آخر الأخبارالأرشيف

مصر أصبحت محمية سعودية.. الملك سلمان أنقذ السيسي ونظامه وثمن ذلك سيكون باهظا

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن الهدف الرئيسي من زيارة «سلمان بن عبد العزيز» للقاهرة هو حل الخلافات مع الجانب المصري حول الأزمة السورية والصراع بين القاهرة وأنقرة، مشيرة إلى أن أمورا أكثر تعقيدا تخيم على ما يمكن وصفه بـ«شهر العسل المصري السعودي».

واعتبر «روعي كايس» محرر الشئون العربية بالصحيفة أن  «عبد الفتاح السيسي» كان متحمسا جدا للزيارة للحصول على مساعدات اقتصادية سعودية من شأنها إنقاذ الاقتصاد المصري من الوحل، على حد وصفه.

وقال «كايس» إن الحديث يدور عن الزيارة الأولى لسلمان السعودي منذ تتويجه في يناير/كانون الثاني 2015 بعد وفاة أخيه «عبد الله» الذي كان مقربا جدا من السيسى ، وأضاف: «صحيح أن الجانبين يظهران في هذه الزيارة نوعا من شهر العسل»، لكن الواقع أكثر تعقيدا، فخلال العام الذي شغل فيه «سلمان» مهام منصبه، نُشرت الكثير من التقارير بشأن خلافات بين مصر والسعودية فيما يتعلق بمسائل مختلفة بالمنطقة، إحدى هذه المسائل التي اختلف حولها الطرفان مثلا هي الأزمة في سوريا.

لبيب

وتابع بالقول أنه في الوقت الذي تقود فيه السعودية المعسكر المتشدد الداعي للإطاحة بالنظام السوري بأي ثمن، فإنهم لا يتحدثون في مصر عن إسقاط «الأسد»، فهم قلقون بشكل متزايد من تمدد تنظيم داعش وأشباهه في المنطقة.

وأردف المحلل الإسرائيلي بالقول: «في السعودية كانوا مهتمين بإقامة تحالف سني واسع ضد إيران ووكلائها وتحديدا حزب الله، لكن ما يحول دون ذلك هو الصراع الذي لا ينتهي بين مصر وتركيا منذ الإطاحة بالرئيس المصري المختطف محمد مرسي، رجل الإخوان المسلمين» .لذلك لم يكن من قبيل الصدفة، والحديث لا يزال للصحفي الإسرائيلي، أن تكون تركيا المحطة التالية لـ«سلمان»، فسوف يواصل السعوديون محاولتهم للتقريب بين الجانبين رغم الشرخ الكبير بين «السيسي» والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الذي وصف الأول بالطاغية أكثر من مرة.

وتتبع «كايس» ما اعتبرها دلائل على التأثير السعودي في السياسة المصرية بالقول: «لم يتضح بعد ما إن كانت الزيارة المرتقبة لسلمان إلى تركيا سوف تؤدي لانطلاقة في المسار المصري التركي، لكن يبدو مؤخرا وتحديدا في ظل الزيارة في القاهرة، أنهم (في مصر) يحاولون استرضاء الرياض. وهو ما تجلى أيضا في حوار المخابرات المصرية مؤخرا مع حماس رغم الكراهية الكبيرة بين الجانبين. وبشكل مواز، فإن قرار الجامعة العربية، ومقرها القاهرة، بإعلان حزب الله تنظيما إرهابيا هو نموذج آخر لهذا الاسترضاء في ظل الأزمة غير المسبوقة بين السعودية ولبنان بسبب حزب الله، بحسب الكاتب الإسرائيلي.

وأضاف المحلل العبري بالقول: «نموذج آخر تجلى الأسبوع الماضي عندما قررت شركة الأقمار الصناعية المصرية الرائدة نايل سات وقف بث شبكة المنار التابعة للتنظيم، قبل يومين من وصول سلمان إلى القاهرة».

ورأى الكاتب أن محاولة مصر «التزلف» لحليفها السعودي «تنبع بشكل كبير من الوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه أرض النيل»، مضيفا: «مؤخرا وفي ضوء الأزمة أجرى السيسي تغييرات في حكومته، تحديدا في الحقائب الاقتصادية». ولفت إلى أن «الهجمات الإرهابية التي ينفذها داعش وتنظيمات أخرى بسيناء ومناطق أخرى من البلاد لا تشجع السياحة والاستثمارات وهي جزء من المشكلة».

واختتم «كايس» تقريره بالقول أنه «بناء عليه فإن القاهرة بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لدعم اقتصادي من الرياض، التي سبق وضخت الكثير من الأموال لمصر في السنوات الماضية، ولكن السؤال الكبير هو ماذا سيكون الثمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى