الأرشيف

حياة عصيبة…………

بقلم المتخصص فى الشئون القانونية والسياسية
حاتم غريب
رئيس فرع مصر لمنظمة إعلاميون حول العالم
…………..
سؤال ربما يشغل تفكير الغالبية من المصريين ..هل نحن شعب حى وان اردت توضيحا أكثر هل نحيا كبقية شعوب الارض أو نشعر بقلب ينبض داخل صدورنا أم أننا متنا منذ زمن بعيد وأهيل علينا التراب وأصبحنا فى خبر كان ومن فعل بنا كل ذلك وأوصلنا الى مانحن فيه الان ومن يتحمل مسؤلية ذلك الشعب أم الحكام.
قد يجد البعض أن الاجابة على تلك الاسئلة من السهولة ويختصرها فى أسباب ترجع الينا نحن المصريين نعم نحن من سكتنا وتساهلنا وتنازلنا كثيرا عن حقوقنا ومستحقاتنا فى الحياة واستسلمنا لواقع فرض علينا لم نختاره نحن المعاصرين وان كان اختاره اباؤنا الاولون الذين تعرضوا لاكبر عملية سطو عقلى وفكرى فى التاريخ القدبم والحديث حيث استطاع ثلة من شياطين الانس السيطرة على عقولهم وفكرهم وتجريدهم من بشريتهم وتحويلهم الى حيوانات اليفه مسالمه مستسلمه لاتعرف قيمة الحياة الانسانية.
…………………………………………..
من المفترض أن المحرك الاساسى للسلطة والحاكم هو الشعب الذى يمسك بخيوط السلطة كلها فى يديه ويوكل فيها من يشاء بعيدا عن الاهواء والمصالح الفردية انما ابتغاء المصلحة العامة التى تفيد الجميع وعليه ان يحسن اختيار الوكيل الذى ينوب عنه فى داخل وخارج البلاد انها اوليات مبادىء الشورى فى الاسلام والديموقراطية التى ابتدعها الغرب قريبة الشبه من الشورى فى ديننا فليس من الدين والاخلاق والغريزة البشرية السوية ان يفرض علينا حاكم دون اختيارنا او ارادتنا فالانبياء انفسهم وعلى رأسهم سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلوات الله عليه لم يفرض علينا جبرا انما نزل بوحى ورسالة من عند الله وعرضها على البشرية بالحكمة والموعظة الحسنة فاتبعها من اتبعها واعرض عنها من اعرض وكل يتحمل مسؤليته فلماذا اذا نقبل على انفسنا ان يفرض علينا جبرا حاكما لانقبله ولا نريده ويذيقنا الويل والثبور وعظائم الامور ويذيدنا فقرا وجهلا ومرضا نحن فى غنى عنهم .
………………………………………………
ان الاجيال المعاصرة تعيش الان حياة عصيبة ربما لم تشهدها مصر من قبل بهذا التدنى والانحدار والانحطاط فى كل مجالات الحياة فقد تجردت مصر تماما من ثيابها وظهرت سوأتها لا حياة كريمة تكفل المساواة بين الجميع فى الحقوق والواجبات ولا علم نتباهى به بين الامم ولا اخلاق نتزين بها ولا عدل بل ان الفقر والجهل والتخلف هو السائد والمسيطر والمتمكن والمتحكم فى كل امور حياتنا لم يعد للمواطن المصرى قيمة حقيقية داخل الوطن او خارجه وأصبح عرضة للسخرية والاستهزاء والاذى بدنيا ونفسيا ولما لا وقد سلبت منه ارادته وحريته وكرامته تلك القيم التى تجمل الشخص فتجعل منه انسانا حقيقيا مفيدا لنفسه ووطنه اننا اشعر بما يعانيه المواطن المصرى خاصة فئة الشباب منهم التى فقدت الهوية والانتماء وحوربت من اجل ان يترسخ فى نفوسها هاتان السوأتان فما أقسى على الانسان ان يكره الارض التى استقبلته وليدا وصبيا وشابا ليس هذا فحسب بل ان شياطين الانس يعملون الان ويسارعون على نزع الدين والاخلاق من نفوس المصريين لتكتمل المنظومة الشيطانية التى يبغيها اعداء الدين والوطن فى الداخل والخارج لينهار الشعب وتنهار معه مصر وتصبح أثر بعد عين.
……………………………………………..
والان ماذا تبقى لنا من مصر من وطن كان يوما يحتوينا فأحببناه وحاولنا ان نرفع من شأنه ونجعله فى مقدمة الاوطان بالعلم والاخلاق والثروة فمصر لم تكن يوما فقيرة لا بالانسان ولا بالثروة فهى تمتلك مخزون بشرى ومادى يمكنه ان يجعل منها اغنى بلاد العالم لكن الاستبداد والجهل والفساد قضوا على ذلك فتراجعنا الى الوراء كثيرا حتى اصبحنا فى ذيل الامم فى العلم والثروة ونعيش الان عالة على غيرنا نتسول طعامنا ودواءنا وكساءنا وسلاحنا ونتهاون فى ضياع حقوقنا وصغرنا فى أعين اعداءنا فاحتقرونا واستغلوا ضعفنا ففرضوا علينا الاوامر واستباحوا قيمنا وثرواتنا لانفسهم حتى أصبحنا كغثاء السيل لانقدر على فعل شىء سوى المشاهدة والوقوف عاجزين امام الاخرين.
 
………………………………………………
نحن فى اشد الحاجة الان ان نراجع انفسنا جيدا ونتساءل هل بامكاننا تقبل مثل هذا الواقع بعيوبه ونرضى به ونظل هكذا حتى يقضى الله امرا كان مفعولا نعم كل شىء بمشيئته لاريب فى ذلك لكن الله سخر لنا كل ادوات الحياة التى تحفظ علينا كياننا الانسانى والا نقبل على انفسنا ان نحقر او نذل او نهان وان الله سبحانه وتعالى لايرضى لنا ذلك فنحن من صنعه وخلقه وفضلنا على كثير من خلقه نحن البشر فلا بد ان نحيا حياة تليق بنا لا ان نعيش فى فقر وجهل ومرض وتخلف وانحطاط وتردى اخلاقى لم نعهده من قبل فمازالت الفرصة متاحة امامنا ان نغير من انفسنا وبالتالى نغير من واقعنا الذى تجاوز كل حدود المنطق والمعقول حتى أصبح كل همنا فى الحياة كسرة خبز وشربة ماء مثل الحيوان تماما وأغلقنا كل المنافذ التى يمكن ان نرى منها حياة انسانية أفضل.
……
حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى