الأرشيفمقالات إضافية

تحذيــــر واجـــــــب

بقلم الأديب الكاتب

محمد عبد الله زين الدين

 يذكرنا التاريخ من خلال صفحاته ان الحق مثل الباطل يحتاج دائما كل منهما الى قوة تقوم على تحقيقهما , وتلك القوة ليست شرطا ان تكون قوة باطشة مادية , بل من الممكن ان تكون قوة المنطق والنظر العقلي , كما ان هناك قوة المال , وايضا قوة النفوذ والسلطان , ويوجد ايضا انواعا من القوى مثل قوى المكر والدهاء باستخدام ادوات تخرج عن نطاق المألوف وقد يفاجأ الخصم غريمه باجراء ناجز قد يشل حركته ومن ثم يثم الاستيلاء على سلاح مواجهته معه وينحره في النهاية بدم بارد , واذا نظرنا في التاريخ المعاصر نجده ملئ بتلك الاساليب القذرة والطرق الملتوية والاستراتيجيات التي تتحقق على مدار السنوات الطوال .

 ونحن الان نتذكر كيف قام الاستعمار في القرن العشرين بتفكيك الامبراطورية العثمانية التي طالما أذلت رؤوس الشياطين في الغرب الصليبي وكان دحرها و ازالتها هو مطلب الاعداء على مر الايام طوال الوقت وجاءت اللحظة الحاسمة والتي استطاع فيها الاستعمار القديم ذو الوجه القبيح ان يستقطب الشراذم المتفرقة من الرعيان والمتطرفة من الشياه , فيحصل على كل شئ بعد ان انفرط العقد عن الامبراطورية التي سقطت في غيابة العمالة هي الاخرى ومن ثم يبدأ في تقسيمها بكل راحة وبالفعل تتفتت الى دويلات واضعا على كل منها تابع من اتباعه يأتمر بأوامره وينتهي بنواهيه تلك الدويلات التي كانت في ماضيها تحيا في ظل الامبراطورية العثمانية وهي في امان من التعدي والخوف , والان وبعد نجاحه في جعلها تنفصل عن الدولة الام اخذ في ازدردها الواحدة تلو الاخرى .

 والان بعدما هبت رياح الوعي والتغيير على تلك المنطقة الموبوءة المسماة بالوطن العربي , استنفر العملاء وبدأوا بحركة دؤوب في حياكة المصائب والتآمر بليل لوأد النهضة الوليدة في بلادنا ونعترف انه افلح جزئيا .

ولكن رحمة الله تداركت البعض منا في الجزائر والسودان , فأما عن الجزائر فالكل يعي مطلبه والعملاء هناك ممتنعون الان بسبب الوعي الشعبي بعقله الجمعي الذي استخلص الدرس والعبرة من الرؤوس التي قد طارت في بلداننا وبخاصة في مصر وعرفوا ان الفاشية الرادييكالية العسكرية لاطائل من ورائها الا مزيد من العمالة والخيانة والفساد والقمع والقتل والخطف والتعذيب والاذلال للشعوب , اما في السودان فعسكر السودان يلعبون نفس اللعبة القذرة فيفرق بين الفصائل ويجعلها تتناحر فيما بينها لتخلص له في النهاية حكم البلاد والعباد, ولا يحملون للشعب السوداني سوى الخراب والفساد والبوار .

 وهنا يأتي التحذير (( ان الخطيئة الكبرى من قبل المعارضة السودانية هي النظر لكرسي الحكم دون مراعاة مستقبل ومصالح البلاد والعباد, ووقتها سوف لاتحصل الا على قبض الريح , ويعود السودان كما كان بثرواته وارضه وشعبة الى غيابات الراديكالية الفاشية العسكرية ومن ثم تنتصر قوى الشر الصهيوصليبية الاستعمار الجديد الذي جاء بمساعدة الخونة والمتآمرين من ابناء جلدتنا للاسف الشديد )) .

 ارجو أن يصل تحذيرى للجميع في السودان الشقيق والحاضر يبلغ الغائب والنائم الغافل في ذمة المستيقظ الواعي لتكون البصيرة حاضرة الجميع اتحدوا واستقيموا يرحمكم الله , ولاتتفرقوا من اجل مصالح فانية او عرض دنيوي زائل.

 اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى