الأرشيفتقارير وملفات

ثلاثة وستون عاما على الإنقلاب العسكرى الذى أطاح بملك مصر والسودان، اصبحت القاهرة سابع أسوأ مدينة في العالم؟

مرت ثلاثة وستون عاما على الإنقلاب العسكرى الذى أطاح بالملك فاروق، ملك مصر والسودان، يوم ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وبحكم أسرة “محمد على” الذى استمر ما يقارب قرن ونصف من الزمان.
رفع العسكر الشعارات وأعلنوا المبادئ التى سيعملون على تحقيقها وهى: القضاء على الإقطاع، القضاء على الاستعمار، القضاء على سيطرة رأس المال، إقامة حياة ديمقراطية سليمة، إقامة جيش وطني قوي، وأخيرًا إقامة عدالة إجتماعية.. فهل تحقق من ذلك شئ حتى الآن؟!
الجنيه المصرى بلغت قيمته نحو ٤ دولارات فى عهد الملك فاروق، لكن تلك القيمة تراجعت عقب الإطاحة به واستيلاء العسكر على السلطة لتصل إلى ٢,٥ دولار، وظل فى تراجعه لتصبح قيمة الدولار الواحد اليوم نحو ثماني جنيهات مصرية!
أكثر من ستين عاما ومصر ترزح تحت حكم العسكر منذ انقلابهم الأول فى ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢.. وبعد عامين من انقلابهم الثانى الذى قاده وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى فى الثالث من يوليو ٢٠١٣ ضد رئيسه الشرعى محمد مرسى، أول رئيس مدنى منتخب ديموقراطيا.. فماذا حققوا لها ولشعبها؟  

القاهرة

 مصر أصبحت فى ذيل الأمم والشعوب وهى فى قبضة حكم العسكر.. أين مصر اليوم من اليابان التى تعرضت للقصف بالقنابل الذرية من جانب الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية ثم أصبحت اليوم من الدول الصناعية المتقدمة؟.. أين مصر الآن من ماليزيا التى استقلت عن التاج البريطاني عام ١٩٥٧، وشهدت نموًا اقتصاديًا كبيرًا، بين الثمانينيات ومنتصف التسعينيات من أواخر القرن الماضى، في ظل حكومة مهاتير محمد، تمثل فى التحول من الإقتصاد القائم على الزراعة إلى اقتصاد يرتكز على الصناعة في مجالات مثل أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات؟.. بل أين نحن من سنغافورة التى بدأت نهضتها معنا فى نفس الفترة تقريبا؟
زادت عندنا نسبة الأمية والجهل والتخلف وانتشرت الأمراض فى ظل تخلى الدولة عن مسئوليتها فى علاج المواطنين، وأصبح ٤٠% من الشعب المصرى يرزحون تحت خط الفقر.. تدهور مستوى التعليم وزادت نسبة البطالة مما أدى إلى ارتفاع فى معدلات الجرائم وازدياد نسبة العنوسة.. غابت الرقابة الحقيقية وانتشر الفساد والمحسوبية والرشوة فى كل مؤسسات الدولة.

القمامة والعشوائيات واﻻثار التي تم إهمالها والزحام الشديد والتكدس السكاني والتلوث الهوائي …  عوامل جعلت من “قاهرة المعز”، واحدة من اسوأ عشر مدن في العالم، بحسب دراسة أمريكية،  بعد أن كانت لوحة فنية جميلة تسر الناظرين.

العشوائيات

العشوائيات

توجد في القاهرة 57 منطقة عشوائية غير آمنة، منها 14 منطقة عشوائية من الدرجة الأولى من حيث الخطورة، و32 من الدرجة الثانية و10 من الدرجة الثالثة ومنطقة واحدة مصنفة كمنطقة خطورة من الدرجة الرابعة، وتعتبر بذلك من أكبر المحافظات التي يوجد بها مناطق عشوائية من حيث العدد.
هذه العشوائيات هي ” بطن البقرة، وعزبة خير الله ، وعين الخيالة، وإسطبل عنتر، وعين الصيرة، وأبوالسعود، وعزبة أبوقرن ، والمدابغ، بمصر القديمة”،وكذلك عزبة أبورجيلة، والسد العالي، والعرشة، وعشش النهضة، بمنطة السلام”، باٌضافة إلى منطقة الزرايب بالمرج، وعرب الحصن بالمطرية، بالاضافة إلى منطقة “مثلث ماسبيرو” التي تقع في وسط العاصمة.

وكذلك تحتوي القاهرة على مناطق ” عزبة الهجانة ، وعزبة العرب، وعزبة نصار بمدينة نصر”، و” مركز شباب منشية ناصر، ووادى فرعون، وجبل المقطم، والدويقة، وأرض السماد، والنرش، وهضبة الحرفيين، بمنشية ناصر”.

وهناك أيضاً مناطق ” الأباجية، وسوق الجمعة،ومسجد الرفاعي بمنطقة الخليفة”، و”قلعة الكباش، وتل العقارب والمواردي، بالسيدة زينب”، و”عزبة سلام وعزبة خليل، وعزبة الوالدة، ومنشية جمال عبد الناصر، وعرب أبو دحروج، وعرب كفر العلو وكفر العلو بحلوان”.

القمامة

القاهرة اﻵن

عسكر

القاهرة

في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي احتلت القاهرة مكانة متقدمة بين أجمل المدن لتتفوق قاهرة 1925 علي باريس وموسكو ولندن، ولكن الصورة الجميلة اختفت الآن حيث انتشرت أكوام القمامة بشكل كبير في الفترة الأخيرة بشوارع القاهرة  واحتلت الأرصفة ووصلت إلي نهر الطريق بجوار معظم الأبنية الحكومية والمدارس والمستشفيات وعند أسوار محطات المترو، ولم تعد أزمة انتشار القمامة مقصورة علي الأحياء الشعبية والعشوائية فقط بل طالت أيضا شوارع الأحياء الراقية في القاهرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى