آخر الأخبارالأرشيف

تزايد الأزمة بين السعودية والأمم المتحدة.. و“بان كي مون” يعترف: تلقيت تهديدات عنيفة

تفاقمت الأزمة بين المملكة العربية السعودية، والأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون”؛ بسبب وضع “التحالف العربي” الذي تقوده السعودية، على “القائمة السوداء”، في التقرير السنوي للأمم المتحدة عن الأطفال والصراع المسلح الذي يغطي عام 2015، وبعد ثلاثة أيام فقط من صدور التقرير، أعلن الأمين العام حذف اسم السعودية من القائمة السوداء؛ بعد اعتراضات شديدة من المملكة وحلفائها، وتهديدات بوقف الدعم المادي للمنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، ما أثار موجة من الاستنكارات من المنظمات الحقوقية الدولية، واتهامات بتعرض “بان كي مون” لضغوط شديدة.

حقوق-الإنسان

الأمين العام للأمم المتحدة، أقر بتلقيه تهديدات من السعودية، وقال إنه اضطر إلى حذف اسمها من القائمة السوداء، وقال إن “المملكة العربية السعودية مارست عليه ضغوطًا” لرفعها والتحالف الوطني لدعم الشرعية في اليمن من القائمة السوداء في تقريرها السنوي عن الأطفال والصراع المسلح الذي يغطي عام 2015، بعدما أثار قرار حذفها من القائمة جدلًا واسع النطاق ومطالبة منظمات دولية بإعادة التحالف العربي والسعودية للقائمة السوداء وتحذير كي مون من “تلطيخ إرثه”.

“كي مون”، قال: “إنه من غير المقبول للدول الأعضاء في الأمم المتحدة ممارسة ضغوط مفرطة”، مضيفا أن “قرار إزالة التحالف الذي تقوده السعودية من تقرير أطفال اليمن، كان أحد أصعب القرارات التي كان عليّ اتخاذها”، وأضاف “كي مون” قائلًا: “فعلت ذلك جزئيًا بسبب مصير الأطفال الآخرين الذين سيتضررون إذا سحبت السعودية وغيرها المساهمات المالية إلى وكالات الأمم المتحدة التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين وفي جنوب السودان وسوريا”.

وتابع الأمين العام للأمم المتحدة، في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك: “وصلتني ردود فعل عنيفة على قراري حذف أسماء دول التحالف بقيادة السعودية مؤقتًا من مرفق أحدث تقرير لي عن الأطفال والصراع المسلح. لقد كان ذلك واحدًا من أكثر القرارات الصعبة والمؤلمة التي اضطررت إلى اتخاذها. فالتقرير يصف أهوالًا لا ينبغي أبدًا للأطفال أن يعايشوها”.

وأضاف “لكن في الوقت نفسه كان لزامًا علىّ أن أنظر في احتمالات قائمة بشدة في أن ملايين آخرين من الأطفال سيعانون الأمرّين وهو ما تم التلميح به لي، إذا سحبوا تمويلاتهم للعديد من برامج الأمم المتحدة. إن الأطفال يتعرضون بالفعل لمخاطر في فلسطين وجنوب السودان وسوريا واليمن والعديد من الأماكن الآخرين وسيكون هناك مزيد من اليأس”، وتابع: “من غير المقبول للدول الأعضاء ممارسة ضغوط لا داعي لها. إن أعمال المراقبة والفحص هي جزء طبيعي وضروري لعمل الأمم المتحدة وإنني أدعم بقوة كل ما ورد في التقرير”.

مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، أعلن عن رفع اسم التحالف العربي الذي تقوده المملكة من قائمة الانتهاكات بحق الأطفال في اليمن نهائيًا، وأكد عدم قبول السعودية بإدراجها ودول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، في ما وصفه بـ”قوائم مسيئة” تابعة للأمم المتحدة، ورفض اتهام المملكة بانتهاك القانون الدولي، وقال إن رفع اسم التحالف من القائمة “نهائي”، ورفض تشكيل لجنة لمراجعة الأمر كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة.

المتحدث باسم قوات التحالف العربي والمستشار في مكتب وزير الدفاع، العميد ركن أحمد عسيري، قال تعليقًا على اتهام الأمم المتحدة التحالف العربي بـ”انتهاكات جسيمة” بحق الأطفال باليمن وإدراجه على قائمة سوداء إلى جانب الحوثيين والقاعدة: إن ما جاء في تقرير الأمم المتحدة يتناقض مع قرارات المنظمة نفسها، ووصفه بأنه “غير متوازن ولا يعتمد على إحصائيات موثوقة ولا يخدم الشعب اليمني ويضلل الرأي العام”.

تقرير للأمم المتحدة الذي صدر قبل أسبوع، قال إن التحالف مسؤول عن 60 بالمئة من الوفيات والإصابات بين الأطفال في العام الماضي، ومسؤول أيضًا عن نصف الهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنذ 26 مارس 2015، يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية، قصف مواقع تابعة لجماعة “الحوثي”، وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ضمن عملية أسماها “عاصفة الحزم” استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكريًا لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية”، قبل أن يعقبها في 21 أبريل/ نيسان بعملية أخرى أطلق عليها اسم “إعادة الأمل”.

واضطرت الأمم المتحدة -تحت الضغوط- لرفع التحالف من القائمة يوم 7 يونيو/ حزيران انتظارًا لمراجعة مشتركة مع التحالف بشأن حالات الوفيات والإصابة الواردة في تقرير للمنظمة الدولية، وانتقدت منظمات معنية بمجال حقوق الإنسان الأمم المتحدة بعد إعلان رفع التحالف من القائمة، واتهمت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة بممارسة “مداهنة مخزية” بعد القرار الأخير، بينما قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن المنظمة الدولية “رضخت لضغوط السعودية”، ولكن السعودية نفت ممارسة أي ضغط على الأمم المتحدة.

ووجهت 20 منظمة حقوقية وإنسانية دولية، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعته فيها إلى التراجع عن قراره بإزالة التحالف العربي من القائمة السوداء الخاصة بمرتكبي الانتهاكات ضد الأطفال في اليمن، معتبرة أن ما قام به الأمين العام يمثل “خضوعًا” يلطخ صورته، وتطرقت المنظمات الموقعة على الرسالة إلى ما تردد من تقارير حول تلويح السعودية والدول الحليفة لها بسحب مساعدات تقدر بمئات الملايين من الدولارات من الأمم المتحدة بحال عدم إزالة التحالف العربي من القائمة.

جو بيكر”، مدير قسم حقوق الأطفال في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، قال: إن “السماح للحكومات التي ترتكب انتهاكات ضد الأطفال بالخروج من القائمة بسبب التهديدات التي تطلقها يشكل استهزاء بكل جهود الأمم المتحدة لحماية الأطفال”.

المنظمات الموقعة على الرسالة، وبينها “منظمة العفو” و”أوكسفام” وهيئات طبية وتمريضية دولية، حضت “كي مون” على إعادة إدراج التحالف العربي الذي تقوده السعودية على القائمة وإعلان أن التوقف عن الانتهاكات بحق الأطفال هو “السبيل الوحيد لإزالة أي طرف عن القائمة” وقال بيكر إن ما وصفه بـ”خضوع كي مون لمطالب السعودية” سيؤدي إلى “تلطيخ إرثه” على رأس المنظمة الدولية.

مصدر مسؤول بالأمم المتحدة، اعترف بأن المملكة العربية السعودية وحلفاءها المسلمين مارسوا ضغوطًا كبيرة على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لإزالة السعودية من القائمة السوداء لقتل الأطفال في اليمن، وأضاف المصدر أن السعودية هددت بـ”قطيعة كاملة” في علاقاتها بالأمم المتحدة، ما أثار القلق حول مئات الملايين من الدولارات التي تقدمها السعودية لوكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى