لايف ستايل

تحلم بأن تكون ناجحاً ومحبوباً؟ عليك بالـ«نونتشي»، سر السعادة الكوري

هل شعرت يوماً برغبة جامحة
لقراءة ما يجول في ذهن شخص قريب لك أو تحبه؟ أو هل كنت ترغب في الحصول على المزيد
من المميزات الفعالة التي تجعل بعض الأشخاص يحظون بشعبية أكبر في الحفلات دون عناء
يُذكر، ومحظوظين في الحب، وناجحين في العمل؟

ربما تحتاج أن تعرف أكثر عن الـ «نونتشي»، وهو مفهوم كوري تراثي يتعلق بالوعي الظرفي، وهو موضع تركيز الصحفية والكاتبة الأمريكية الكورية إوني هونغ في كتابها الجديد «Power of Nunchi: The Korean of Secret to Happiness and Success».

وفقًا لإوني، فإن
«نونتشي» هو «فن فهم ما يفكر ويشعر به الناس»، وهي ميزة
يمتلكها أولئك الحساسون تجاه التغيرات داخل مجموعة معينة.

يزرع الكوريون النونتشي في عقول أبنائهم منذ الصغر.

تقول إوني لصحيفة The Guardian: «الأطفال في كوريا
يتعرفون على الكلمة في سن الثالثة. لكن عادة ما يحدث ذلك بالنهي عن الأمور
السلبية، فمثلاً إذا كان الجميع يقف على الجانب الأيمن من المصعد الكهربي وكان
هناك طفل متراخٍ على الجانب الأيسر، فسيقول له الوالد: لماذا لا تمتلك أي نونتشي؟
هذه الجملة متعلقة جزئياً بنهي الطفل عن التصرفات الوقحة، لكنها جزئياً أيضاً
(كأنه يقول): لماذا لا تتواصل مع بيئتك؟».

إن كلمة «نونتشي»
نفسها تُترجم تقريباً إلى «النظر بعناية»، وهو نوع من التقييم، ليس
للأفراد، بل للسياق العام وجو الموقف.

هذا ينطبق على كل بيئة
اجتماعية يمكن للمرء أن يكون فيها، من حفل الزفاف إلى مقابلة العمل.

في الواقع، ينطوي نونتشي على
ملاحظة من يتحدث، في أي سياق معين، ومن يستمع، ومن يقاطع، ومن يعتذر، ومن يبدو
عليه السخط أو الانزعاج. ومن هناك، يمكن للمرء إجراء تقييمات مفيدة حول طبيعة
العلاقات والتسلسلات الهرمية داخل المجموعة، والمزاج العام، وكيفية التصرف وفقاً
لذلك.

ونظراً لأن الأشخاص المهرة
حقاً يميزون هذه الإشارات بديهياً حتى لو كانت دائماً في حالة تغير مستمر، فإن
الكوريين لا يقولون إن شخصاً ما لديه نونتشي «جيد»، بل لديه نونتشي
«سريع»، وهو ما يعني القدرة على معالجة المعلومات الاجتماعية المتغيرة
بسرعة.

ولأن الأشخاص الذين لديهم
نونتشي سريع يأخذون وقتهم في قراءة الموجودين بالغرفة، فإن فرص نجاحهم في أي بيئة
اجتماعية كبيرة.

ومن المرجح أن يكونوا أكثر ملاءمة لهذه البيئة، ويشكلون الروابط والعلاقات، ويكونون أقل عرضة للظهور وهم غير جاهزين أو غير كفء، خوفاً من ارتكاب أي مواقف محرجة.

تقول إوني: «على أبسط المستويات سيكون الناس أكثر سعادة لكونهم حولك إذا كان لديك نونتشي سريع. ومن وجهة نظر مكيافيلية، فسيكون بوسعك التفاوض بشكل أفضل» من خلال التزام الهدوء والاستماع بحرص وجمع المعلومات من الآخرين قبل التحدث.

ولأن النونتشي مهارة رقيقة
تستند إلى التقدير، تبدي إوني ملاحظة أنه يمكن أن تكون قوة خارقة بالنسبة
للانطوائيين.

فهي تدعي أن التعامل مع
المواقف الاجتماعية من خلال عدسة النونتشي ساعدها في مكافحة القلق الاجتماعي، وهو
ما سمح لها بالبقاء قوية في ظروف عصيبة.

في كتابها، توضح إوني أيضاً
أن النونتشي لا يساعد الأفراد فحسب، بل إنه ساهم أيضاً في التطور السريع لكوريا من
واحدة من أفقر دول العالم إلى دولة ذات دخل مرتفع وتتمتع بقوة ثقافية وهذا حدث في
غضون أجيال.

هذا يعتبر شيئاً عظيماً إذا
كان صحيحاً.

لكن إذا كان فن النونتشي
الرقيق بالغ القوة، فلماذا يبدو أن قادة الشركات والعالم في هذه الأيام يستمتعون
في كثير من الأحيان بأصواتهم العالية بدلاً من التحلي بالحساسية والهدوء؟

يسلط التحقيق الذي أجرته إوني
حول هذا السؤال الضوء على الأسباب التي قد تجعل مفهوم النونتشي -مع تركيزه على
الوحدة، وبناء العلاقات، والوئام الجماعي- ربما يكون وثيق الصلة على نحوٍ خاص بهذه
اللحظة الثقافية والسياسية التي تتميز بالانقسام. فهو، في المقام الأول، قوة فهم
الآخرين.

تقول: «في الغرب، يجري
التأكيد على الاستقلالية والفردية، في حين يبدو أن نونتشي يؤيد العكس. إن
الاستعانة بالنونتشي لا يعني الانصهار مع الجماعة وفقدان الاستقلالية، بل يعني فقط
أنك تستخدم المعلومات لمصلحتك لخلق الراحة لنفسك وللجميع».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى