آخر الأخبارالأرشيف

خطط ترمب العسكرية تربك الشرق الأوسط وتستنزف دول الخليج حتى النخاع

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتأهب فيما يبدو لشن 3 حروب جديدة محتملة غير نمطية، رصدها مراقبون واستدلوا عليها بزيادة مخصصات الإنفاق العسكري والدفاع والجيش، وتعيين عدد كبير من الجنرالات في إدارته وسحبه من صقور إدارة جورج بوش الابن، أما وجهة هذه الحروب وأسبابها فهي الصراع حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والحرب ضد تنظيم داعش، وشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية في حال إلغاء الاتفاق النووي.

أما الخطير أن هذه الحروب الثلاثة المحتملة، قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد، خاصة أن ترمب يمكن أن يخوض حربا كبرى مجهولة العواقب في أي لحظة. الأكثر خطورة أن منها حربين ساحتهما هي الشرق الأوسط والدول العربية والخليجية، وسط تخوفات من استنزاف ترمب دول الخليج الثرية في حربه ضد «داعش» مع جرهم إلى حرب بالوكالة ضد إيران، نظرا لارتفاع كلفة مواجهة عسكرية أميركية مباشرة مع الحرس الثوري الإيراني، بما يجعل دول الخليج في فوهة أي حرب أميركية إيرانية محتملة. بالنهاية سيكون الشرق الأوسط في حالة فوضى وارتباك وصراعات لا تنتهي بلا جدول زمني أو سقف لوقفها. 

%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac

طموحات عسكرية

ناقشت صحيفة «تسايت» الألمانية في تقرير لها ملامح الاستراتيجية العسكرية للإدارة الأميركية الجديدة في عهد ترمب، عبر تصريحاته وقراراته، حيث قال ترمب قبل أسبوعين: «في الوقت الراهن، خسرت بلادنا معظم الحروب، وبالتالي يجب علينا أن نعود إلى سابق عهدنا وننتصر خلال الحروب. ولكن يبقى السؤال المطروح هو: كيف ستكسب الولايات المتحدة الأميركية مزيدا من الحروب؟».

وتقول الصحيفة، إن طموحات ترمب العسكرية تجسدت من خلال الإعلان عن الزيادة في النفقات العسكرية بمبلغ يناهز 54 مليار دولار، وذلك بقصد تصنيع مزيد من الدبابات العسكرية وحاملات الطائرات والقنابل النووية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة تريد أن تسترجع أمجاد الحرب العالمية الثانية، التي كانت تعدّ من أعظم انتصارات الجيش الأميركي. كذلك تسعى الولايات المتحدة إلى أخذ العبرة من حرب فيتنام التي كانت أشبه بحرب عصابات انتهت بانسحاب القوات الأميركية.

3 حروب

وتحذر الصحيفة من أن كثيرا من المؤشرات تدلّ على أن ترمب قد يشن 3 حروب. فمن المرجح أن يتم التصعيد في الصراع حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية، فضلا عن إعلان ترمب عن رغبته في دحر تنظيم الدولة «داعش». بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تهديد الرئيس الأميركي بإلغاء الاتفاق النووي في أي وقت إلى شن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية.

ورصدت الصحيفة أن الإدارة الأميركية الجديدة تعتبر سوريا أرض معركة، ما دفعها إلى تعزيز وجودها العسكري هناك. كما يستعد البنتاغون إلى إرسال مزيد من القوات العسكرية للمنطقة، بهدف إعداد العدة لمواجهة تنظيم الدولة.

محفوفة بالمخاطر

الإدارة الأميركية لا تعي مدى صعوبة هذه المواجهة متعددة الأقطاب، إذ إن ترمب أرسل قواته العسكرية لمنطقة وعرة وأكثر تشعبا من العراق. وفي هذا الإطار، قال السفير الأميركي السابق بدمشق، روبرت فورد، إن «هذه المهمة محفوفة بالمخاطر».

حرب بالوكالة

وشددت الصحيفة على أن معظم الخبراء العسكريين يرجحون أن تتعاون كل من الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل»، بمساندة بعض الدول الخليجية، على نزع الأسلحة النووية الإيرانية. وقد أعرب ترمب عن مساندته لهذا التعاون المحتمل، واعتبره اتفاقا مهما للغاية ومثمرا، نظرا لأنه سيقلص من النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط.

وختمت بالقول إن هذه الحروب الثلاث المحتملة، قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد، خاصة أن ترمب يمكن أن يخوض حربا كبرى مجهولة العواقب في أي لحظة.

حكومة جنرالات

مؤشرات كثيرة تعزز التحليل، وخلاصته سعي ترمب لشن حروب غير نمطية جديدة، أهمها سلسلة تعيينات الرئيس الأميركي دونالد ترمب باختيار كتيبة من جنرالات الجيش الأميركي بأهم المناصب الحساسة في حكومته، والتي تنم عن تشكيل ما يشبه بـ«مجلس حرب مصغر» وليس حكومة مدنية، خطورتها في أن يتحكم جنرالات قدامى بملفات سيادية منها الاستخبارات والأمن الداخلي والأمن القومي والدفاع، مما يجعل المؤسسة العسكرية تتحكم في السياسة الخارجية وبقرارات ترمب، وتعيينهم يثبت إصرار ترمب على اتخاذ الإسلام والمسلمين عدوا والميل للخيارات العسكرية.

فقد اختار ترمب اللفتنانت جنرال هربرت ريموند مكماستر مستشارًا للأمن القومي، أما الجنرال «جيمس ماتيس» «الملقب بـ«الكلب المجنون» فجاء وزيرا للدفاع، وهو مهندس الحروب الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان والعراق، ويميل إلى خيار المواجهات العسكرية. كما اختار مايك بومبيو مديرا للاستخبارات الأميركية، أحد أهم الأجهزة المخابراتية في العالم، وجون كيلي جنرال أميركي متقاعد كان يعمل في البحرية، تولى وزارة الأمن الداخلي.

حروب مدمرة

الخطورة بحسب مراقبين أنه عندما يكون الرئيس الأميركي ضعيفا وشبه جاهل مثل الرئيس السابق جورج بوش الابن، فإن صقور المؤسسة «يتغولون» ويسيطرون على مقاليد القرار داخل البيت الأبيض. وقد جر من كانوا يسمون بـ«المحافظين الجدد» بلادهم إلى حربين كبيرتين مدمرتين في أفغانستان والعراق ما زالت تداعياتهما الكارثية تنذر بمزيد من المآسي والحروب عبر العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى