أنهى قاضي محكمة في إسطنبول، الجمعة 3 يوليو/تموز 2020، أولى جلسات المحاكمة الغيابية لـ20 متهماً سعودياً في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، بعد أن استمع لشهادات موظفين أتراك في القنصلية ومسؤولين مقربين من خاشقجي إضافة إلى خطيبة جمال خاشقجي، وقرر القاضي عقد الجلسة الثانية من القضية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
حسب ما ذكره مراسل قناة الجزيرة في إسطنبول، فإن المحكمة التركية أمرت بإبقاء مذكرات الجلب الدولية في قضية خاشقجي، وإحضار الغائبين للمحاكمة بالقوة، كما طلبت من قسم الإنتربول في تركيا التواصل مع نظيره السعودي وانتظار رده لجلب المتهمين.
شهادة مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية: في شهادته أمام المحكمة، الجمعة، قال ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، إن سعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي، طرد نجل جمال خاشقجي من عمله للضغط على والده، وأضاف قائلاً: “خاشقجي أبلغني أن سعود القحطاني هدد أحد أبنائه وطلب منه أن يتوقف أبوه عن انتقاد النظام”.
كما أوضح المسؤول التركي أن جمال خاشقجي “أخبرني أن ما يحدث في اليمن دفعني لكتابة مقالات ناقدة للنظام السعودي”، وأضاف أن خاشقجي أخبره أن النظام السعودي “يفرض على مواطنيه طاعته بخصوص ما يجري باليمن”.
كما دعا أقطاي خلال مؤتمر صحفي بعد المحاكمة كل من يحمي المتهمين إلى أن يثق بالعدالة في تركيا، وأكد أن العدالة ستطال قتلة خاشقجي “عاجلاً أم آجلاً”، مشيراً إلى أن من حق تركيا محاكمة المتهمين وقال”لن نتركهم يفرون بفعلتهم”.
محاكمة “أكثر عدالة” من التي جرت في السعودية: من جهتها قالت أنييس كالامر، المُقرّرة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، إن المحاكمة قد لا تصل إلى مبتغاها لكنها حتماً ستكون أكثر عدالة من التي تمت في السعودية.
مع العلم أن 16 محامياً من نقابة المحامين في إسطنبول انتدبوا للدفاع عن المتهمين في قضية خاشقجي.
كالامار أضافت: “لا أعرف لماذا لم يتم توجيه الاتهام لولي العهد السعودي اليوم هل لأنه شبه رئيس دولة؟”، لكنها أكدت أنه سيتم ذلك في مرحلة ما من المحاكمة.
قالت أيضاً إنه إذا تمت إدانة سعود القحطاني واللواء أحمد عسيري في قضية مقتل خاشقجي “فيجب معرفة ممن تلقوا الأمر ومحاكمتهم”.
كما أكد بدوره موظف الأمن التركي المرافق للقنصل السعودي للمحكمة أن القنصل “طلب منّي أخذ إجازة في اليوم الذي قُتل فيه خاشقجي”.
لائحة اتهام من 117 صفحة: هذا وباشر القضاء التركي، الجمعة، محاكمة 20 متهماً في قضية مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول عام 2018، بينهم مقربون من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأعدت النيابة العامة في إسطنبول لائحة اتهام من 117 صفحة ضد المتهمين الصادر بحقهم قرار توقيف في إطار مقتل خاشقجي، الناشط السياسي والكاتب السابق بصحيفة واشنطن بوست.
تطالب اللائحة بالحكم المؤبد بحق “أحمد بن محمد العسيري وسعود القحطاني”، وهما مقربان من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بتهمة “التحریض على القتل مع سبق الإصرار والترصد والتعذيب بشكل وحشي”.
كما تطالب اللائحة بالحكم المؤبد بحق الأشخاص الـ18 الآخرين بتهمة “القتل مع سبق الإصرار والترصد والتعذيب بشكل وحشي”.
