تقارير وملفات

خطر الاستيراد الفكري علي المجتمع

الجوال اغلي من المحمول

 

في ظل الإنفتاح الذي تعرضت اليه الدول العربية… وخصوصا مصر ، نشاهد إستيرادات ضخمة لم تشمل الجانب المادي فقط، بل توسعت لتشمل الإستيراد الفكري، والذي على أساسه انتقلت الينا أفكار غربية لاتناسب العادات الصحيحة والفكر الشرقي الموزون الذي نشأت عليه الشخصية الإسلامية.

فقد أدى تطور الموضة، ودخول الصيحات الجديدة الى السوق، الى جذب الشباب بشكل كبير، والإهتمام بثقافة المظهر، وإقتناء اي جديد ينزل في السوق تحت شعار “مواكبة الموضة”.

لا نستطيع الإنكار بأن الإهتمام بالمظهر الخارجي، والإعتناء بالهندام والنظافة العامة تعد من ضروريات الشخصية الناجحة، لأن المظهر الجيد يبث طاقة إيجابية كبيرة في النفس، إضافة الى الثقة التي تساهم في بناء الشخصية القوية للإنسان في مواجهة المجتمع.

كما إن المختصين في التمنية البشرية وعلم النفس، يعدون الإهتمام بالمظهر من الضروريات التي تُظهر الشخصية الناجحة بأبهى صورة، فإذا كنت إنسان مهم و ناجح في حياتك العلمية والعملية، ولك مركز إجتماعي مرموق وشخصية جذابة، لا بأس أن تهتم بمظهرك قليلاً كي تفتح للناس بابا للتعرف عليك من هندامك المرتب وملابسك الأنيقة.

ولكن الإهتمام بالمظهر ومواكبة الموضة لا يعني الإلتفات الى الصيحات الغربية التي تنم عن فكر غير صحيح، وإنحطاط خلقي لا يمثل أي صورة من صور الإسلام الجليلة. فحقيقة نحن نعيش في صراع أخلاقي وفكري رهيب، فبعد الغزو الفكري الذي تعرضنا اليه من الغرب نلاحظ التأثيرات الواضحة التي ظهرت على الجيل، من ناحية الأزياء والأفكار وحتى المفاهيم الخاطئة التي زرعت في نفوسهم وأفكارهم نتيجة التطور التكنولوجي الحاصل.

فبات همهم الوحيد هو تقليد المشاهير، فترى أغلب الشباب يرتدون أزياء مطربين (الروك اند رول، والراب)، ويقلدون قصات شعر ممثلين وعارضين الأزياء إبتداءً بالأزياء الخلاعية والغير مستورة ، وصولاً الى قصات الشعر الغريبة، والتي أخذت حيزا كبيرا بين الشباب، وزرعت مفاهيم خاطئة بأن من لايواكب هذا النوع من الموضة هو إنسان رجعي ومتخلف.
ووصل الأمر لأن نرى الجولات التي كنا نقوم بتجميع المحصول بداخلها فأصبحت بنطالن يلبس بدعوي الموضه الحديثه وقد تعدي ثمنه ال٥٠٠ جنيه مصري لتتحقق المقوله الشهيرة الجِوال أغلى من المحصول
ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في مفهوم الحرية نفسه، فعلى الاعلام والمدارس ودور التربية غرس مفهوم الحرية بالنهج الصحيح في نفوس الشباب والبنات منذ الصغر، وتربيتهم على اساس منهج رباني وفق أسس تربوية دينية قيمة. وذلك يتم بالتوجيه الصحيح من قبل الأب والام، والرقابة على القنوات والإنترنيت.
لان الغاية السامية من الحرية هو التحرر من الاستبداد ومغالاة بعض العادات والتقاليد التي تحد من قيمة الانسان لان الحرية تحررك من عبودية الرغبات وإمساك الشهوات لكي تضمن من خلالها احترامك لنفسك اولا، ومن ثم احترامك للآخرين ولدينك ولمجتمعك وبالتالي يعكس ذلك احترام الآخرين لك.

 

بقلم الاستاذ /عمرو عمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى