كتاب وادباء

ثقافة الأنكار

ثقافة الأنكار

بقلم الكاتب والباحث الليبى

فرج كندي

فرح كندى

هناك صنف من الناس تخصص في الانكار والتنكير على كل من خالفه الرأي أو الرؤية أو التفكير بل بلغ في الانكار والنكير وشدد في التنكير عل كل ما سواه وهذه عاهة فكرية تصيب من قل علمة وساء ضنه حيال كل من خالفه في الرأي او التوجه وهذا سببه الاعتداد بالرأي الى حد الغرور وطغيان عقدة الانا العليا على والاعتقاد بالصوابية المطلقة التي تهيمن على الذات وتسيطر على الكيان وانتفاء قاعدة رأى صواب يحتمل الخطاء ورأى غيرى خطاء يحتمل الصواب وترسخ ثقافة الانكار حتى في الامور التي يجمع عليها انها مسائل تحتمل الخلاف وان الاقرار بقبول الخلاف فيها محل اجماع الكثير من اهل العلم والنظر وهى محل تنوع في الوصف من راجح ومرجوح وتقارب نسبى في القرب من الخاء والصواب وانكار للحوار في نقاط الخلاف وعدم التقبل لطرحها للنقاش والبحث والتحليل والتمحيص والتعاون على التوافق والصول الى الحلول التي تساعد على التقارب والتفاهم بل يؤدى هذا التشنج والانغلاق المعرفي الى نتيجة كارثية ابعد خطرا وهى رفض الاخر تماما ورفض التعاون حتى في محل الاتفاق وتزداد النفرة والشقاق ويتحول حتى محل الاتفاق الى عدم وربما باب من ابواب النفرة والشقاق فلا عذر لمن يخالف لا مجال ولاماكن لوجهة نظر الا لوجه واجهة واحدة وراي واحد وهذه العدمية الفكرية مع الوقت تتغول وتتحول الى جهة تبدا من الرفض الى وعدم القبول الى ما هو اخطر وهو الدعوة الى الاجتثاث والسحق ومن ثم تباشر عملية التوحش للتفرد بالراي وتمارس السيادة الفردية المطلقة في الفكر والسياسية والاقتصاد والاجتماع وتحقق السيطرة المطلقة على كافة جوانب الحياة دون ان تسمح للغير بالوجود ناهيك بحرية التفكير او التعبير ونحن بحاجة الى نشر ثقافة الحوار والنقاش وحسن ادارة الاختلاف والبعد عن التناحر والتنابذ والانكار و الخلاف والدعوة الى ثقافة التأخي والمحبة والاتلاف وبالصدق والاخلاص يجتمع المختلفين إذ صدقت النيات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى