آخر الأخبارالأرشيف

تركيا تعلن الحرب في سوريا وتبدأ حملة “درع الفرات” على داعش في جرابلس السورية

بدأت قوات الجيش التركي والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية عملية أسمتها “درع الفرات” تستهدف حسب ما أعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء التركية، تطهير الحدود التركية المحاذية لسورية من تظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وخص البيان تطهير منطقة جرابلس في محافظة حلب السورية من قوات التنظيم.

تهدف العملية تحقيق جملة من الأهداف بحسب المصادر التركية، أبرزها كما سبق وذكر في البيان تطهير الحدود من المنظمات الإرهابية والمساهمة في زيادة أمن الحدود من خلال مكافحة فعالة للمنظمات الإرهابية التي تستهدف تركيا، كما تهدف أيضًا إلى منع حدوث موجة نزوح جديدة وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، ومن جانب آخر تهدف العملية إلى منع تقدم قوات سوريا الديمقراطية باتجاه مدينة جرابلس السورية بغية السيطرة عليها، ويشير الباحث والمحلل السياسي سعيد الحاج في تغريدة له على تويتر إلى أهداف عملية درع الفرات في جرابلس. 

1

حيث تعتبر تركيا كل من تنظيم داعش والواحدات الكردية منظمتين إرهابيتين، وتسعى لتقويض جهود الوحدات الكردية للحؤول دون إنشاء إقليم كردي مستقل، وتعتبر جرابلس بالنسبة للأكراد هدفًا استراتيجيًا مهمًا وتعدها صلة الوصل بين الجزيرة السورية وأقصى الشمال السوري حيث مدينة عفرين.

لذا فإن جرابلس تكتسي أهمية بالغة لدى أنقرة تتمثل في منع إنشاء الأكرد شريطًا لهم على طول الحدود السورية التركية يربط بين مناطق سيطرتهم شرق الحدود وغربها، لاسيّما بعد سيطرة الوحدات الكردية على منبج، وقد سبق وأن تناول نون بوست قبل يومين تناول أهمية جرابلس بالنسبة لتركيا والوحدات الكردية ولداعش وعن حشد فصائل الجيش السوري الحر في كركميش التركية تحضيرًا لتحرير جرابلس من قبضة داعش.

درع الفرات

أمرت الحكومة التركية مساء أمس الثلاثاء سكان كركميش المحاذية للحدود مع سوريا بإخلائها لأسباب أمنية، وتم تحديد منطقة أمنية خاصة في غازي عنتاب على الحدود مع سوريا كما يظهر في الرسم أدناه تحضيرًا لبدء عملية عسكرية في داخل سوريا. 

بدأ الهجوم في الساعة 4 فجرًا بالتوقيت المحلي لتركيا، حيث أغارت طائرات مقاتلة تركية من طراز إف-16 على أهداف لتنظيم الدولة في جرابلس، علمًا أنه يعد الهجوم الأول من نوعه للطائرات التركية منذ إسقاط طائرة السوخوي الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي والذي نجم عنه أزمة مع روسيا، انتهت منتصف الشهر الحالي بعد اعتذار أنقرة وزيارة الرئيس التركي لروسيا في التاسع من الشهر الجاري، ونتيجة للتوافق التركي الروسي الحاصل بعد الزيارة الأخيرة قامت الحكومة التركية بإخطار الجانب الروسي مسبقًا بإطلاق العملية لتحرير جرابلس السورية من داعش. 

وأشارت المصادر التركية أنه تم التأكد من إصابة 11 هدفًا بشكل دقيق من أصل 12 هدفًا مخطط ضربهم من قبل القوات الجوية التركية، ورافق الطيران قيام المدفعية التركية وراجمات الصوراريخ بقصف 220 هدفًا في جرابلس، وتمركزت الدبابات التركية في محيط جرابلس على الحدود التركية السورية، حيث أوضحت قناة “خبر تورك” أن ما بين 10- 15 دبابة دخلت الأراضي السورية واتجهت نحو مدينة جرابلس، بعد غارات مكثفة شنتها طائرات حربية تركية على المنطقة الحدودية، لتبدأ في الساعة الثامنة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي قصف مواقع المسلحين من مدافعها، ورد تنظيم الدولة على العمليات التركية بإطلاق قذيفة مورتر صوب تركيا صباح اليوم الأربعاء سقطت في أرض خالية، وأصابت قذيفة أخرى مركز القضاء في كركميش.

وحسب ما نقلته صحيفة الديلي صباح التركية بحسب مصادر أمنية، فإن مجموعة صغيرة من القوات الخاصة التركية توغلت بضعة كيلومترات صباحًا في الأراضي السورية لتتمركز في محيط جرابلس بهدف تأمين العملية البرية المحتملة التي يعتقد أنها وشيكة.

بينما يبدو أن التدخل التركي في جرابلس لن يتم بالطريقة التقليدية، حيث تم الاستعانة بقوات المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة التركية والقوات الجوية للتحالف الدولي، وستقوم فصائل الجيش الحر المحتشدة بالتنسيق مع أنقرة والتحالف الدولي باقتحام جرابلس، علمًا أن أردوغان صرح قائلًا أثناء كتابة التقرير: “سنقوم باستخدام كافة قواتنا للحفاظ على وحدة الأراضي السورية إذا لزم الأمر”.

وقد أفادت وكالة الأناضول تقدم فصائل الجيش الحر 3 كم في المناطق التي تسيطر عليها داعش مع توغل الدبابات التركية في الأراضي السورية

الحملة ضد داعش في جرابلس السورية تأتي بالتزامن مع قيام السلطات التركية بحملة مداهمات واعتقالات في إسطنبول ضد داعش، حيث ذكرت وكالة الأناضول أن وحدات تابعة لمديرية إسطنبول لمكافحة الإرهاب تدعمها مروحيات تابعة للأمن التركي، داهمت شققًا كثيرة في الشق الآسيوي من المدينة فجر هذا اليوم، بعد إصدار القضاء التركي مذكرات اعتقال بحق أشخاص مشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش.

صفحة جديدة

صرح رئيس الوزارء التركي بن علي يلدريم مساء الإثنين الماضي أنه على الدول المعنية في الأزمة السورية مثل روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران والسعودية أن تعمل معًا من أجل فتح صفحة جديدة بشأن الأزمة في سوريا، وسبق هذا التصريح تصريح آخر ليلدريم أن بلاده ستؤدي دورًا أكثر فاعلية في النزاع في الأشهر الستة المقبلة.

وبالتزامن مع إطلاق العملية العسكرية، وصل نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن إلى العاصمة أنقرة صباح اليوم الأربعاء في مستهل زيارة رسمية لمدة يوم واحد للتباحث مع الجانب التركي حول العلاقات الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة، ومن المقرر أن يقابل بايدن في محطته الأخيرة لزيارته المجمع الرئاسي الرئيس التركي أردوغان.

ومن المتوقع أن يكون ملف إعادة فتح الله غولن من أبرز الملفات التي سيتناقش فيها الجانبان، حيث تتهم أنقرة غولن بقيادة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز الماضي، كما سيتم مناقشة الحرب على تنظيم الدولة داعش ودور حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) غرب الفرات وسط دعم أمريكي غير مسبوق في معارك الحسكة مع النظام السوري.

يذكر أن العلاقات التركية الأمريكية تأثرت في الفترة الأخيرة بفعل ملف تسليم فتح الله غولن، حيث خرجت تصريحات من العديد من المسؤولين الأتراك أنه في حال لم تتم إعادة غولن فإن مستقبل العلاقات بين البلدين سيتأثر سلبًا وستعيد أنقرة النظر في التعاون الحاصل بين البلدين في عدة ملفات أبرزها الملف السوري.

كما أفادت العديد من المصادر الإعلامية، أن فصائل المعارضة المسلحة اقتحمت المدينة من المدخل الجنوبي واستطاعت السيطرة على عدة أحياء داخل المدينة بدعم بري وجوي م القوات التركية وقوات التحالف الدولي. ويظهر في الساعة الخامسة بتوقيت تركيا المحلي دخول الثوار للمدينة بحسب ما نقلته أورينت الإخبارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى