آخر الأخبار

خطاب رأس السنة لزعيم كوريا الشمالية قد يحمل مفاجأة.. وقادة الحزب الحاكم يعقدون اجتماعاً

قالت كوريا الشمالية الأحد، 29 ديسمبر/كانون الأول 2019، إن كبار مسؤولي الحزب الحاكم عقدوا اجتماعاً، في الوقت الذي يراقب فيه المحللون في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن كثب، علامات على حدوث تحول كبير في سياسة البلاد، قبل الموعد النهائي في 31 ديسمبر/كانون الأول، لإنهاء المحادثات النووية مع واشنطن.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية المركزية التابعة للدولة، أن الاجتماع الذي دعا إليه كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، عُقد لمناقشة «المحن والصعوبات القاسية» التي تواجهها البلاد «في بناء الدولة والدفاع عن الوطن».

وقالت وكالة الأنباء إن «قضايا مهمة متعلقة بالسياسة لتحقيق انتصار جديد في ثورتنا في ظل الوضع الحالي» اعتُمدت بنوداً في جدول الأعمال، لكنها لم تقدم تفاصيل أخرى.

ومنذ حذرت كوريا الشمالية من تقديم «هدية عيد الميلاد» للولايات المتحدة، خشي المسؤولون في هذا البلد من احتمال أن كوريا الشمالية تشير بذلك إلى نهاية وقفها المؤقت لتجارب الأسلحة قبل نهاية هذا العام، حسب تقرير صحيفة The New York Times الأمريكية.

ويُشار إلى أن اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم هي واحدة من أعلى هيئات صنع القرار في كوريا الشمالية، وهي تصدِّق على أي سياسة يقترحها كيم، الذي يحكم بلاده بسيطرته الاستبدادية على الحزب، والجيش، وجميع مفاصل السلطة الأخرى.

وبعد شهور من توقف المفاوضات مع واشنطن بشأن إنهاء برامج أسلحتها مقابل رفع العقوبات المُقيِّدة التي فرضتها الأمم المتحدة، حذرت كوريا الشمالية في الأسابيع الأخيرة من أنها قد تستأنف قريباً اختبارات تهدف إلى تعزيز قدراتها في مجال الصواريخ والأسلحة النووية.

ومن المقرر أن يلقي كيم خطابه السنوي حول سياسة البلاد يوم رأس السنة، حيث قد يُعلن عن سياسة جديدة في نهاية المطاف.

ويُذكر أنه منذ تولى كيم السلطة عام 2011، بعد وفاة والده وسلفه كيم جونغ إل، سارع كيم إلى تسريع برامج بلاده للأسلحة النووية والصاروخية. إذ أجرت كوريا الشمالية أربعاً من تجاربها النووية الجوفية الست منذ تولي كيم السلطة. وأجرت ثلاث تجارب للصواريخ الباليستية العابرة للقارات عام 2017.

لكن في اجتماع اللجنة المركزية في أبريل/نيسان عام 2018، أعلن كيم أنه بعد نجاح كوريا الشمالية في بناء سلاح نووي، فستحول تركيزها إلى التنمية الاقتصادية وستوقف جميع تجارب الصواريخ الباليستية النووية والعابرة للقارات.

وبعد شهرين، التقى بالرئيس ترامب في سنغافورة لحضور أول اجتماع قمة على الإطلاق بين زعيمين حاليين لكوريا الشمالية والولايات المتحدة.

وبدت كوريا الشمالية منتصرة بعد قمة سنغافورة، التي وعد فيها كيم «بالعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل»، فيما وعد ترامب بتوفير ضمانات لأمن كوريا الشمالية وعلاقات «جديدة». ولكن سرعان ما توترت الأمور حين بدأت الحكومتان في التفاوض بشأن تفاصيل الحوافز التي ينبغي على واشنطن تقديمها مقابل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية والجدول الزمني لتنفيذ ذلك.

وطالبت كوريا الشمالية بالرفع الفوري لعقوبات الأمم المتحدة الرئيسية التي تعتبرها مسؤولة عن خنق نمو اقتصادها. إلا أن واشنطن أصرت على وقف كوريا الشمالية لبرنامجها النووي أولاً. وانتهى الاجتماع الثاني بين كيم وترامب، الذي عقد في فيتنام في فبراير/شباط، دون اتفاق.

وحذرت كوريا الشمالية من حينها من أنه يتعين على واشنطن تقديم «حسابات جديدة» وإحراز تقدم في المفاوضات المتوقفة بحلول نهاية العام. وإلا فـ «ستجد طريقة جديدة»، على حد قولها. واستأنفت البلاد تجارب الأسلحة، فأطلقت 27 صاروخاً باليستياً قصير المدى وصواريخ غير موجهة، منذ مايو/أيار، وحذرت من إجراء المزيد من الاختبارات الاستفزازية.

وبعد أن رفضت واشنطن مهلة كوريا الشمالية، في 31 ديسمبر/كانون الأول، باعتبارها «زائفة»، حذّرت كوريا الشمالية هذا الشهر من أن الأمر متروك بالكامل لإدارة ترامب «لاختيار هدية عيد الميلاد التي تريدها». وأجرت هذا الشهر اختباراً أرضياً على محرك صواريخها لتعزيز ما وصفته بـ «رادعها النووي».

وأثارت مثل هذه التهديدات مخاوف من أن كوريا الشمالية قد تستأنف تجارب الصواريخ طويلة المدى أو النووية، منهية بذلك الوقف المؤقت، الذي أشاد به ترامب واعتبره أعظم إنجازاته في السياسة الخارجية. لكن يوم عيد الميلاد مر دون إجراء كوريا الشمالية تجارب على صواريخ بعيدة المدى أو أي تجارب نووية.

إلا أن الكثيرين ما زالوا يتوقعون أن يهدد كيم بتبني نهج أكثر تشدداً تجاه الولايات المتحدة خلال اجتماع اللجنة المركزية بكامل هيئتها، وخطابه بمناسبة العام الجديد. ويخشى المحللون من أن مثل هذا التحول في السياسة قد ينذر بإجراء المزيد من اختبارات الأسلحة وإعادة إشعال التوترات في شبه الجزيرة الكورية في الأسابيع والأشهر المقبلة، فيما يظل ترامب منشغلاً بمحاكمة العزل في مجلس شيوخ الولايات المتحدة وحملة إعادة انتخابه.

ويُذكر أنه في الأسابيع الأخيرة، أشار المسؤولون الكوريون الشماليون إلى أنهم توصلوا تقريباً إلى أنه لم يكن ثمة فائدة تذكر في مواصلة المفاوضات مع ترامب الضعيف سياسياً. كما تشددوا في موقفهم، وتوعّدوا بإبقاء نزع السلاح النووي خارج طاولة المفاوضات إلى أن تتوقف واشنطن أولاً عن «سياستها العدائية» بالكامل، ويشمل ذلك إنهاء التدريبات العسكرية السنوية المشتركة مع كوريا الجنوبية.

وعاد المسؤولون أيضاً مجدداً إلى وصف ترامب بألقاب مهينة، مثل «عجوز مُخرِّف».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى