منوعات

حديث رضوى الشربيني عن الحجاب يفجِّر أزمة.. كيف نجحت الإعلامية المصرية في صنع الـ”تريند” وجيش من الداعمات؟

أثار حديث رضوى الشربيني عن الحجاب ردود فعلٍ واسعة على الشبكات الاجتماعية في مصر ووضعها هي شخصياً في أزمة، إذ قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فتح تحقيق عاجل مع الإعلامية المصرية، ثم انقسمت الآراء، سواء حول رأيها أو قرار الإحالة للتحقيق، ولم تكن هذه مرتها الأولى التي تفتح فيه مجالاً للجدل والنقاش بين الآراء الموافقة والمعترضة، وتصبح فيه المواضيع التي تفتحها “تريند” منفصلاً بذاته.

لهذا سنتحدث في هذا الموضوع عن أبرز المحطات التي صنعت الهالة الحالية عن الإعلامية الشابة في غضون 3 سنوات فقط، بدءاً من حديث رضوى الشربيني عن الحجاب مروراً بارتدائه على الهواء، وكذلك الحديث الذي قد يظهر على أنه معادٍ للرجل، وظاهرة “البلوك” (الحظر – Block)، وصولاً إلى أبرز محطات حياتها الشخصية وزيجاتها ودخولها مجال الإعلام.

أحدث قضايا الشربيني تدور حول رأيها في الحجاب حين وجهت نصيحة للمحجبات من خلال برنامجها “هي وبس”، قائلة: “إياكِ أن تخلعي الحجاب، أنتِ أفضل منّي ومن غير المحجبة 100 ألف مرة”، وأضافت في برنامجها الذي يبث على قناة CBC المصرية: “غير المحجبة شيطان نفسها أقوى من إيمانها وقوتها، وأنتِ (المحجبة) أفضل عند الله”.

فيديو للاعلامية المصرية #رضوى_الشربيني عن الحجاب يُثير الجدل وتم استدعائها للتحقيق بسببه..
ما رأيكم بكلامها؟?#العراب pic.twitter.com/O5nLaHqeM3

على إثر تصريحها، قررت لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فتح تحقيق معها بعد تلقيه عدداً من الشكاوى، وانقسمت الآراء بين من رأى أن تصريحها لم يحمل إهانة وأن مجلس الإعلام يبالغ، وبين آخرين رأوا ضرورة احترام غير المحجبات بقدر المحجبات ذاته.

حديث رضوى الشربيني عن الحجاب لم يكن الأول، ففي حلقة سابقة من برنامجها “هي وبس” عُرضت في مارس/آذار 2019، تحدثت لدقائق طويلة عن الحجاب وضرورة تمسك المحجبات بحجابهن ليدخلن الجنة، لأنها قالت إن اعتقادها أنها ستدخل النار إذا ماتت دون ارتدائه، وأشارت مراراً إلى رغبتها في ارتدائه يوماً ما.

بعد أسابيع قليلة، نشرت رضوى صورتها بالحجاب مع بداية شهر رمضان 2019، وقالت إن هذا الشهر فرصة لمراجعة الذات وفعل الخيرات، وإنها ترددت في نشر الصورة لأن الحجاب لم ترتده فعلياً بعد وإن كانت تتمنى. وحاز هذا المنشور أكثر من نصف مليون إعجاب عبر حسابها على إنستغرام الذي يتابعه نحو 11.5 مليون.

ترددت كتير اوى قبل ما احط الصوره دى…يمكن علشان كان نفسى تبقى اول صوره بالحجاب لما ربنا يكتبه ليه بجد ويمكن كنت خايفه اتهامى بالتمثيل او ادعاء الفضيله……بس اول مره احس انها صوره معبره للكلام اللى عايزه اقوله…السنه دى احنا كلنا قاعدين فىً البيت و دى فرصه ذهبيه لكل شخص فينا…نراجع نفسنا و نطلب منه السماح و الهدايه…محدش فينا ملاك و كلنا مقصرين…بس الأكيد كلنا عايزين ندخل الجنه…اللى يقدر يعمل السنه دى حاجه ازيد يعملها…اللى يقدر يشجع غيره يشجع…اللى يقدر يسامح يسامح و اللى يقدر يقرب من ربنا اكتر يقرب…لعل رمضان السنه دى مختلف لينا جميعا…رمضان كريم

A post shared by Radwa El Sherbiny (@radwaelsherbiny) on Apr 24, 2020 at 12:13pm PDT

هذه الصورة كانت من إحدى حلقاتها التي ظهرت فيه وجربت ارتداء الحجاب، ووقتها أثارت حالة من الضجة بين متابعاتها، إذ كانت تقدم فقرة عن طرق ارتداء الشال والحجاب، وقررت أن تضع الحجاب على رأسها، وأخذت تتغزل في جمالها بالحجاب وأمنياتها في ارتدائه. لذلك، وجدت الشربيني من متابعتها دعماً، رغم حالة الجدل الأخرى التي أثارتها لأن القرار بيدها ولا يمنعها منه شيء، وقد حازت هذه الفقرة تحديداً على أكثر من مليون و700 ألف مشاهدة.

حقيقةً، حلقات رضوى التي تحدثت فيها عن الحجاب كثيرة، ومرات ارتدائه على الهواء أيضاً متكررة، ففي فقرات الأزياء والموضة دائماً ما تشجع على ارتدائه وتعبر عن رغبتها في أن تصبح محجبة يوماً. وتستطيع رضوى بهذا الحديث المتكرر جذب شريحة أكبر من متابعات برنامجها بل ودعم من “ألتراس رضوى الشربيني”، من محباتها والمدافعات عنها مع كل أزمة.

حتى إنها تحرص على المشاركة والتفاعل في أي حديث يخص المحجبات خصوصاً عندما يكون مثار جدل، ففي صيف 2020 ظهر “تريند” عن البكيني والبوركيني (مايوه المحجبات) بعد منع أكثر مكان سياحي فتيات محجبات من نزول حمامات السباحة بالبوركيني، وشاركت في التغريد حول هذا الموضوع عبر حسابها على تويتر الذي يتجاوز عدد متابيعه 800 ألف، وحازت هذه التغريدة أكثر من 35 ألف إعجاب، وهو رقم أعلى من المتوسط المعتاد من الإعجابات على تغريداته اليومية.

جتلي معلومه دلوقتىً انه الشواطئ بتمنع المحجبات من نزول البحر و حمامات السباحه،و الحقيقه دى فكره مقززة جدا و غير مقبوله اولا لانه دينيا الحجاب فرض حتى لو كنا تاركينه،ثانيا زى ما بنحترم حريه الست او البنت الغير محجبه…المفروض نحترم حريه المحجبه و نشجعها عليه مش نكرهها فيه!

قبل المشاركة في كل “تريند” يخص المحجبات والاشتباك في موضوعات مقبولة مجتمعياً وتحظى بدعم مستمر من شرائح عدة، كان جمهور رضوى الأساسي من النسويات بفضل آرائها الداعمة للمرأة باستمرار في مختلف القضايا العاطفية والمجتمعية، حتى إنها وُضعت في خانة “عدوة الرجل” في مرات عديدة.

لم تكن كل آراء رضوى مقبولة أو معتادة بالنسبة للفتيات والنساء رغم أن عدداً كبيراً منها يحدثهن عن حقوقهن التي لا يجب عليهن التنازل عنها، لكن بعض آرائها دفعت بالبعض وضعها في خانة المعادية للرجل، وحمّلها آخرون مسؤولية ارتفاع نسب الطلاق. لكن لرضوى أيضاً آراء مناصرة وداعمه للرجل، لذلك سنستعرض أشهر وأبرز آرائها الخاصة بالعلاقات بين الرجل والمرأة:

بلوك بلوك بلوك: النصيحة الأشهر لرضوى كانت “الحظر”، عندما نصحت فتاة تشتكي من إهمال خطيبها لها وتغيبه عن يوم خطبتها ثم عودة معتذراً ونادماً، بأن تقوم بحظره في كل مكان وطريقة يمكنه أن يتواصل معها بها. وهي نصيحة أثارت جدلاً وقتها بين داعم، وبين مستغرب لأن رضوى لم تسمع من المتصلة ببرنامجها طبيعة علاقتهما وظروف الطرف الآخر.

بلوق بلوق بلوققققققق pic.twitter.com/BPCwjecSx7

وراء كل امرأة عظيمة نفسها: تشجع رضوى الفتيات على الاستقلال والاعتماد على أنفسهن دون انتظار سند أو أن يكون السند نسائي من الأم والأخت والصديقة، وهي نصيحة تكسر “تابو” مجتمعي بخصوص علاقة المرأة والرجل، في هذه النصيحة قالت إن “وراء كل امرأة عظيمة نفسها.. وإن غابت نفسها فهي أمها.. وإن غابت أختها فهي أختها… خليكي مصدقة إن إنتي أحلى حاجة حصلت في الدنيا”.  

الحل الطلاق: دائماً ما تعطي رضوى نصائح للمطلقات لمواجهة المجتمع وزوجها السابق، وفي بعض نصائحها الأخرى كان الحل لمشاكل الشريكين هو الانفصال أو الطلاق، ففي حلقة لها تناقش فيها موضوع التعدد استنتجت هي وضيفتها العراقية، خبيرة التنمية البشرية ميس حمد، أن حل الزوج الذي يريد التعدد هو الطلاق لأنه لم يعد يحب زوجته.

لكن الطلاق “بهدلة”: لكنها أيضاً تنصح الفتيات بألا يُقبلن على الطلاق لأسباب واهية، مُردّدة “الطلاق بهدلة، فإن كان لا يهتم بك أو لا يدلّلك أو والدته تعاملك بطريقة غير لائقة فتحمّلي كل ذلك لأن ما بعد الطلاق أسوأ بمراحل مما تعيشينه في الوقت الحالي”. وأضافت في إحدى الحلقات: “عندما أطلب من المرأة أن تتوقف في حياتها مع رجل فذلك لأني استشعرت من قصتها أنها “متبهدلة”.. بعد الطلاق ستشعرين بوحدة وبهدلة معنوية ومادية.. كل امرأة تريد رجلاً يطبطب عليها وتلجأ إليه في جميع المواقف الحلوة والمُرّة”.

“دلعي جوزك وكفاية زنّ”: بعض نصائح رضوى كانت في صالح الرجل، فنصحت مرات كثيرة مشاهداتها باستخدام أساليب “الدلع” مع زوجها، والاهتمام بنفسها ومنزلها وأطفالها، كما طالبتهم بعدم “الزنّ” المتواصل على زوجها وسؤاله المتكرر، وقالت إنها ترى “قوة المرأة في ضعفها”.

الشربيني تسمع الهجوم عليها ووصفها بعدوة الرجال، وكثيراً ما كانت ترد على هذه الاتهامات، وتقول إن من يوجهها لا يسمع حلقاتها، واستطردت: “محدش شاف الحلقات اللي كنت بقول فيها لما جوزك يدخل البيت تجيبي طبق ميه وتحطي رجليه فيه وتدلكيه، ولما تتكلمي معاه يكون بصوت واطي لأن أحلى حاجة في الست صوتها الواطي، وما تزنيش عليه وتدلعيه وتكوني نظيفة في بيتك وعيالك”. مشيرةً إلى أن نصائحها تختلف من شخص لآخر، وأنها لن تنصح زوجة تُضرب من زوجها بأن تصبر بل بالطلاق.

رد رضوي الشربيني عالناس اللي بتهاجمها ???♥️ pic.twitter.com/2mXmWTpCKN

كما أعربت عن اعتذارها لكل رجل أو شاب أخذ حديثها على نفسه، مضيفة: “بعتذر لأي رجل أو شاب أخد الكلام عليه، لكن مش هغير كلامي وأي ست بتتضرب أو تهان مش هطبطب عليها وأقولها كملي، فأنا لا أحرض على شيء غير الحياة السعيدة”.

كانت هذه بعض آراء رضوى التي زادت من شهرتها، فرغم أنها تعمل في مجال تقديم البرامج منذ أكثر من 10 سنوات، فإن شهرتها زادت منذ عام 2017 مع تقديم برنامج “هي وبس” على مدار خمسة مواسم متتالية.

لذلك أخذت على عاتقها همّ الدفاع الفتيات والنساء المعنفات واللاتي يتعرضن للتحرش، فقد حصرت نفسها عبر برنامجها المخصص لتوجيه نصائح الموضة والجمال والصحة للنساء في هذا الإطار، ثم حصرها جمهورها فيه، فباتت تتفاعل في برنامجها وحساباتها على الشبكات الاجتماعية مع كل قضية تخص العلاقات والاعتداءات الجنسية التي تثير جدلاً على الشبكات الاجتماعية.  

شاركت رضوى كثيراً من تجاربها الشخصية، مثل تجربة إنقاصها وزنها، وأعلنت إجراءها عملية تجميل أنفها؛ لأنها كانت تعاني من مشكلة نفسية مع أنفها، نتيجة لسخرية شخص ما منه، وتحدثت أيضاً عن تجربة طلاقها، وإن كانت أشادت بوالد ابنتيها وأنها تكنّ له احتراماً لأن ابنتيها تحملان اسمه.

وهذه كلها مواضيع شخصية لا تحب جميع السيدات الحديث عنها خصوصاً عندما يصبحن مشهورات، لكن رضوى لم تجد مشكلة في مشاركة تجاربها الخاصة، وربما هذا قرّب جمهورها لها سواء لشعورهم أنهم أصبحوا جزءاً من تفاصيل هذه الحياة أو حتى بدافع الفضول وحب المعرفة أو لتفاصيل القصص والحكايا، خصوصاً أنها في مرات كثيرة أجهشت بالبكاء سواء وهي تحكي بعضاً من قصص حياتها، أو تتفاعل مع قصص متابعتها، وهي نقطة أخرى مؤثرة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى