آخر الأخباراقتصاد

جنين تودِّع شهداءها ..إسرائيل وقتل الفلسطينيين اليومى”أطفال وشيوخ ونساء

إلى الحكام العرب: ماذا فعلتم لفلسطين؟

تحقيق بقلم رئيس التحرير

 سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

قد حدثتنا سورة الإسراء أن الله سبحانه وتعالى قضى على بني إسرائيل أن سيفسدوا في الأرض مرتين، وأنه سيسلط عليهم عقب كل إفساد من يسومهم سوء العذاب؛

فقال تعالى: {وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا  فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا  إنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء: .

على الصعيد الأوروبي، لا يختلف اثنان على وضوح اللغة المزدوجة للاتحاد الأوروبي في ما يخص القضية الفلسطينية. من جهة، هناك دعم مالي للكثير من القطاعات الفلسطينية. ومن جهة أخرى، هناك تضامن غير مشروط مع الصهاينة على حساب الحقوق الفلسطينية.

لم تستطع دول ” الحرية والديمقراطية والحق والقانون“، كما تنعت أوروبا المتحدة نفسها، إرغام الصهاينة على تطبيق مقررات الأمم المتحدة، بل هي تتفرج على سحق الكثير من البنيات التحتية الفلسطينية من طرف “إسرائيل”، بما فيها تلك التي موَّلتها بنفسها (أي الدول الأوروبية). والعجب العجاب هو “هرولة” بلدان الاتحاد الأوروبي إلى تسجيل تنظيمات فلسطينية تحاول الدفاع عن نفسها وأرضها في قائمة “التنظيمات الإرهابية”، راضخة في ذلك للإرادة الصهيونية-الأميركية.

ولا عجب كذلك في الصمت المطبق للاتحاد الأوروبي رسمياً على كل الخروقات العنصرية، بل التصفية العرقية التي تنتهجها “إسرائيل” بطريقة ممنهجة ومنظمة ضد الفلسطينيين، فتطور “إسرائيل” إلى نظام أبرتهايد قائم بذاته، يستعمل أبشع طرق الأبرتهايد ويقوننها ويحميها بالعسكر ورجال الأمن من مختلف الأنواع، لا يقضّ مضجع الاتحاد الأوروبي. 

هذا الخذلان تجاه الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في أرضهم، هو نموذج يتكرّر منذ قرون في السياسة الغربية على العموم، فإذا كان مناضلو الشعوب المستعمرة من أجل الاستقلال يعتبرون في الماضي مثيري الفوضى في المنطق الأوروبي، فإنه أصبح مع الفلسطينيين “إرهاباً”. 

في ظلِّ هذه المعطيات التي تبرهن على الخذلان المزدوج (العربي الأوروبي) للشعب الفلسطيني، لم يبق أمام الفلسطينيين إلا الاعتماد على أنفسهم قبل كل شيء، وعدم قبول أية مساعدة من أية جهة، مهما كان نوعها، وخصوصاً الحكام العرب.

الثورة الحقيقية للشّعب الفلسطيني حالياً هي ثورته ضد من يتحكم برقبته، ويتلاعب بمصالحه في ما يسمى “السلطة الفلسطينية” المُعَيَّنة مباشرة من طرف الاستعمار. هناك مقاومة عربية إسلامية حقيقية تناضل من أجل حقّ الشّعب الفلسطيني في أرضه كلّها من دون اجتثاث أيّ شبر منها، وهي مقاومة حددت مبادئها وأهدافها، وحددت العدو والصديق، وهي الوحيدة التي يمكن للفلسطيني الحر الاعتماد عليها في نضاله الطويل، وليس هناك أي سبيل آخر أمام الفلسطيني لاسترجاع ما سُلب إلا بالمقاومة والنضال، وعدم فقدان الأمل في يوم النصر القادم لا محالة، وإن كان من الممكن أن يطول. 

إلى الحكام العرب: ماذا فعلتم لفلسطين؟ 

لن يبق نظام عربي واحد في أمن ولا أمان ما دام يتعامل مع العدوان الصهيوني على فلسطين وشعبها وعلى القدس والأقصى بلسان أعوج لا يعبر إلّا عن التواطؤ. ومن يمارس دور الحياد والوساطة أو بيانات الشجب والإستنكار من حكام العرب فإنما هو خائن لشعبه قبل فلسطين وعدو، وبيت حُكمه حصان طروادة، ولا تعريف له سوى الشريك في المخطط الصهيوني الاجرامي. ما تشهده فلسطين والقدس والأقصى هو من دلالات التطبيع ودوافعه وأسبابه ونتائجه وعلى الباغي ستدور الدوائر..

حكام الذل والتواطؤ، لم يتجرأ واحد منكم أن يقول كلمة أو يفعل فعلاً في هذه الأحداث المقدسية الخلفية، واختبأتم وراء هواتفكم وموفديكم الفشلة توارون خياناتكم.

ويا للعار أن نرى من يُفترض به حاملا رسالة تهديد أن يقف ذليلاً لجانب الأمريكي صاغراً يستمع له وهو يقول في العلن بأن للإسرائيلي الحق في الدفاع عن أرضه، ولا يجرؤ هذا الموفد أن يرد عليه بأنها ارض عرب فلسطين ومن تسميهم اسرائيليين هم مشردي أوروبا والعالم جيئت بهم أموالكم من أوطانهم إلى فلسطين ليموتوا فيها على مذبح نهجكم الاستعماري. ولا أن يسأله كيف هي أرضهم والموقف الأمريكي في قرارات مجلس الأمن هي أرض محتلة. بينما نرى هذا الموفد يجتمع مع كل موفدي حكام العار في بيت الدعارة السياسية في القاهرة يتبارون في رفع سقف الكلام والتحدي ولكنها لعبة سقطت بلا عودة.

 لا يمكن للقيادة الأردنية أن تلبس ثوب قيادة أخرى ولا لنظامها أن يلبس ثوب نظام عربي أخر، ولا باستطاعة الحاكم الأردني أن يكون كأي حاكم أخر.

ولا لخيانة أن تنجح في الأردن بالذات أبداً. فالأردن وطن وشعب له خصوصية مصيرية مباشرة من واقع الاستهداف الصهيو امريكي، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل موقع هذا الوطن من المشروع الصهيوني ولا أن يتجاهل خارطة الأردنيين بكل أطيافهم من القضية الفلسطينية ومما يجري في فلسطين. هذا الشعب بكل مكوناته بات يُدرك بأنه صاحب قضية مصيرية واحدة وأنه المستهدف بالمشروع الصهيوني مباشرة من البجر للنهر الكبير في الصحراء، وبأن الضغوطات التي تنصَب على رأسه هي امريكية صهيونية هدفها تمرير احتلال فلسطين وتثبيته، وتمتين القبضة على الاردن وشعبه ليستسلم للصهيوني.

جنين.. حصن في سفح “جبل النار”

تقع جنين عند سفح “جبل النار”، الذي اكتسب اسمه ذاك من حادثة ترمز لمقاومة أهالي المدينة للاستعمار، ويعود تاريخها إلى عام 1799.

في ذاك الحين، كانت فلسطين -كسائر بلاد الشام- تعيش في ظل الدولة العثمانية، وكان الاحتلال الفرنسي يتجهز لغزوها بقيادة نابليون بونابرت.

وعندما بدأت القوات الفرنسية في الزحف باتجاه مدينة جنين، لم يتردد سكانها في إضرام النار في حقول الزيتون والبساتين التي تشكل المصدر الأساسي لرزقهم، بهدف منع القوات الفرنسية من التقدم.  وعندما بات النصر حليفاً للفرنسيين، جاء الرد من قوات نابليون بأن أحرقوا المدينة ونهبوا بيوتها انتقاماً من أهاليها الذين ساعدوا العثمانيين.  

ولم تستسلم جنين عندما وقعت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1918، بل تشكلت فيها بذرة مقاومة جديدة، وكانت حاضنة شعبية لثورة عز الدين القسام.

اغتيال مساعد مفوّض اللواء البريطاني في مكتبه

طوال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين لعبت جنين دوراً مركزياً في المقاومة، ففي عام 1935 أنشأ عز الدين القسام أول تنظيم للمقاومة المسلحة، ووجد في جنين حاضنة شعبية من المؤمنين بالثورة والداعمين لها.

وعقب وفاته، تسلَّم القيادة من بعده فرحان السعدي، الذي وُلد في قرية المزار الواقعة في قضاء جنين، وبذلك تحولت المدينة إلى مركز للمقاومة الفلسطينية.

واستمرت المدينة بلعب دور فاعل أثناء الثورة العربية التي امتدت ما بين عامَي 1936 و1939، حتى إن المقاومين اغتالوا مساعد مفوض اللواء البريطاني في مكتبه في جنين عام 1938.

وكما أحرقت قوات نابليون جنين انتقاماً من مقاومة أهاليها للاستعمار الفرنسي، دخلت القوات البريطانية بالمتفجرات إلى المدينة، وتم تفجير قرابة ربع مساحتها.

وعلى الرغم من الانتقام البريطاني المروِّع من أهالي جنين، فإنهم لم يستسلموا للاحتلال واستمروا في المقاومة، حتى إن جيش التحرير العربي بقيادة فوزي القاوقجي استخدم جنين كقاعدة في حرب فلسطين عام 1948، التي كانت الحرب الأولى في تاريخ الجنين تحت الحكم الأردني

بعد نكبة عام 1948، واحتلال الإسرائيليين للأراضي الفلسطينية، وقعت جنين كذلك تحت الاحتلال الإسرائيلي خلال “قتال العشرة أيام”، لكن ذلك لم يستمر لفترة طويلة؛ إذ استطاع أهالي جنين تحريرها بمساعدة الجيش العراقي.

وبعد اتفاقيات الهدنة لعام 1949 بين إسرائيل ومصر ولبنان والأردن وسوريا، أصبحت جنين تحت الحكم الأردني وتم ضمها للأردن عام 1950، وفقاً لـ .

ومع حلول عام 1953 أسست الحكومة الأردنية مخيم جنين لإيواء الفلسطينيين النازحين الذين استولت القوات الإسرائيلية على منازلهم بعد النكبة.  

وبقيت جنين تحت الحكم الأردني إلى أن احتلتها إسرائيل ثانية بعد حرب عام 1967، ومنذ ذلك الحين لم تهدأ المقاومة في جنين حتى بعد أن أصبحت المدينة ومخيمها تابعَين للسلطة الفلسطينية.

هل قضت إسرائيل على “عش الدبابير” حقاً؟

لا تزال جنين تقاوم الاحتلال الإسرائيلي إلى اليوم، وتتصدر من فترة إلى أخرى عناوين الأخبار ولعل “السور الواقي” كان أبرز المعارك التي كان مسرحها مخيم جنين المقاوم.  

ففي عام 2002 على سبيل المثال، شنَّت القوات الإسرائيلية هجوماً على مخيم جنين في عملية أطلقت عليها تل أبيب اسم “السور الواقي”، فطوَّقت المخيم بالكامل بالدبابات وقوات المشاة، وفي المقابل شكَّل المقاومون غرفة عمليات مشتركة من كافة الفصائل وجهزت 200 مقاوم مسلحين بالبنادق والعبوات بدائية الصنع.

استطاع المقاومون في البداية قتل 13 جندياً إسرائيلياً وإصابة 15 آخرين، وذلك عن طريق نصب الكمائن المفخخة في أزقة المخيم؛ لذلك قرَّر رئيس أركان جيش الاحتلال شاؤول موفاز منع الماء والكهرباء والطعام عن أهالي المخيم وقصفه بالطائرات والمدفعية؛ الأمر الذي أسفر عن هدم جزء من المخيم وتسويته بالأرض.

حيث دمَّر الاحتلال في تلك العملية 455 منزلاً بالكامل كما ألحق ضرراً بـ800 منزل أخرى واستشهد 58 من أبناء المخيم، وكان معظمهم من المدنيين، فضلاً عن اعتقال المئات من أبناء المخيم.

لكن جاء الرد من المقاومين بقتل 50 جندياً إسرائيلياً وإصابة العشرات؛ مما يجعل عملية “السور الواقي” واحدة من أكثر العمليات التي تكبدت فيها إسرائيل خسائر بشرية ومادية.

لذلك حاول الإعلام الإسرائيلي تبرير تلك الخسائر، والادعاء بأن القوات الإسرائيلية قامت باجتثاث المقاومة في المخيم الذي وصفته على أنه “عش الدبابير” الذي لا بد من تدميره.. لكن السنوات اللاحقة أثبتت أن المقاومة لم تمت في مخيم جنين، كما ادَّعت إسرائيل.

جنين تودِّع شهداءها

شيّع عشرات الآلاف من الفلسطينيين 9 شهداء سقطوا صباح الخميس، 26 يناير/كانون الثاني 2023، في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، إثر عملية عسكرية “واسعة” لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار 4 ساعات؛ ما تسبب باندلاع اشتباكات بينها وبين عشرات الفلسطينيين، ودمار كبير في المباني والممتلكات.

وانطلق الآلاف في موكب جنائزي “مهيب”؛ لتشييع جثامين “مجزرة جنين” ومخيمها، حاملين جثامين الشهداء الـ9 على الأكتاف، من أمام مستشفى جنين الحكومي في مسيرة جابت شوارع المدينة، فيما عمّ الإضراب الشامل كافة مناحي الحياة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

أشارت الوكالة إلى أنه تم نقل جثامين الشهداء إلى برقين، واليامون، ومخيم جنين، لمواراتهم الثرى.

والشهداء هم: صائب عصام محمود ازريقي (24 عاماً) من مدينة جنين، وعز الدين ياسين صلاحات (26 عاماً)، وعبد الله مروان الغول، ووسيم أمجد جعص، والمسنّة ماجدة عبيد من مخيم جنين، ومعتصم أبو الحسن من اليامون، ومحمد محمود صبح، والشقيقين محمد ونور سامي غنيم من برقين.

قتل الأطفال واعتقالهم جريمة ضد الإنسانية

تريد إسرائيل أن نصدّق سلسلة أكاذيب من نوع أن تبادل إطلاق النار ليلاً يجعل من الصعب التفريق بين المسلحين والمدنيين الأبرياء. كيف يمكن أن نصدّق أن مقاتليها المزوّدين بآخر طراز من السلاح المتطور لا يملكون أجهزة تسمح بالرؤية الليلية؟ وإذا كانت جنى كما يدّعون في الجيش الإسرائيلي على سطح منخفض فكيف رآها القنّاص واستهدفها؟ لكن الكذبة الأبشع والأكثر إجراماً ما قاله قائد حرس الحدود أخيرا، دفاعاً عن رجاله، عندما تحدث عن “ضباب المعركة”، كأن ما جرى معركة طاحنة، وليس عملية أمنية إسرائيلية روتينية تجري بين أزقة جنين في كل ليلة. ويثير الغثيان ادّعاؤه بأن الجيش الإسرائيلي ليست لديه تقنية VAR التي تستخدم في مباريات كرة القدم، والتي تساعد على مراجعة مشاهد الفيديو التي التقطت لمعرفة ماذا حدث فعلاً!

يريدوننا أن نصدّق أن الجيش الإسرائيلي الذي تباهى رئيس أركانه، قبل أيام، بقدرة هذا الجيش على استهداف شاحنة رقم 8 كانت تهرّب السلاح من إيران إلى حزب الله من مجموع 25 شاحنة أخرى عبرت المعبر الحدودي بين العراق وسورية، لا يملك أجهزة إلكترونية متطورة تراقب وتلاحق وتسجل ما يجري؟ لكن المهزلة الكبرى هي الحديث عن انتظار نتائج التحقيق.

كيف يمكن للجلاد والمجرم التحقيق في جريمته؟ في التحقيق الأولي، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن قناصاً من حرس الحدود قتل جنى بالخطأ، ولكن ما قيمة هذا التحقيق إذا كان القنّاص هو فوق أي محاسبة أو مساءلة؟ لا أحد في إسرائيل يمكنه محاسبة القنّاص الذي أنهى حياة مراهقة في ربيع العمر، وهو لن يوجّه إليه توبيخاً أو تأنيباً، لأن كل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تقف وراءه، ومعها أيضاَ كل أحزاب اليمين المتطرّف الديني التي ستصبح قريباً مسؤولة عن عمل حرس الحدود وعن عمل الشاباك والإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية.

بلغ عدد المعتلقين من الأطفال 450 منذ مطلع 2022، بينهم 353 من القدس الشرقية وحدها

كان يمكن أن تمر جريمة فتل جنى زكارنة لولا مصادفة وجود مبعوثة الأمم المتحدة، فريجينا، التي قدمت إلى إسرائيل كي تحذرها من أنها إذا واصلت قتل الأولاد الفلسطينيين، فإنها ستدخل القائمة السوداء. والسؤال الآن: ماذا يمكن أن تفعله المبعوثة الأممية فعلاً؟ هل ستطلب إحالة القناص الذي يبدو أن هويته معروفة من قادته إلى المحاكمة؟ ومن سيمنع سقوط أطفال فلسطينيين آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي إذا لم تجرِ محاسبة قتلة الأطفال الفلسطينيين؟ وكذلك من هي الجهة القادرة على كشف (وتعرية) آلة الكذب والتضليل الإسرائيلية التي تحاول التغطية على الجرائم اليومية ضد الفلسطينيين أطفالاً وشيوخاً ونساء وشباناً؟

لا تقتل إسرائيل الأطفال الفلسطينيين فقط بل تعتقلهم أيضا. وقد بلغ عدد المعتلقين من الأطفال 450 منذ مطلع 2022، بينهم 353 من القدس الشرقية وحدها. وجميعهم يعانون من ظروف اعتقال صعبة وقاسية وغير إنسانية. قتل الأطفال واعتقالهم جريمة ضد الإنسانية. وعلى منظمات الأمم المتحدة المسارعة إلى حماية الأطفال الفلسطينيين المعرّضين أكثر فأكثر إلى خطر القتل، ولا سيما بعد استلام حكومة اليمين المتطرّف الحكم قريباً، وتولي إيتمار بن غفير الذي أصبح وزير الأمن القومي المسؤولية عما يجري في المناطق، وبتسلئيل سموتيرتيش الذي سيتولى الإشراف على الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، ويصرّح علناً بأنه يريد ضم الضفة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى