آخر الأخبار

ترامب يتودد للإنجيليين قبيل انتخابات 2020.. سيحضر قداساً في كنيسة إنجيلية، ووعود بقوانين داعمة لهم

لا يُفترض بزيارة الرئيس الأمريكي للكنيسة
عشية عيد الميلاد أن تلفت كل هذا الانتباه، لكن كالعادة الرئيس الأمريكي دائماً ما
يثير الجدل باختياراته.

ما أثار الدهشة هنا، هو أن دونالد ترامب
اختار أن يحضر قداساً في كنيسة محافظة معمدانية في غرب بالم بيتش، وذلك الثلاثاء
الموافق 31 ديسمبر/كانون الأول، وهو اختيار ما كان له أن يقدم عليه، خاصة أنه كان
يجب عليه حضور قداسه المعتاد داخل الكنيسة الليبرالية في بالم بيتش بفلوريدا، حيث
تزوج زوجته الثالثة وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

يُعَدُّ هذا التغيير في دور العبادة أحدث
العلامات الدالة على الجهود التي يبذلها ترامب ليضمن دعم الإنجيليين قُبيل
الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام الجديد. إذ كان الإنجيليون البيض قد دعموا
ترامب في انتخابات 2016 بكل قوةٍ، وسيحتاج لأن يكسب دعمهم مرةً أخرى ليضمن ولايةً
ثانية. غير أن انشقاقات كبيرة حدثت مؤخراً في المجتمع الإنجيلي، ويبدو أنها تركت
الرئيس وفريقه الانتخابي قلقين من فقد مكونٍ رئيسي في قاعدتهم الجماهيرية.

بدأت مشاكل ترامب في وقتٍ مبكرٍ من هذا
الشهر، حين نشرت المجلة الإنجيلية Christianity Today
التي أسسها الراحل بيلي غراهام، افتتاحيةً تدعو لعزل الرئيس من منصبه.

قال مارك غيلي، رئيس تحرير المجلة، إن جهود
ترامب الرامية لإقناع أوكرانيا بالتحقيق في أمر أحد خصومه السياسيين، نائب الرئيس
السابق جو بايدن، كانت «خرقاً للدستور وغير أخلاقية».

فيما حاول ترامب التقليل من قيمة الافتتاحية
بانتقاد المجلة، واصفاً إياها بأنها «يساريةٌ متشدّدة» تتمنى وجود
«رئيس راديكالي يساري غير مؤمن» في البيت الأبيض. غير أنّ الافتتاحية
تركت أثرها بلا شكٍ؛ إذ شهدت المجلة ارتفاعاً في الاشتراكات، كما استقال منها
كاتبٌ يعمل في منظمةٍ إخبارية مسيحية أُخرى بعد إصدارها افتتاحيتها الخاصة التي
تدعم فيها الرئيس.

يبدو أنّ ترامب بدأ يتحرك الآن لدرء المزيد
من الانشقاقات، وبجهودٍ جديدة موجهة للداعمين الإنجيليين.

كانت حملة إعادة انتخاب ترامب قد أعلنت، بعد
يومٍ واحدٍ من نشر مجلة Christianity Today
افتتاحيتها، أنّ الرئيس سيسافر إلى ميامي في الثالث من يناير/كانون الثاني، لإطلاق
حملة «إنجيليون من أجل ترامب» وهي الفعالية التي يزعم مستشارو
ترامب أنها انطلقت قبل نشر المجلة لمقالة غالي.

رغم ردة فعل الرئيس القوية على الافتتاحية
اللاذعة، فإن الأدلة على تخلي مؤيدي ترامب من الإنجيليين عنه جماعياً تظل قليلة.
إذ كان قرابة الثمانية من أصل كل 10 مسيحيين إنجيليين بيض يدعمون ترامب في
انتخابات 2016، ووجد اقتراعٌ أُجري مؤخراً في أكتوبر/تشرين الأول أنّ 99% من
الجمهوريين الإنجيليين البيض يُعارضون إقالة الرئيس.

أضف لذلك أنّ قادةً إنجيليين آخرين هبوا
للدفاع عن الرئيس بعد افتتاحية المجلة. ووصف فرانكلين غراهام، الحليف القوي لترامب
وابن مؤسس المجلة، الافتتاحية بقوله إنّها «اعتداءٌ خسيسٌ على رئيس الولايات
المتحدة الأمريكية». كما وقع نحو 200 قيادي إنجيلي على رسالة موجهة لرئيس
المجلة معربين عن دعمهم لترامب.

حيث إن لهؤلاء القادة الإنجيليين مصالح راسخة
في رؤية ترامب يفوز خلال إعادة الانتخابات. وفي السنوات الثلاث التي مضت منذ توليه
المنصب، أعاد الرئيس تشكيل القضاء الفيدرالي، مُكدساً هيئات القضاة بالشباب
المحافظين الذين سيقضون على الأرجح عقوداً في إصدار التشريعات لكل شيءٍ بدايةً من
الإجهاض ووصولاً إلى حقوق مجتمع الميم.

وفقاً لصحيفة The
Washington Post، يشكل
القضاة الذين رشحهم ترامب الآن ربع قضاة دوائر القضاء الأمريكية، ناهيك عن الاسمين
اللذين رشحهما لعضوية المحكمة العليا.

اتخذ ترامب كذلك إجراءاتٍ صارمة لفرض قيودٍ
ضد الإجهاض، وهي الإجراءات التي لطالما سعى اليمين الديني إليها. وفي وقتٍ سابقٍ
من هذا العام، تحركت إدارة ترامب للحد من أبحاث أنسجة الأجنة، وسنّت قانوناً
يُجرِّم عيادات تنظيم الأسرة التي تحصل على تمويلٍ فيدرالي بتوجيه النساء
للإجهاض. 

وفي المقابل وعد المرشحون الديمقراطيون
بتعطيل القيود التي فرضها ترامب على الإجهاض، وترشيح قضاةٍ مناصرين لقضية رو ضد
ويد، وهي القضية التاريخية في المحكمة العليا التي أقرت حق المرأة في
الإجهاض. 

ومن هذا المنطلق يعتبر القادة الإنجيليين
دعمهم للرئيس، رجل الأعمال الذي تزوج ثلاث مراتٍ والذي وصف نفسه سابقاً بأنه
«مؤيدٌ جداً للاختيار»، دعماً عملياً بحتاً.

لكن في ما يتعلق بهذه النقطة، فإنّ افتتاحية
المجلة تقدم كلمة تحذير. إذ كتب غالي: «لكل الإنجيليين المستمرين في دعم
ترامب رغم سجله الأخلاقي الملطخ، أقول: تذكر من أنت ومن تخدم، فكر في تأثير تبريرك
لأفعاله على شهادتك أمام ربك ومخلصك».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى