آخر الأخبارتحليلات

تفاصيل مثيرة عن معركة الوطية وهزيمة نكراء لدول محور الشر

بقلم الإعلامية التونسية

سماح علاوى

رئيسة فرع منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع تونس

عضو مؤسس فى المنظمة

الاقتحام بدأ من الداخل.. عملية استخباراتية “مُحكمة” وراء خسارة حفتر قاعدة الوطية

كشف مصدر عسكري مطلع تابع لحكومة “الوفاق” الليبية المعترف بها دوليا، عما وصفه بـ “عملية استخباراتية محكمة وممنهجة” نفذتها قوات الوفاق بقاعدة الوطية والتي تسببت بأفدح هزيمة لقوات جنرال الإمارات خليفة حفتر منذ بدء الحرب في اليمن.

عملية استخباراتية والهجوم بدأ من الداخل

وفي هذا السياق تمكّن الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق من دحر ميليشيات حفتر من داخل القاعدة والتعامل معها في محيطها، بحسب المصدر الذي نقل عنه موقع “عربي بوست”.

وأعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج اليوم، الإثنين، السيطرة الكاملة على قاعدة الوطية الجوية (غرب)، وشدد أن هذا الانتصار “يقربنا أكثر من يوم النصر الكبير”.

من جانبه أضاف المصدر أن سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق كان يواصل قصفه لتجمعات حفتر داخل القاعدة، وغرفة عملياته في المنطقة الغربية، والذي وصل إلى 57 غارة جوية على القاعدة خلال شهر مايو، ما زاد الضغط على المسلحين المتحصنين داخل القاعدة، ومنعهم من التحرك أو القيام بهجوم مضاد لاسترجاع المدن والمناطق التي خسروها في معركة 13 أبريل.

تابع المصدر أن الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق اعتمد على أسلوب المباغتة والهجوم الخاطف والسريع، سبقته غارات مكثفة على مراكز القيادة والتحكم وعلى مجموعات الدعم لتشتيتها، مع عدم إعطاء فرصة لطيران العدو للتحرك.

بالإضافة إلى وجود خلايا من الداخل أجبرت المتمسكين بالبقاء على الانسحاب ما أربك حساباتهم، وجعل عناصر حفتر ينسحبون نهائياً من القاعدة.

الدور التركي يدل على حنكة الخطيط والتنفيذ

وأكد في الوقت ذاته مشاركة قطعة حربية بحرية تركية، كانت قد رست على شاطئ مدينة زوارة (غرب ليبيا) في عمليات قصف صاروخية دقيقة على القاعدة.

وأوضح المصدر أن حواراً مجتمعياً صاحب عمليات القصف الجوي استمر بين أبناء قبيلة الزنتان، التي ينتمي لها أغلب عناصر حفتر داخل القاعدة، طيلة الفترة الماضية لتحييد المسلحين التابعين لحفتر من داخل القاعدة.

كشفت صحيفة “خبر ترك” التركية، تفاصيل الساعات الأخيرة لمعركة سيطرة الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الشرعية، على قاعدة الوطية، مشيرةً إلى دور تركي حاسم في سير العمليات.

وقالت الصحيفة، إن الفرقاطات التركية كان لها دور في الهجوم على قاعدة الوطية الجوية، لافتةً إلى أن حجم المعدات العسكرية التي تمت السيطرة عليها، تكشف مدى الدعم المقدم من روسيا للواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأضافت أن الغرض من أنظمة الدفاع الروسية، مواجهة الطائرات المسيرة التركية التي بحوزة الجيش الليبي، لافتةً إلى أن صورة أخرى بدأت تتشكل في المنطقة، كاشفة أن المرتزقة الروس الذبن كانوا متواجدين في “الوطية”، غادروا القاعدة قبل نحو أسبوعين.

وأضافت أن ذلك لم يكن متوقعا، ولكن الحقيقة أن روسيا تركت معداتها وراءها، وانسحبت ما يشير إلى أن ذلك نتيجة المحادثات المكثفة الأخيرة بين أنقرة وموسكو، مبينةً أن الأنظار تتجه الآن نحو جنوبي طرابلس، لآخر قاعدة لحفتر في الغرب الليبي وهي “ترهونة”.

وأشارت إلى أن الجيش الليبي يجري استعدادات منذ نحو أسبوعين للقيام بعملية ضدر ترهونة، مؤكدة أن سقوطها يعني استنفاد القوة السياسية والنفسية لحفتر.

وأكدت أن الوضع في طرابلس تغير لصالح حكومة السراج، بعد عقد الاتفاقيات في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لتتحول الحرب الأهلية الليبية بين جهات فاعلة قوية في الميدان، حيث تواصل مصر والإمارات والسعودية واليونان تقديم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لحفتر.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك مزاعم بأن إسرائيل أوقفت دعمها لحفتر في الفترة الحالية، مؤكدةً أن الصور على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن المعركة الأخيرة، تذكرنا بالثورة ضد القذافي عام 2011، إلا أن الصراع الحقيقي كان للتكنولوجيا الفائقة في الجو.

وأضافت أن الصراع في الجو يبرز ما بين الطائرات المسيرة التركية التي بحوزة الجيش الليبي، ومثيلتها الصينية المتواجدة مع مليشيا حفتر.

ونقلت عن مصادر محلية، أن الفرقاطات التركية قبالة السواحل الليبية، قامت بإسقاط طائرة مسيرة من طراز “وينغ لونغ” فوق قاعدة الوطية قبيل بدء العملية بقليل.

وأشارت الصحيفة، إلى أن تركيا قد تنشر طائرات “أف16″، وأخرى مسيرة في قاعدة الوطية قريبا، بموجب الاتفاقات الأخيرة بين طرابلس وأنقرة، كما نقلت عن مسؤولين ليبيين توقعاتهم بشأن هذه المسألة.

وذكّرت بأن قاعدة “الوطية” كانت مركز التنسيق في الهجوم على جنود أتراك في ليبيا، ما أدى إلى مقتلهم.

و”الوطية”، أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة الممتدة من غرب العاصمة طرابلس إلى الحدود التونسية، وسيطرت عليها قوات موالية لحفتر قبل 6 سنوات، وجعلتها مركزا لقيادة العمليات الغربية، ونقطة لحشد القوات القادمة من الشرق الليبي، كما استخدمتها لقصف عدد من مناطق طرابلس.

وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت قوات الوفاق بسط سيطرتها الكاملة على قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية، جنوب غرب العاصمة طرابلس، فيما أكد اللواء أسامة الجويلي، قائد المنطقة الغربية، أن عملية السيطرة على قاعدة الوطية تمت بشكل سريع ومدروس وبدون خسائر.

وكشف مصدر بحكومة الوفاق الليبية أن قوات حفتر انسحبت من القاعدة عقب هجوم بري لقوات الوفاق من عدة محاور.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية محمد القبلاوي، إن بلاده ستقدم أدلة على “تورط الإمارات في سفك دماء الليبيين وخرق قرارات مجلس الأمن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى