كتاب وادباء

تشويه العلماء في السينما العربية

 

  • تشويه العلماء في السينما العربية

    بقلم شاعر الأمة العربية

    ابو-محمد-سلطان

    سلطان إبراهيم عبد الرحيم

    وامتد السم من السينما الغربية إلى السينما العربية لهدم رموز علماء الاسلام ولا سيما رموز الأزهر بعد رأوا صلابة مواقفهم في مواجهاتهم في الثورة الفرنسية علي يد الشيخ عمر مكرم وفي المقاومة الليبية علي يد عمر المختار وفي الجزاير علي يد الأمير عبد القادرالجزايري ولذا حرص صناع السينما على هدم مثل تلك المكانة والسعي لأفقادها الدور والتأثيركما في شكلها ومصمونها فقد تعمدت السينما المصرية تشويه صورة “الشيخ” في الأعمال السينمائية وتصويرصاحب “العمامة واللحية بأقبح الصفات فتارة تظهره في صورة الإرهابي ذي الميول الإجرامية وتارة في صورة المرتشي أو زير نساء وقال دكتور محمود عباس أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر – إن العمامة في الأعمال السينمائية هي الرمز الوحيد الذي يمثل الدين الإسلامي، وبالتالي تعمد السينما تصوير الشيوخ بأقبح الصفات نابع من الرغبه في تزييف الحقائق من خلال تصوير الدين بأنه غير قادر علي إصلاح الشعوب، وفي الوقت ذاته يتفننون في تصوير الذين يعيثون في الأرض فسادا ويرتكبون المعاصي بأسمي الصور. وصرب مثل لأحد الأفلام وهو “اللص والكلاب” وقد عقت فيه مقارنة بذيئة بين عالم من علماء الدين وراقصة، حيث صور عالم الدين بالشخص المتخاذل غير الراغب في مساعدة المجرم الهارب من العدالة في الوقت الذي قدمت فيه الراقصة يد العون له بدافع الواعظ الإنساني. وأشار إلي أنه بمرور الوقت ومنذ عهد الثمانينات بدأت الأفلام تضرب علي رأس الرموز الدينية وتصور الشيوخ بالمجرمين أو الإرهابيين حتي ارتبط مظهر اللحية في أذهان الكثيرين بكل أنواع الإجرام وسفك الدماء، في إطار محاباة مؤلفي الأفلام للنظام السياسي القائم والذي كان يخشي ظهور قواعد جماهيرية لعلماء الدين لأنهم أصحاب كلمة الحق التي لا تتماشي مع معايير العمل السياسي. وقال دكتور محمد المختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر – إن هذا يعد استكمالا لمخطط الإطاحة بهيبة العلماء والشيوخ منذ عهد الاحتلال الفرنسي في مصر حتي لا يكون لهم تأثير علي الشعب المصري ومن ثم ضمان عدم تقدمهم أو النهوض بالبلاد. وقد تكفلت السينما المصرية باستخدام شتى الأساليب الفنية لإهدار قيمة علماء الدين والمتدينين وعلماء الأزهر والزي الأزهري أينما قابلوه تحت دعاوى الترفيه والتسلية وحشدت الأفلام ومعظم المشاهير من نجوم الفكاهة الذين ظهروا في الخمسينيات وحتى يومنا هذا لأداء هذه مهمة السخرية من رجال الأزهر، و أصبحت شخصية المأذون أحد العناصر التي تمثل الثوابت الكوميدية لصناعة فيلم هزلي ، إنها الشخصية الجاهزة للسخرية منها حتى أصبح المشاهد العادي يتوقع منها سلوكا هزليا على الشاشة حيث قامت السينما بتقديم المأذون أو الشيخ كشخصية أكولة ، يسيل لعابه لرؤية الطعام شرها دنيئا.يتحدث اللغة العربية الفصحى بشكل يجلب الاستهزاء إليه والى اللغة العربية ذاتها فهو يتأرجح بين تفصيح اللهجة المصرية الدارجة والتقعر في نطق العربية الفصحى ، وكلا الأسلوبين يجعلك تسخر من اللغة العربية والهدف من ذلك تمزيق الرباط الوثيق بين القرءان الكريم والمسلمين عن طريق إبعاد الناس عن اللغة التي لا يفهم التراث الإسلامي إلا بها ، حيث إن اللغة تعتبر وعاء الفكر عبر الأجيال وقد ظهرت السخرية من الغة واحة في أفلام الريحاني واغنية ليلي مراد الشهيرة وفيها تقول (ابجد هوز حطي كلمن شكل الأستاذ بقى منسجمُُن ان جاء زيدُُ او حضر عمرُُ طب واحنا مالنا ان شاالله ماحضروا والمبتدأ حـ نجيب لك خبره من نظرة واحدة حـيصبح عدم) يظهر المأذون وهو يشارك في زواج باطل شرعا حين يتم إجراءات زواج صوري لمحلل كما في فيلم زوج تحت الطلب ، أو يطلق امرأة عنوة من زوجها ليزوجها للعمدة كما في فيلم الزوجة الثانية . و تظهره في مشيته وحركته كالبهلوان مما يصبغ الشخصية بصبغة هزلية تجلب الاستهزاء أكثر مما تجلب الإضحاك . ، ومن اشهر الممثلين الذين قاموا بدور المأذون : محمد شوقي وشفيق نور الدين وعثمان عبد المنعم. وقد توجهت السينما إلى هذه الشخصية لتحقيق هدف مزدوج وهو السخرية من الدين الإسلامي متمثلا في رموزه فيتم بذلك ضرب الدين وزرع تصورات لدى المشاهد المسلم مؤداها أن كل رجل يرتدي الجبة والعمامة والقفطان أو له لحية ينبغي ألا نتوقع منه غير سلوك هزلي كالذي نراه على الشاشة ، ومن ثم لا نحترمه ، وبالتالي لا نحترم ما يحمله من مضمون فكري يمثل الثقافة الإسلامية .

     

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى