آخر الأخبار

“خذ ثوب أطفالي وأعطني الطعام!”.. لبنانيون يقايضون أغراضهم الشخصية مقابل حفنة غذاء

أجبر التدهور السريع للاقتصاد في لبنان أناساً على اتخاذ قرارات لم يكونوا يتوقعونها، لضمان بقائهم على قيد الحياة، ووصل الحال ببعض اللبنانيين إلى بدء مقايضة ممتلكاتهم الشخصية مقابل الحصول على حفنة من الغذاء، في وقت يعيش فيه 60% من اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقاً لبيانات البنك الدولي.

الطعام أولاً: تعيش البلاد حالياً وسط عجز حكومي كبير عن تحسين مستوى دخل اللبنانيين، الذين بات كثيرون منهم عاجزين حتى عن ملء برّاداتهم بالخضراوات، والألبان، فيما لم يعد أكل اللحوم خياراً مطروحاً لديهم.

في مجموعة على موقع “فيسبوك” باسم “لبنان يقايض”، يعرض لبنانيون مقتنياتهم الشخصية من ملابس، وألعاب، وأحذية، وحتى أجهزة إلكترونية، والمقابل يكون غالباً علبة من حليب الأطفال، أو الاحتياجات الغذائية الرئيسية المستهلكة بشكل كبير بين العائلات، مثل الزيت، والأرز، وبعض الخضراوات.

تطغى على تعلقيات اللبنانيين الذين يتفاعلون مع منشورات المقايضة الصدمة والحزن لما آلت إليه حال بلدهم، خصوصاً تلك المنشورات التي يطالب أصحابها بالمقايضة على أغذية أو حفاضات لأطفالهم.

تعرِض سيدة صوراً لمجموعة من ملابس الأطفال، وكتبت في منشورها أنها تريد مقايضتها لأنها “بحاجة إلى زعتر، وزيت الزيتون”، كما عرضت فتاة أخرى صور ملابس أيضاً، وطلبت مقابلها “غالون زيت، وأرزاً”.

من بين المقتنيات التي تم عرضها أيضاً كراسي مخصصة للأطفال الرضع، وطلب أصحابها الحصول على غالونات من المياه، وكان من بين العروض الأخرى أيضاً جهاز لاستقبال البث التلفزيوني، وطلب صاحبه الحصول على علبتي حليب مقابله.

وعلى الرغم من أجواء الحزن التي تسود في المجموعة فإن البعض أبدى استعداده لمساعدة الآخرين من دون مقابل، وكان من بين المواد المُتبرَّع بها علب حليب للأطفال، وملابس.

أسوأ أزمة منذ عقود: لم تستثن تداعيات الانهيار في لبنان -وهي الأسوأ منذ عقود- أيّ فئة اجتماعية، ليجد الجميع نفسه تحت موجة غلاء غير مسبوقة، ووسط أزمة سيولة حادة وشحّ في الدولار، الذي لامس سعر صرفه في السوق السوداء عتبة السبعة آلاف ليرة، فيما السعر الرسمي لا يزال مثبتاً على 1507 ليرات.

ازداد وضع اللبنانيين سوءاً بعدما خسر عشرات آلاف منهم منذ الخريف مصدر رزقهم أو جزءاً من مداخيلهم، جراء الأزمة التي دفعت مئات الآلاف للنزول إلى الشارع منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، ناقمين على الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتلاحقة، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

كذلك فاقمت تدابير الإغلاق العام التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد الوضع الاقتصادي والمعيشي سوءاً، وتسبّب ذلك بارتفاع معدل التضخم في بلد يعتمد على الاستيراد إلى حد كبير، وسجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً جنونياً تجاوز 72% من الخريف حتى نهاية مايو/أيار 2020، وفق جمعية حماية المستهلك غير الحكومية.

صور صادمة: وأمام شح الدخل وانهيار قيمة العملة المحلية، باتت برّادات لبنانيين شبه فارغة، حيث نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، الأسبوع الماضي، مجموعة صور صادمة لبرّادات في منازل لبنانيين بمدينة بيروت، وجونية، وجبيل، وطرابلس، وكانت شبه خالية.

أمام باب برادها المفتوح وفيه عبوة مياه وحبتان من الخيار فقط، تروي فدوى المرعبي (60 عاماً) المقيمة في منزل متواضع في مدينة طرابلس شمالاً، أنها باعت برّادها الكبير العام الماضي لأنها لم تكن قادرة على تخزين الكثير فيه، واشترت آخر أصغر حجماً.

قالت السيدة بحزن: “اليوم، حتى هذا البراد الصغير لست قادرة على ملئه. ولو وجدت أصغر منه في السوق لبعته”، مضيفةً: “على الأقل أستطيع شراء الطعام من ثمنه”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى