الأرشيف

تجييش العقل المصرى

بقلم المتخصص فى الشئون القانونية والسياسية
حاتم غريب
رئيس فرع مصر لمنظمة إعلاميون حول العالم
…………………….
ليس هناك كائن من كان مهما بلغ شأنه وعلا قدره يستحق أن يضفى على نفسه أو يضفى عليه الاخرين شىء من القداسة والتعظيم والكبرياء فهى صفات يختص بها الخالق عز وجل لاينازعه فيها أحد فالانسان لم يخلق ليكون معبودا انما خلق ليكون عابدا لاسباب عديدة منها انه لايملك من امره شيئا فهو مخلوق وليس بخالق يأتى للحياة الدنيا ثم يفنى ويموت ثم يبعث ويحاسب ومابين حياته وموته يخطىء ويصيب ويرتكب المعاصى والذنوب ويعمل الخير والشر ثم هو يمارس حياته التى قدرها الله له بوسائلها يأكل ويشرب ويخرج ويتناسل ويعدل ويظلم ويجهل ويعلم ماشاء الله له أن يعلمه ويخترع ويكتشف وكلها أمور تسير الحياة فهو يحيا حياة بشرية ماّلها فى النهاية الموت ثم البعث ثم جنة أو نار.
………………………………………….
ان التكوين النفسى للانسان يعتريه نواقص تقلل من قدره فى اشياء كثيرة مهما احاط نفسه بهالة من المناصب وامتلاك الثروة فهو فى النهاية كائن ضعيف مهما بلغ من القوة المادية او المعنوية ومايسرى عليه يسرى كذلك على مايقوم به من انشاء كيانات او تنظيمات او مؤسسات يديرها مثل تكوين الدولة وما يلزمها من مؤسسات اقتصادية كانت ام اجتماعية وتعليمية وقضائية وسياسية وعسكرية وادارية فهى تخضع لاشرافه وادارته وجزء لايتجزأ منه فهو يؤثر فيها بشكل مباشر وعلى سبيل المثال ومايعنينى هنا هو المؤسسة العسكرية تلك المؤسسة التى يفترض فيها انها مخصصة لحماية الوطن ارضا وشعبا ومقدرات وثروة تلك هى وظفيتها الاساسية التى انشات من اجلها فلا يجب ان تتخطاها الى ماعداها حتى لاتضعف وتتعرض للفشل والانهيار كما هو حادث الان فى مصر.
……………………………………………
ان من اشد الجرائم وأعنفها على الاطلاق التى ارتكبت فى حق الشعب المصرى طوال الستين عاما الماضية هو محاولة هذه الفئة المارقة من العسكر اضفاء شىء من القداسة والعظمة والتبجيل والكبرياء على مؤسساتهم ومن ثم انفسهم وكأن من ينتمى الى تلك المؤسسة خلق من غير الطين الذى خلقنا منه وأننا امرنا ان نعبدهم ونركع ونسجد لهم من دون الله انهم ينازعون الله فى عظمته وكبريائه صنعوا لانفسهم اصناما ويلزمون الشعب بتقديم فروض الطاعة والولاء والقرابين ان لزم الامر وبدلا من ان يحموا الوطن طمعوا فيه واستولوا على ثرواته ومقدراته واتخذوا الشعب عبيدا لهم كل ذلك باستخدام القوة الباطشة ورفعوا السلاح فى وجهه تعاملوا معه كما تتعامل التنظيمات الارهابية المجرمة مع الابرياء العزل لقد تحولوا الى عصابات مسلحة تفرض الامر الواقع على الشعب والا كان القتل والاعتقال والسجن والاغتصاب مصير من يقف فى مواجهتهم.
……………………………………………
ليس هذا فحسب بل خططوا لتجييش حياة المصريين وجعلهم يفكرون بعقلية العسكر التى تفصلها عن الحياة المدنية مسافات طويلة فهم دائما لايقدرون قيمة العلم والتطور والتحضر وفنون ادارة الدولة التى تحتاج الى عقول واعية متحررة من قيود الاوامر بلا نقاش او تفاهم او مرونة فالعقلية العسكرية قد تخطط لادارة حرب او معركة لكنها ابدا لايمكنها ان تخطط لادارة دولة مدنية بمفهوما الحديث والذى يحتاج الى كفاءات ومهارات خاصة فيمن يتولى ادارة الدولة لكن العسكر أبو ان يعترفوا او يقروا بذلك واستولوا على كل مناحى الحياة فى مصر وشغلوا كافة المناصب بداية من رأس السلطة التنفيذية مرورا بالتشريعية والقضائية والشؤن الدبلوماسية ليس هذا فحسب بل انخرطوا فى التجارة والصناعة والزراعة والتعليم والصحة وشغلوا كذلك الوزارات والمصالح الكبرى فى البلاد وياليتهم حققوا قدر من النجاح يذكر لهم بل اخفاق وفشل يلازمهم اينما حلوا وبالمقابل لذلك تركوا مهامهم الاساسية وحولوا الجيش الى مرتزقة تخوض الحروب والمعارك بمقابل مادى حتى لو كان ضد الشعب ووصلوا ابعد من ذلك لبيع مصر لمن يدفع اكثر بل ان الاخطر من كل ذلك والذى سوف تدفع ثمنه الاجيال القادمة غاليا هو التوغل الفظ فى امور الدين والعلم يبذلون كل مافى وسعهم لتسخير الدين والعلم لخدمة اغراضهم الدنيئة مستغلين فى ذلك الضعف الايمانى لدى البعض والجهل المتفشى لدى الاكثرية فهم سبب مباشر فى نشره وتعميمه لدى الشعب طوال الستين عاما الماضية.
…………………………………………
ان برتوكولات زعماء عصابة العسكر لهى اخطر بكثير على الشعب المصرى والعربى من برتوكولات حكماء صهيون وان يجمعهم هدف واحد هو محاربة دين الاسلام ونشر الجهل والتخلف والمرض والفقر فى المجتمعات العربية الاسلامية وتقليص الارض واستعباد الشعوب وتغيير الهوية وزرع الكراهية والعنصرية داخل المجتمع وابراز دور المؤسسة العسكرية وجعلها فى المقدمة والمسيطرة والمتحكمة فى مصير الشعب وما الشعب الا مجموعة من الرعاع الاوباش المسخرة دائما لخدمتهم.
والله غالبا على أمره.
……….
حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى