كتاب وادباء

خواطر حول أحداث ليبيا أولاً

  • خواطر حول أحداث ليبيا أولاً

    بقلم شاعر الأمة العربية

    ابو-محمد-سلطان

    هذا المشهد وذلك الحادث مرفوض جملة وتفصيلا .ولا أكتمكم أني حين رأيت ذلك المشهد الدامي على شاشة التلفاز وجدتني أردد منفعلا لا لا ليس هذا هو خلق الإسلام يا عباد الله إِنّي لَتُطرِبُنـي الخِـلالُ كَريمَـةً — طَرَبَ الغَريـبِ بِأَوبَـةٍ وَتَـلاقٍ وَتَهُزُّني ذِكرى المُـروءَةِ وَالنَـدى — بَينَ الشَمائِـلِ هِـزَّةَ المُشتـاقِ لقد آسفني بالفعل ذلك المشهد الدموي الذي رأيته عند مقتل الشباب القبطي في ليبيا لأني والله أرى فيه إساءة للدين ولا يمقدم الأنموذج الحقيقي لللإسلام وكلنا يطرب حين يسمع سيرة رجل مسلم تعامل مع غير مسلم بأخلاق الإسلام فأثر فيه ودعاه بخلقه إلى هذا الدين العظيم والأمثلة في تاريخنا كثيرة فوق الحصر أحدأسلافنا وهو محمد بن واسع، كان يبيع حماراً له، قال له رجل نصراني: أترضاه لي ؟ قال: لو رضيته ما بعته، القرآن الكريم قد أرسى تلك القاعدة الربانية العظيمة في سورة المائدة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)﴾وقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل المعاهد بقوله : «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا » [أخرجه البخاري] وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين لأم هانئ بنت عمه أبي طالب وأخت علي t :« قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ » . فمن دخل في جوار مسلم فلا يجوز قتله للحديث آنف الذكر :« مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» [أخرجه البخاري] . قال ابن حجر رحمه الله (فتح الباري 12/259): ” وَالْمُرَاد بِهِ مَنْ لَهُ عَهْد مَعَ الْمُسْلِمِينَ ، سَوَاء كَانَ بِعَقْدِ جِزْيَة ، أَوْ هُدْنَة مِنْ سُلْطَان ، أَوْ أَمَان مِنْ مُسْلِم” وقد أوجب الله علينا أن لا نتعرض له فقال:} وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ{ [التوبة:6] فالأمر مرفوض والقتل بهذه الصورة مرفوض سواء قامت به داعش أو غيرها . ثانيا : إننا كما رفضنا ذلك الحادث البشع فإننا لا ننسى أن مصر قد شهدت منّذ أيام مذبحة أبشع في استاد الدفاع الجوي حيث قتل العزل ووجدنا الإعلام يهون من دمهم ويقول إنهم بلطجية وليسوا شهداء وقد سال دمهم لا لشيء إلا لأنهم حاولوا الدخول من غير تذاكر واستكملت المباراة وحضر السيسي حفل الرقص في الاوبرا ومن قبلهم قد سالت دماء آلاف في رابعة ورمسيس ولم يكن هناك حداد عليهم يوما واحدا فأين حقوق هؤلاء جميعا ومن ذلك الذي ما زال يفرق بين شعب وشعب ودماء ودماء . ثالثاً: المشهد الذي رأيناه أمامنا ﻻ يزال غامضا وستكشف الأيام لنا في الغد الكثير من الامور التي يرادلها الإخفاء عن عمد فهناك أشياء ربما تكونقد أعدت من زمن واتفق عليها في زيارات قديمة في أيطاليا والفاتيكان إذ أن هناك أشياء تبدو غير منطقية في ذلك المشهد منها التصوير الذي تم بتصوير وإخراج سينما هوليود بامتياز مع تفجيد من قاموا بالعمل لقضايا تكاد تكون منسية مثل قضية وفاء قسطنطين وكامليا شحاته فلماذا أعيدت هذه القضية وكأن من قام بالحادث قد تذكرها فجأة .إلا أن يكون هنالك أمرما يراد صرف الناس إليه بعد التسريبات السيساوية . رابعا: نأتي على ذكر قضية تبادل ” كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين ” بالمحتجزين لنسأل عن مصيرهما ولماذا احتجزا وكيفسمحت الدولة بتسليمهما إلى الكنيسة ومقابل ماذا ؟؟ولماذا يتجاهل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان ذكرهما تماما ؟؟”ولماذا لم تعلن الحكومة عن مصيرهما ولو كانا فعلا كما يزعما البعض قد عادا الى النصرانية لماذا لم يخرجا علينا ويردوا على المختطفين أننا لا نريد الذهاب إليكم. رابعا : ألا يتبادر الى النفس شك حين نسمع إشارةالسيسي إن مصر قادرة على محاربة الإرهاب والإنتصار عليه كما انتصرت عليه من قبل وهو بذلك يريد أن يسوق لنفسه على أنه شرطي المنطقة كما كان أيام مبارك ولعل في ذلك فرصة تطيل البقاء له خامسا : ألأ يشك المرء بعد أن ظهرت التسريبات واضحة تبين مدى استهانته بدول الخليج المانحة للمال والتي ربما أمسكت أيديها عن الإنفاق لذا يجب عمل حادث كبير يجعل هذه الدول تتغاضى وتستمر في منحه المالأو ربما وجد بديلا في الغرب لييضخ له المال خامسا : ألا يتسرب الشك للنفس ولا سيما أن الانقلاب ما قام وما واستمد وجوده وشرعن لنفسه في ضرورة استمراره حفاظا على الأمن الداخلي والقومي المهدد ولذا هو مستفيد من مثل هذه الأحداث التي تشعر الناس بالخطر على الأمن القومي بين حين وآخر باشكال مختلفة ليستمر الانقلاب . سادسا : أليس هنالك تشابك مصالح بين نظام الإنقلاب والثورة المضادة في ليبيا فمن الذي يجزم لنا بأن داعش هيمن قامت بذلك وليس الثورة المضادة في ليبيا مستغلا ظاهرة داعش للوصول بالشعب الليبي إلى حالة التثوير ضد الثورة الليبية لجذبها إلى صفوف الثورة المضادة . سابعاً : أليس هناك جهات مستفيدة من شيطنة الإسلام وإظهاره بأنه دين أرهاب إذا فلنفكر من هو المستفيد من وراء مثل تلك الأحداث .وعلى كل حال فنحن نكره الظلم ونبشعه لأن الإسلام قد بشعه فقال صلى الله عليه وسلم إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامه والإسلام الذي أنزل الله في قرآنه تسع آيات تتلى لتبرء ساحة يهودي من سرقة هو أعظم من رسخ للعدل وحض عليه . فنسأل الله أن يحقن دماء المصريين وأن ينصر الحق وأهله وأن يخلص مصر من شرور ذلك الإنقلاب الذي يسعى إلى تدمير البلد لأجل المحافظة على وجوده .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى