الأرشيفتقارير وملفات إضافية

جذور القضية الثقافية البربرية

بقلم الباحث الجزائرى
فاتح ماضي
يدعي الكثير من متبني المطالب الهوياتية البربرية أن مطالبهم لا تتعارض أبدا مع الهوية العربية لباقي الشعب الجزائري.. و أن ردات فعلنا مبالغ فيها عنصرية إقصائية، لا ننفي أبدا أن بعض هؤلاء صادقون في عدم معاداة الهوية العربية لغة و ثقافة و صراحة أظنهم مستدرَجين مستغَلين رغم صدقهم و قد يختلف معي بعض الإخوة في ذلك، لكن إن أردنا حقا مناقشة الموضوع بتجرّد و موضوعية لا مفر من تشريح و تفكيك قضية الهوية البربرية لنعلم المحرِّك من المحرَّك.. و الفاعل من المفعول به، فحتى لو تناسينا منشأ الفكرة الذي كان في رحم الحزب الشيوعي الجزائري ثم ميلادها في الأزمة البربرية التي فجِّرت في بيت حزب الشعب سنة 1949..مرورا بمناوراتها في مرحلة الثورة التي لن أخوض فيها حتى لا افتح اي نقاش هامشي حتى لا أشوش على الفكرة.. و حتى لو تناسينا دور الأكاديمية البربرية المنشأة في فرنسا بمعية “جاك بينات”…. حتى لو فعلنا كل ذلك تبقى محطة جد مهمة يجب الوقوف عندها و هي “الحركة الثقافية البربرية” التي وُثِّقت فيما بات يسمى “أرضية ايعكوران”
في يوم 1 أوت 1980 و عقب أحداث 20 أفريل 1980 التي باتت تسمى بالربيع البربري… اجتمع عدد من رؤوس تيار البربيريست في بلدية “ايعكوران” لدراسة أحداث أفريل و الخطوات التي وجب أن تُتخذ و المطالب التي وجب أن تُتبنى، شارك في الاجتماع الذي طال لأيام طويلة(ما يقارب الشهر) العديد من رموز المنطقة و القضية على رأسهم :كاتب ياسين، الويزة حنون، سعيد سعدي، آيت منقلات،معطوب الوناس و غيرهم،بعد أيام طويلة من الأخذ و الرد توّج ذلك اللقاء بأرضية تضم العديد من المطالب منها:
المطالبة بالاعتراف باللغتين :العربية الجزائرية(العامية) و الأمازيغية كلغتين وطنيتين
إعلاميا :
القنوات التلفزيونية :كمرحلة أولى تخصيص ساعات بث باللغتين الأمازيغية و العربية الجزائرية(العامية).. مع برمجة فتح قنوات امازيغية
منع الأفلام الأجنبية الرجعية (الأفلام الناطقة بالعربية الفصحى)
صحافة :تبني اللغتين الأمازيغية و العربية الجزائرية (العامية) في نقل الأخبار و معالجة المواضيع و تقديم الحصص
النشاط الثقافي:
مسرح:توفير الإمكانيات اللازمة لإنشاء فرق مسرحية ناطقة بالامازيغية و العربية الجزائرية (العامية)
السينما:تمويل و إنتاج افلام ناطقة بالامازيغية و العربية الجزائرية (العامية)
ينطبق ذلك أيضا على كل الفعاليات الثقافية:ندوات، حفلات، احتفالات… إلخ
الإنتاج الثقافي:
لا يجب على مؤسسات الإنتاج و النشر قبول المنتوجات الأمازيغية و العربية الجزائرية (العامية) فقط بل يحب عليها هي المبادرة بإنتاج منتجات باللغتين السابق ذكرهما، و تخصيص أطر تنظيمية داخل تلك المؤسسات للإنتاج بتلك اللغتين
التعليم:
يجب تقديم المبدأ البيداغوجي الذي يجعل التلميذ يتعلم أولا باللغة التي يتكلمها في حياته اليومية و محيطه(العامية) ، يجب فرض هذه الأسس و المبادئ و جعلها واقعية
إلخ 
لا أظن عاقلا مبصرا يعمى عن مطلب يتكرر و تجتمع فيه كل المطالب الأخرى و هو إزاحة العربية الفصحى و استبدالها بالعامية، لا يمكن اعتبار هذا المطلب الذي تبنته بنت الغبريط و حققته بعض القنوات التلفزيونية كقناة #الجزائرية1 إلا حربا على اللغة العربية… مطلب لم يكن وليد اجتماع ايعكوران بل كان قانونا فرنسيا فرضه المستعمر أواخر الثلاثينات، و ما يؤكد عداء هؤلاء و قضيتهم للعربية هو اجتماعهم سنة 1990 في في مسيرات حاشدة بقيادة آيت أحمد مدافعة على اللغة الفرنسية من قانون التعريب الذي طرحه الشاذلي رحمه الله و ألغاه بوضياف(و ذلك سبب دفاعهم عن الأخير)
أخيراً يمكن أن تكون اخي البربري صادقاً في الدفاع عن هويتك التي لا شك أنها مكوّن من مكوّنات الهوية الوطنية.. لكن اعلم انك مُستدرج مستغل من حيث لا تدري لخدمة البقاء الثقافي الفرنسي في الجزائر و ضد اللغة و الهوية العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى