحة في يونيو/حزيران 2017، بزعم دعم الجماعات المتشددة، وهي التهم التي رفضتها الدوحة، معتبرة أن الدول الأربع تسعى للتدخل في شؤونها وفرض شروط لتحديد سياستها الخارجية.

وبحسب ما نقله موقع قناة الحرة عن المصدر، فإن الوساطات والتحركات مستمرة، وتدور بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد».

وكشف المصدر عن نية الإدارة الأمريكية عقد قمة مصالحة بين القادة الخليجيين في الولايات المتحدة، وأن زيارة السيسي إلى الإمارات، التي بدأت الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، جاءت في إطار هذه الرغبة.

وأنهى السيسي زيارته إلى أبو ظبي الخميس، ولم يصدر أي تصريح من الجانبين حول الأزمة مع الدوحة.

في الوقت ذاته، يقوم وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى واشنطن، اجتمع خلالها مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو.

وكشف الوزير القطري لوسائل إعلام أمريكية أن حواره مع بومبيو كان حول «أهمية وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، وأنه تحدث مع نظيره الأمريكي عن «الخلاف الخليجي».

إلى جانب ذلك، ظهرت في الأيام الماضية بعض المؤشرات التي توحي بحدوث تحرك ما في ملف الأزمة الخليجية.

فقد أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين عن مشاركتهم في كأس الخليج 24 لكرة القدم التي ستقام في قطر يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

كما لمح الأكاديمي الإماراتي والمستشار السابق لولي عهد أبو ظبي، عبدالخالق عبدالله، عن وجود إجراءات تم اتخاذها في سبيل حل الأزمة الخليجية، المستمرة منذ أكثر من عامين.

وقال عبدالله، الذي يعد مقرباً من مراكز صنع القرار في الإمارات أن قرار السعودية والإمارات والبحرين في البطولة الخليجية هو «قرار سياسي بقدر ما هو رياضي»

واعتبر أن كرة القدم رسخت مقولة «أنا خليجي وأفتخر»، قائلاً إن البطولة المقبلة في الدوحة «قد تفتح الباب لسفر الجماهير الرياضية إلى قطر لمساندة منتخباتها، وهو ما يعني بالضرورة رفع منع السفر إلى قطر وعودة اللُّحمة الخليجية. قريباً سنحتفل بذلك»، وفق قوله.

وبحسب الأكاديمي الإماراتي، فإن هناك مؤشرات أخرى على احتمال حدوث انفراجة في الأزمة الخليجية، وقال إنه إلى جانب المشاركة في «خليجي 24»، فإن قراراً اتُّخذ يقضي بوقف الحملات الإعلامية المسيئة، التي قال «إنها تراجعت كثيراً مؤخراً».

وتحدث عبدالخالق أيضاً عما وصفها بـ«تطورات إيجابية»، تتمثل في تفعيل اللجان «الوزارية الخليجية واجتماعها بزخم وبشكل دوري، بما فيها اجتماع وزراء داخلية مجلس التعاون، كل ذلك للتحضير لاجتماع وزراء الخارجية والاستعداد لقمة خليجية خلال شهر ديسمبر/كانون اﻷول».

واعتبر أن انعقاد القمة الخليجية «سيشكل منعطفاً مهماً، وسيعيد الحياة والحيوية للأخوة الخليجية».

وفي وقت مبكر من الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، نقلت شبكة بلومبيرغ الأمريكية عن مسؤول خليجي -لم تسمه- قوله إنَّ «زخم الجهود المبذولة لحلِّ الأزمة الخليجية يتزايد»، متوقعاً نهاية قريبة للحصار المفروض على قطر من السعودية، والإمارات، والبحرين.

ولفتت الشبكة إلى أنه وبينما تستعد المملكة العربية السعودية لبيع حصةٍ كبرى من شركة أرامكو العملاقة للنفط، تظهر إشاراتٌ تفيد بأن وليّ العهد، الأمير محمد بن سلمان، يحاول حلَّ الصراعات التي ألقت بظلالها على الاستقرار السياسي للمملكة، ومن بينها الأزمة مع قطر، وإنهاء الحرب في اليمن.

ولا تزال الكويت تواصل جهودها وتلعب دوراً رئيسياً في الجهود الحالية لحل الأزمة بين الدول الخليجية، وفقاً لما قاله المسؤول الخليجي، وقد حثَّت الكويت، التي تتَّخِذ موقفاً أكثر محايدةً في النزاع، المملكة السعودية على المشاركة في بطولة كأس الخليج كبادرةٍ لحسن النية تهدف إلى تخفيف التوتُّرات.

والأسبوع الماضي، أعرب مساعد وزیر الخارجیة الكویتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، عن أمل بلده في أن «تشھد المرحلة القريبة المقبلة نوعاً من الانفراج المنشود» بالأزمة الخليجية، وفق الوكالة الكويتية الرسمية للأنباء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى