آخر الأخبارتحليلات

جمهورية السيسي الجديدة من “ثلاجته الفاضية الى “اللي هيتجوز ملوش دعم””

السيسى يصرف على شعب مصر من أموال والدته الخاصة التكـــــــــية

بقلم الخبير السياسى والإقتصادى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

رئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 

رئيس حزب الشعب المصرى 

خرجت علينا وسائل الإعلام العالمية بآخر الأخبار القادمة من كوريا الشمالية، فانتبهنا لنعرف ماذا يحدث في الجانب الآخر في أعماق آسيا، فكانت المفاجأة أن زعيمها كيم جونغ أون قرر منع المواطنين من الضحك لمدة 11 يوماً، بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة والد كيم جونغ أون، الزعيم السابق كيم جونغ إيل، إضافة لمنع شرب الكحول، أو الانخراط في أنشطة ترفيهية، لكن إفريقيا لم تصمت ورمت آسيا بخير من يمثلها في هذه المنافسة العبثية المستبدة، وهو عبد الفتاح السيسي رأس النظام في مصر وصاحب العاصمة الإدارية الجديدة.

جمهورية السيسي شهبندر التجار.. “اللي فات حمادة واللي جاي حمادة تاني”

في أحد مؤتمراته شبه الأسبوعية، التي يخاطب فيها الحضور والمصريين عامة كعادته والمطبلاتية وراء كرسيه الأنيق لينهل لهم من عبقريته في حل أشد الأزمات تعقيداً، وأثناء حديثه عن “مشروعاته القومية التنموية”، تطرق فجأة لملف دعم التموين، التي توفر بعض السلع الغذائية الأساسية لأكثر من 60 مليون مصري، فقرر منح الدعم فقط لفردين في كل أسرة لديها بطاقة تموينية بالفعل.

وقبل عهد السيسي كان يمكن للمستفيدين إضافة أفراد جدد تلقائياً على بطاقات الدعم، بعد ولادة طفل، لكن في عام 2017، قصرت الحكومة عدد الذين يضافون إلى البطاقة على 4 فقط، والآن يمنع السيسي إصدار بطاقات تموين جديدة للمقبلين على الزواج قائلاً: “لا يمكن أدي بطاقة تموين تاني لحد بيتجوز، لأنك لو بتتجوز ومستني الدولة تديك بطاقة تموين فأنت مش قادر تصرف إزاي يعني.. لأ ده كلام مش مظبوط”.

وقديماً قال المصلح المجتمعي محمد عبده: “لا صلاح في الاستبداد بالرأي وإن خلصت النيات”، فكيف الحال إذا اجتمع الاستبداد مع فساد النية والعمل؟!

السيسي الأسطوري شهبندر التجار.. كيف يرى نفسه؟

في أقل من دقيقتين وعلى الهواء مباشرة، قرر السيسي منح من يريد ومنع من يريد، دون غضاضة أو قلق، وبالتأكيد بلا دراسة، فكما قال قديماً في منتدى “إفريقيا 2018”: “إحنا في مصر لو مشينا بدراسات الجدوى، كنا هنحقق فقط 20% لـ25% مما حققناه”.

فعبد الفتاح السيسي يرى نفسه طبيب الفلاسفة، ومخلّص مصر من كل أزماتها، الملهم صاحب الحلول دائماً، يشخص الأزمة في حينها، يطرح حلوله الفذة، يعطي الأوامر فتنفذ دون دراسة أو تخطيط، هو لا يحتاج لهما، ربما هذا للآخرين، أما هو فيقول عن نفسه “فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَان”، وربما علم منطق الطير أيضاً.

فهو لا يحتاج سوى “ميكروفون” في يده وخلفه بضع مئات تصفق له في كل الأحوال، فيتخذ ما يحلو له من قرارات هامة تؤثر على ملايين المصريين، أو يمنح أحد رجاله “ترقية” كبيرة، مثلما فعل مع “كامل الوزير” وزير النقل الحالي عام 2019، حين منحه رتبة “فريق”، فكان يتحدث في أحد مؤتمراته أيضاً، وفجأة صمت ثم قال: “بالمناسبة يا كامل.. اسمح لي إن أنا أرقّيك لرتبة الفريق”.

ستشاهد فيلم السهرة أم تنام مبكراً؟ السيسي شهبندر التجار سيخبرك

تقول الأسطورة، إنه في أوروبا والدول المتقدمة، لا تطلب الدولة منك سوى احترام دستورها والقوانين الحاكمة للعلاقات بين مواطنيها، وربما القليل من الضرائب، ولكن في جمهورية السيسي الجديدة، يختلف الأمر كثيراً، فعبد الفتاح السيسي، أبو محمود ومصطفى وحسن وآية، يختار لك أن تنجب فقط اثنين من الأبناء “كفاية اتنين وادوا نفسكم فرصة”.

وإن أردت أن تقوي بدنك ببعض الطعام، كي تستطيع مواصلة السعي في حياتك، دون أن تنكبّ على وجهك من الضعف، طبق من الفول بالزيت الحار، وبعض أرغفة الخبز، ستفي بالغرض، وفقاً لدخلك الهزيل، لكن السيسي لن يترك لك هذا أيضاً دون تحكم في حياتك، فيوجهك “لو قطعنا رغيف العيش قطع صغيرة، هنشبع بسرعة ونوفر”، وفي موضع آخر سيذكرك أنه “مش معقول الـ20 رغيف عيش يكون بتمن سيجارة.. متجيش تقولي متقربش من رغيف العيش.. لأ هقرب منه”.

حرية الرأي.. ملكية خاصة للسيسي شهبندر التجار

لا تحاول أن تتحدث في تلك الأمور المضيعة للوقت، مثل تداول السلطة وحرية الرأي والتعبير، ومشكلات مصر المزمنة، وأزماتها الحالية، وأهمها ملف سد النهضة، الذي وقع السيسي على اتفاق المبادئ الخاص به، في مارس 2015، مع دولتي إثيوبيا والسودان، معترفاً بحق إثيوبيا في بناء السد، دون إقرار أي جزاء قانوني دولي عليها في حال مخالفة الاتفاقيات السابق توقيعها، فإن قررت أن تتحدث عن سد النهضة، سيرد السيسي فوراً: “بلاش هري” كما قال سابقاً في احتفالية مبادرة “حياة كريمة”، ليحدد للمصريين المواضيع التي يمكنهم الحديث بشأنها.

يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه “طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد” “إن الاستبداد لغةً هو غرور المرء برأيه، والأنفة عن قبول النصيحة، وهو الاستقلال في الرأي، أو الحقوق المشتركة.. والاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان فعلاً أو حكماً، التي تتصرّف في شؤون الرّعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محقَّقَين”.

العدس بدلاً من الفول “اللواء المطبلاتى سمير فرج”

فاجأ اللواء سمير فرج المطبلاتى الجميع عندما استعاد هذه الذكريات، التي بدأها بالتأكيد على أنه سيحكيها للمرة الأولى والأخيرة، بالطبع نظراً لأهميتها، وربما لخطورتها أيضاً، وعلى غير المتوقع استبدل فرج نظريات الحروب والانتصارات بنظرية العدس، سارداً قصة تجعلك تتذكر مباشرة الأبطال الخارقين القادرين على إنقاذ جميع من حولهم.

تتمحور القصة كلها عن موقف بطولي للملازم أول عبد الفتاح السيسي، عندما طلب من بعض الجنود إعداد العدس لوجبة الإفطار بدلاً من الفول! معقباً على ذلك بأن العدس سيُشعر الجنود بالدفء، في ظل تراجع درجات الحرارة! ومن هنا يربط اللواء دكتور سمير فرج، بين قرار العدس والجبنة النستون، وقرار “تخليص مصر من الإخوان”، أنه كان صادقاً في تنبّئه بمستقبل السيسي قبل 40 عاماً!

والغريب في الأمر هنا ليس القصة التي تحمل بُعداً إنسانياً ولو بسيطاً إن صحّت لكن الغريب هو أن يسردها قائد سابق في الجيش أمام القائد الأعلى لهذا الجيش، وفي ذكرى أعظم انتصار في تاريخ هذا الجيش، ما جعلني أشعر كمشاهد بالخجل! ليس بسبب السيسي، ولكن الخجل من أجله، فهذا الرجل الذي لم يشهد أو يخُض أي حروب على الإطلاق عندما استعان بقائده السابق لسرد مجده العسكري لم يجد في جعبته سوى “حلة العدس”، التي أمر السيسي بدافع إنساني طهيها بدلاً من الفول!

لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، فقد ترك المقطع في جميع من سمعوه عديداً من التساؤلات، فإن اتفقنا جميعنا على إنسانية عبد الفتاح السيسي في هذا المشهد، التي يبدو أنه لم يتحلَّ بها بعد هذا الموقف على الإطلاق (حيث اتُّهم بالوقوف وراء مقتل آلاف المدنيين وفقاً لإحصاءات أممية فيما يُعرف بمذبحة فض رابعة) فإنني تفكّرت طويلاً فيما فعله السيسي، هل كان موقفه إنسانياً بالفعل أم مجرد تصرف عفوي ورثه السيسي من والدته وعشرات الملايين من الأمهات المصريات؟

فإذا كان إنجاز السيسي العسكري الأبرز أثناء خدمته العسكرية هو استبدال الفول بالعدس لتدفئة أجسام الجنود فهذا يعني أن أي أم مصرية تستحق بكل اقتدار قيادة الدولة المصرية! بل الأمة العربية بأكملها، فهن لا يكتفين بطبخ العدس فقط، بل يستيقظن بعد منتصف الليل “علشان يشقروا على أولادهم”، عبر التأكد من أن أجسادهم مغطاة بالكامل بواسطة “البطانية”، وهذا يعني بالضرورة أنه لو أي أم مصرية خدمت في الجيش المصري في موقع ملازم أول أثناء قيادة اللواء سمير فرج لإحدى الكتائب بالجيش، فبكل تأكيد كانت ستنال إعجاب قائدها، لدرجة أنه كان سيحرص على إبلاغ قيادته العليا بتميزها بين كافة ضباط الكتيبة.

السيسي: اللي بيقول أنا عملت قصور رئاسية.. أه عملت وهعمل !!!!

التكية بتاعت السيسى وجنرالاته

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى