آخر الأخبارالأرشيف

تحالف الأنظمة المستبدة الدكتاتورية والطائفية من «بوتين» إلى «بشار» و«السيسي» و«حفتر»

منذ أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الحرب الروسية في سوريا «حربا مقدسة»، بدأتها روسيا في 30 سبتمبر (أيلول) 2015، تمدد الدور الروسي بالمنطقة وتحول إلى حرب على ثورات الربيع العربي لصالح رؤوس الثورات المضادة والأنظمة المستبدة والانقلابيين، و«الربيع الفارسي».

وكشفت التحركات الروسية عن سعي روسي لتثبيت أركان نظام الأسد ونظام السيسي وخليفة حفتر والنظام الإيراني في آن واحد، في إطار شبكة تحالفات جديدة، بدأت بتبلور المحور «الروسي الإيراني العراقي السوري» في بداية الحرب، ثم تمددت موسكو لتثبيت نظام السيسي وشبكة داعميه، في إطار محور متنامٍ «سوري مصري إيراني» في طور التشكل. 

الحرب المقدسة

في بداية الهجمة الروسية الإيرانية على سوريا أصدر 52 عالما من علماء ودعاة السعودية بيانا، اعتبروا فيه «أن التحالف الغربي – الروسي مع الصفويين والنصيرية حرب حقيقية على أهل السنة وبلادهم وهويتهم، لا تستثني منهم أحدًا، والمجاهدون في الشام اليوم يدافعون عن الأمة جميعها».

وبعد مرور أكثر من عام على الهجمة الروسية، صارت لموسكو أذرع كثيرة، ليس في سوريا وحدها ولكن في مصر وليبيا، وتلوح بتدخل في العراق واليمن إذا طلب منها ذلك. وتأتي هذه الحرب في إطار الصراع الدولي على مناطق النفوذ بالمنطقة، لكنه يعكس في داخله العداء الروسي للحضارة الإسلامية والإسلاميين، فهذه الدول التي تساند موسكو أنظمتها تشن حرب استئصال ضد الإسلاميين فيها والمكون السني لصالح المشروع الشيعي.

حرب إبادة تشنها موسكو في سوريا تصب لصالح نظام بشار الأسد، في الوقت نفسه تدعم نظامي السيسي وخليفة حفتر الانقلابيين، وتسعى هذه الأنظمة والشخصيات للحصول على أسلحة من موسكو لإبادة الشعب والقضاء على الثورات الشعبية فيها، بحسب مراقبين.

خليفة حفتر في روسيا

للمرة الثانية خلال 6 شهور، وصل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى العاصمة الروسية موسكو أمس الأحد، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس على الصعيدين العسكري والسياسي. ويجري حفتر في موسكو مباحثات مع كل من وزيري الدفاع سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف تتناول الأوضاع الراهنة في ليبيا.

وقالت وسائل الإعلام الروسية إن حفتر «القائد العام للجيش الليبي بدأ زيارة رسمية إلى موسكو». وذكرت وكالة «سبوتنيك» أن حفتر سيجتمع خلال الزيارة مع وزيري الدفاع والخارجية ومع مجلس الأمن القومي.

وأوضحت أن هذه اللقاءات تأتي ضمن الزيارة الرسمية التي تستهدف «توطيد العلاقات بين البلدين ومناقشة الأوضاع الليبية الراهنة وبحث القضايا المشتركة لتعزيز الاستقرار والتعاون بين الدولتين الصديقتين».

بدورها قالت قناة «روسيا اليوم» إن هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها، وأن حفتر زار موسكو يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي. بحث خلال تلك الزيارة مع وزير الدفاع الروسي، وأمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف الأزمة في بلاده.

وقال السفير الروسي في ليبيا إيفان مولوتكوف عقب اللقاء، إن المجتمعين ناقشوا مسألة توريد الأسلحة الروسية إلى ليبيا، مشددا في الوقت نفسه على أن موسكو لن تورد أي أسلحة إلى ليبيا قبل رفع حظر توريد الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي أو تخفيفه على الأقل.

الجنرال.. تربية واشنطن

يعد خليفة حفتر هو أحد أتباع واشنطن القدامى، والذي يقود الآن قوة قتالية كبيرة في شمال أفريقيا، وهو أحد أولئك الذين صنعتهم المخابرات المركزية (سي آي إيه). وهو المحارب المعادي للإسلاميين والذي يقف الآن في طريق السلام في ليبيا. وإلى الآن لم تتوصل الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى ما يجب القيام به حيال «خليفة حفتر»، الجنرال الليبي الذي رفض دعم تشكيل حكومة وحدة هشة مهددا آمال الاستقرار في بلاد لا تزال تعاني من الصراع.

مخطط سحق الإسلاميين

صعد حفتر في مرحلة ما بعد الثورة في عام 2014. ونصب نفسه معاديا للمتطرفين، في حين يواصل بناء قاعدة السلطة الخاصة به منحرفا عن العملية السياسية التي توسطت فيها الأمم المتحدة.

اطفال

في طرابلس وأجزاء أخرى من غرب ليبيا، يرى البعض أن «حفتر» أكثر خطورة من تنظيم الدولة، ولكن الجنرال الليبي يمتلك حلفاء أقوياء بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، ومصر، اللتين دعمتا حملته في الجزء الشرقي من البلاد. وتستخدم القوات الفرنسية قاعدة بنينة الجوية في بنغازي، حيث تعمل قوات «حفتر» أيضا. وعلى الرغم من أن علاقته مع الفرنسيين غير واضحة، فإنه قد استفاد من تصدير تصورات بأنه يحظى بدعم خارجي. وتتم مقارنة «حفتر» بـ«عبد الفتاح السيسي»، الجنرال الذي تحول إلى رئيس لمصر، والذي يشاركه الرغبة في سحق الإسلاميين في المنطقة.

حروب ضد السُّنة

تشن موسكو حرب إبادة ضد المعارضة السورية السنية، وهي حرب شرسة تمارس خلالها سياسة الأرض المحروقة، بتدمير المستشفيات والمدارس وقتل المدنيين بشكل يومي، عبر الطيران الروسي الذي يمثل غطاء لشبكة من الميلشيات الشيعية والمرتزقة ضد المكون السني.

تستهدف الحرب تغييرا ديموغرافيا قسريا وتهجيرا للسنة وإحلالا للشيعة محلهم، وتأسيس قواعد عسكرية روسية دائمة في سوريا، كمركز رئيس للوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط.

يبحث بوتين عن سبل إعادة إحياء إمبراطورية غابرة، وخلق التوازن مع الولايات المتحدة من خلال إعادة إحياء سياسة القطبين، وذلك من خلال إلقاء حمم طائراته على جمامم الأطفال السوريين في حلب وغيرها من المدن السورية.

في تطور مؤلم انسحبت قوات المعارضة السورية، أمس، من 5 أحياء، في المنطقة الشرقية بمدينة حلب، شمال البلاد، بعد 3 أيام من الاشتباكات العنيفة مع ميليشيا «لواء القدس» المدعوم من نظام الأسد وإيران. وبعد انسحاب قوات المعارضة دخلت الميليشيات المسلحة أحياء: مساكن هنانو، وجبل بدرو، وبعيدين، وعين التل، وأرض الحمرا. كما سيطرت الميليشيات المسلحة على أجزاء من أحياء بستان الباشا، والإنذارات، والحيدرية. وترافق مع عملية انسحاب المعارضة نزوح الآلاف من المدنيين تجاه الأحياء الداخلية في حلب الشرقية، بعيدًا عن مناطق المواجهات.

ووثّقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، مقتل نحو 23 ألفًا و836 طفلاً سوريًا، منذ مارس (آذار) 2011. منهم 20 ألفًا و676 قتلوا من قبل قوات النظام.

الأذرع الروسية

وطدت موسكو علاقاتها مع نظام السيسي الذي انقلب على أول رئيس مدني منتخب، وقام بحرب داخلية ضد الإسلاميين ومنهم جماعة الإخوان المسلمين التي جاءت إلى سدة الحكم عبر انتخابات نزيهة. روسيا بوتين تقدم دعما سياسيا وعسكريا لمصر السيسي، التي أعلنت دعمها للحرب الروسية السورية ضد المعارضة وضد الثورة السورية.

بوتين يبحث عن قواعد ونقاط ارتكاز للإمبراطورية الروسية، وقام بعقد مناورات عسكرية مشتركة، بينما يقصف الطيران مدن سوريا. فقد ذكرت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 أن قوات الإنزال الجوي الروسية والمصرية أجرتا أول رمايات مشتركة ليلا ونهارا في إطار مناورات «حماة الصداقة 2016» المشتركة. ونفذ العسكريون خلال التدريبات أكثر من 600 مهمة وأصابوا أكثر من 800 هدف على مختلف المسافات.

مناورات «حماة الصداقة 2016» الروسية المصرية المشتركة، جرت في الفترة من 15 – 26 أكتوبر، بالقرب من ميناء الإسكندرية في مصر، بحسب «سبوتنيك».

مع جيش بشار الأسد

نظام السيسي أعلن تموضعه في المحور الروسي السوري، وأعلن دعمه لجيش الأسد، كما سبق وأعلن دعمه للانقلابي خليفة حفتر، وتدعمه القاهرة سياسيا وعسكريا.

من جانبه، قطع الجنرال عبد الفتاح السيسي، الشك باليقين عندما قال، بكل وضوح، خلال حديث له منذ أيام مع التلفزيون البرتغالي: «أنا مع جيش بشار الأسد»، وأعقب هذا التصريح ما كشفته صحيفة «السفير» اللبنانية، عن إرسال مصر لقوات عسكرية إلى سوريا، للمشاركة في الحرب الدائرة هناك، إلى جانب النظام السوري. الأمر الذي نفته القاهرة.

مشروع معادٍ للربيع العربي

بدوره، عقَّب الكاتب الصحافي المصري «وائل قنديل»، على هذه الأخبار، قائلا: «هي لحظة الحقيقة التي تؤكد أن كل دولار يُمنح للسيسي يذهب جزء منه إلى بشار الأسد، وتتحوّل معه حبات الأرز إلى براميل متفجرة تتساقط فوق رؤوس أطفال حلب».

وشدد «قنديل» على أن «السيسي والحوثي والأسد وحفتر رفقاء مشروع واحد، حتى وإن اختلفت روافد الدعم الإقليمية. وبالتالي، تبدو المنطقة كلها وكأنها متجهة إلى جحيم مستعر، سيكتوي به أولئك الذين أطلقوا العنان لأدوات المشروع المعادي لثورات الربيع العربي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى