الأرشيفتقارير وملفات

حـيـن أمـوت لـمـن سـتـحـيـا مـصـر

بقلم الكاتب الأديب

مؤمن الدش k

مؤمن الدش

لا أعتقد أن حاكما على مر التاريخ قد تفوق على عبدالفتاح السيسى فى الإستخفاف بعقول مواطنيه بهذا الشكل ، إذ جرت العادة أن يدغدغ الحاكم الفاشل مشاعر مواطنيه بشعارات زاعقة عن الوطنية وحب الوطن ، وقد يكون الحاكم فى بعض الأحيان رصينا بليغا يتحسس كلماته عند مخاطبة الجماهير بينما يخفى فى الغرف المغلقة نفسا شريرة لا تكل ولا تمل من المواظبة على السطو على كل مايخص الرعية بداية من عقولهم مرورا بالحد الأدنى من حقوق الإنسان وصولا إلى مايسد رمقهم من كسرة خبز وشربة ماء ، المدهش أنهم يجبرونك تحت فوهات البنادق على أن تقر بأن العلبة الصغيرة التى تتسع بالكاد لخاتم من الذهب فيها فيل ، إذ يطلب منك قراصنة الوطن على مدار الساعة عبر أذرعهم الإعلامية أن تعترف عنوة بأن صنمهم ( هبل ) بفتح الهاء أو ضمها هو المسيح المخلص الذى يبرأ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله ، مع أن ذات المسيح هو من يسحل ويقتل ويعتقل ويهتك الأعراض ويسكت الأصوات ،

الزعيم

ولا أعتقد أن شعبا على مر التاريخ يتشفى فى دماء بنى وطنه كهذا الشعب الذى يرزح تحت حكم سفكة دماء يسرقونه ويدمرون مستقبل أولاده فيصفق لهم لا لإنجاز يذكر ولكن لأن الإنجاز الوحيد لهذا الصنم أنه خلصهم من الإرهابيين على حد زعمهم مع أن ذات الإرهابيين هم من منحوهم أصواتهم بمحض إرادتهم عبر خمسة إستحقاقات إنتخابية ، ولا أعتقد أن دولة على مر التاريخ بها حكومة ومجلس شعب ومحافظين ومسؤلين تنفيذيين فى كل المحافظات على الورق فقط تأتيهم الأوامر من الإتحادية

فساد

( شيل يازكى قدرة ، يشيل زكى قدرة ) ، مشهد كئيب وقمئ تنفرد به بلادنا عن سائر الأمم ، إذ يطل علينا أصحاب الملايين عبر شاشات التلفاز يطالبون أصحاب الملاليم بالصبر حبا فى الوطن ، ثم يتبعم الحزانى على أنهم إشتروا فيلا بجنينة واحدة ليخاطبوا قاطنى العشوائيات والعشش والأكواخ قائلين لهم ( اللى مش عاجبه يسيب البلد ويغور ) ، فى مصر فقط تريد الدولة رفع يديها عن المواطن تماما إذ ترفع الدعم عنه وتلغى المواد التموينية وتفصله من عمله بدعوى ترهل الجهاز الإدارى وترفع عليه أسعار السلع والخدمات وشتى مناحى الحياة ثم تطالبه بالهتاف لمصر ، نموت نمون وتحيا مصر ، لست أدرى أيها السفهاء بعد موتى لمن ستحيا مصر ، ولست أدرى إذا نفضت الدولة يديها عن المواطن فما دورها إذا .

سيساوى

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

نحن فى عنق الزجاجة ، نحن فى مرحلة خطيرة من عمر البلاد ، كم مرة سمعتهم يرددون الكلمات السابقة ، وكم مرة سمعتهم يقولون لك ( متقولش إيه إدتنا مصر ، قول هندى إيه لمصر ) ، قل لهم إن مصر أخذت أعمارنا وعرقنا وعصارة فكرنا وأعطتنا بهم قهرا وكبتا وأعطت خيرها لمن سرقوها وسرقونا وضيعوا دورها فى المنطقة حتى صارت أمم كنا نسخر منها تسبقنا بخطوات هائلة ونحن نجرى فى المكان ونهتف تحيا مصر ، كيف تحيا مصر وشرفائها فى السجون والمعتقلات أو قيد الإقامة الجبرية أو ممنوعين من السفر أو آثروا الصمت طوعا أو كرها وسفهاءها يتصدرون المشهد ، كيف تحيا مصر وعلماءها مضطهدون مطاردون وجهلاءها باعة كلام سريحة على الفضائيات كتجار الشنطة يبيعون جهلهم على شعب جبل على الجهل والتجهيل ، هل رأيتم بلدا متقدما يعيش على الأغانى والشعارات والأوبريتات أو يغنى لحاكمه ، هل رأيتم بلدا متقدما فى العالم يحكمه جيش ، إن أراذل هذا المشهد السياسى القبيح الذين يطالبون الجياع بالصبر ومعه الهتاف لمن أصابهم بالجوع والفقر والمرض كمن يطالبون المغتصبة أن تصمت وهى تغتصب ،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى