الأرشيفتقارير وملفات

دليفرى داعش في خدمة المعادين للإسلام

بقلم الكاتب

الكاتب شوقي محمزد

شوقي محمود
فينا – النمسا
الاثنين 2 يناير 2017

عمليات تنظيم داعش في أوروبا وأمريكا بقتل الأبرياء، تصب في النهاية لصالح المعادين للإسلام والمسلمين المقيمين في الغرب، وترفع هذه الأعمال الإجرامية من أسهم الشخصيات والأحزاب العنصرية في بورصة الإسلاموفبيا!! أما في سوريا فإن معارك داعش تستهدف غالباً المجاهدين السنة من كافة الفصائل، بعد أن قضيت داعش علي المجاهدين السنة الذين أبلوا بلاءً حسنا في مقاومة الاحتلال الأمريكي!!
أما أحدث “دليفري” داعش فكان انقاذ السيسي من ورطة تفجير كنيسة الكاتدرائية القبطية!!

داعش يستهدف الأبرياء في الغرب
تنظيم داعش يتمدد هنا وهناك، وأذرعه تقتل وتفجر في كل مكان سواء كان في مركز إيواء لذوي الاحتياجات الخاصة بسان برناردينو في كاليفورنيا، أو رواد مطعم أو مسرح بباريس، أو استهداف المسافرين بمطار بروكسيل، أو طعن ركاب قطار بولاية بافاريا، أو استخدام شاحنات في دهس المارة بشوارع نيس وبرلين، فضلاً عن التناغم مع حزب العمال الكردستاني في استباحة تركيا بالتفجيرات وسفك الدماء، لاسيما في أنقرة وإسطنبول!!
تلك هي ساحات الوغي لداعش!! عبارة عن أهداف مدنية، والمستهدفون (معصومو الدم) يحرم إيذائهم، ومن يتعمد قتل هؤلاء أشد إجراماً من عصابات المافيا!!
سجل إجرامي لجنود داعش بالغرب!!
أغلب المنتسبين إلي داعش منفذي الهجمات الإرهابية في أوروبا لم يكن لهم إلتزام بشعائر الإسلام، بل كانوا أصحاب سوابق وسجلات إجرامية، ولهذا لم يكونوا تحت مراقبة الأجهزة الأمنية، المشغولة فقط بمتابعة المسلمين المتدينين رواد المساجد!!

داعش باريس

نماذج من السجل الجنائي لمنفذي الهجمات:
> صلاح وشقيقة إبراهيم عبد السلام – يحملان الجنسية الفرنسية ويعيشان في بلجيكا- هما مدبرا هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر 2015، وكانا يملكان حانة للخمر في حي “مولنبيك” بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، واسمها:
وبحسب مجلة “لوبارزيان ماجازين” الفرنسية، أغلقت السلطات البلجيكية الحانة يوم 4 نوفمبر 2015، أي قبل 9 أيام فقط من هجمات باريس، وذلك بعد أن أصبحت وكراً للمخدرات!!
> عمر إسماعيل مصطفى – فرنسي من أصل جزائري- فجر نفسه في مسرح “باتكلان” والذي أدي إلي مقتل 90 شخصا، ضمن هجمات باريس. وبحسب الشرطة الفرنسية فإن مصطفى أدين بين عامي 2004 و2010 ثماني مرات بارتكاب مخالفات وجنح، منها القيادة بدون رخصة والاعتداء على الغير بالشتم. وكان اسمه مدرجا على قائمة الأشخاص الموضوعين تحت المراقبة.
> محمد سلمان لحويّج بوهلال منفذ عملية شاحنة الدهس بنيس – فرنسي من أصل تونسي- سجله الجنائي يشير إلي ارتكابه جرائم جنائية منها السرقة والعنف المسلح، كما سبق أن ارتطمت شاحنته بعدد من السيارات عندما كان مخمورا، وحكم عليه في إحدى القضايا بالسجن 3 أشهر مع وقف التنفيذ.
> أنيس بن مصطفى بن عثمان العامري، منفذ عملية الدهس في برلين، كان ضمن المهاجرين الغير شرعيين عبر البحر إلي إيطاليا عام 2011، أدين بعد ذلك بإضرام النار في إحدى المدارس، كما اُتهم بالتهديد والسرقة وحكم عليه بالسجن 4 سنوات، وبعد إطلاق سراحه انتقل إلي ألمانيا وقدم طلبا للجوء في أبريل 2016، ولكن طلبه رفض، وحصل العامري على إقامة مؤقتة عند تقديم طلب اللجوء وتم تسجيله في أحد مراكز اللجوء.
قال شقيقة عبد القادر العامري في حديث لصحيفة “العربي الجديد” اللندنية، عقب حادث الدهس: “كان أنيس يسكر ويبدأ في الهذيان، لم يكن يصلي”!!

داعش يترك قتلة المسلمين بالعراق وسوريا!!
داعش لا يري ولا يسمع عن الجنرال قاسم سليماني (قائد ما يسمي بفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني) الذي يقود حرب الإبادة ضد المسلمين السنة في العراق وسوريا، سليماني الذي يصول ويجول علي مرمي حجر من مقر “الخليفة” البغدادي بالموصل وكذلك في الفلوجة والرمادي وبعقوبة، وأيضاً في حلب ودرعا والقلمون والزبداني بسوريا!!
وما يقال عن سليماني ينطبق أيضاً علي قادة العصابات الشيعية (الحشد الشعبي) من أمثال هادي العامري (منظمة بدر)، وقيس الخزعلي (عصائب أهل الحق)، وأكرم الكعبي (حركة النجباء)، هؤلاء وجميع قادة المليشيات الشيعية يتجولون في المحافظات السنية بالعراق وسوريا بأريحية كبيرة!!
أما الذين تستهدفهم داعش يوميا من الحشد الشيعي أو الجيش العراقي الطائفي، فلا قيمة لهم، فيمكن تعويضهم من الخزان البشري الشيعي بفتاوي التضليل، ومنها فتوي (الثأر من قتلة الحسين) بالعراق!! وفتوي (الدفاع عن مقام السيدة زينب) في سوريا!!
والانضمام بملشيات الحشد الشيعي ليس دوافعه دينية فقط، وإنما أيضاً للاستفادة من المزايا المادية والعينية الهائلة، وسط البطالة والفقر المدقع الذي يضرب كافة فئات الشعب العراقي!!
كما أن داعش لا يعبأ بالقوات الروسية في سوريا، الذين ينعمون بنسيم عليل البحر علي شواطئ قاعدتي طرطوس وحميميم باللاذقية، دون أن تقترب منهم أذرع داعش الضاربة في كل مكان!!
فسيارات داعش المفخخة تتجنب أماكن الجيش الروسي بسوريا، وإذا وصلت هذه المفخخات إلي المدن الساحلية السورية، فإنها تستهدف المدنيين السوريين فقط!!

داعش تعلن الحرب علي كافة الجماعات الإسلامية شرقاً وغرباً!!
استطاعت جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبو مصعب الزرقاوي (داعش الأولي) القضاء علي كافة الجماعات الجهادية السنية التي أبلت بلاءً حسناً في مقاومتها للاحتلال الأمريكي، وبذلك ساعدت داعش علي إنجاح خطة قائد القوات الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس في تصفية المقاومة بالعراق.
وكانت داعش تتعامل مع جماعات المقاومة باعتبارها مرتدة عن الإسلام لرفضها الانضواء تحت لواءها!! وأهم هذه الجماعات هي: الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) وجيش أنصار السنة والجيش الإسلامي بالعراق وجيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين.
وكانت هذه الجماعات تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة في جميع المحافظات السنية، لأنها جعلت الاحتلال الأمريكي والقوات العراقية الموالية لها هدفاً وحيداً، دون استهداف المدنيين العراقيين أو الأجانب!!
وكانت الإدارة الأمريكية برئاسة جورج دبليو بوش علي وشك الإقرار بالهزيمة في العراق بداية عام 2007 بسبب الخسائر الفادحة، حيث كانت القوات الأمريكية تتعرض لأكثر من ثلاثة آلاف عملية هجومية شهرياً!!
ولكن قتال داعش لهذه الجماعات ساعد علي نجاح خطة ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية بالعراق في القضاء تماماً علي هذه الجماعات!!

ATTENTION EDITORS - VISUAL COVERAGE OF SCENES OF INJURY OR DEATH A man asks for help for an injured woman after an explosion during a peace march in Ankara, Turkey, October 10, 2015. At least one explosion shook a road junction in the centre of the Turkish capital Ankara on Saturday, causing many casualties including fatalities, local media said. The state-run Anadolu Agency said there were reports that the blast was caused by a suicide bomber, but the source of those reports was unclear. The blast occurred ahead of a planned "peace" march to protest against the conflict between the state and Kurdish militants in southeast Turkey. Earlier media reports had said there were two explosions. REUTERS/Tumay Berkin

2: قتال داعش الشرس للجماعات السنية في سوريا وخاصة جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) والجيش الإسلامي وجيش الفتح والجبهة الشامية وأيضاً الجيش السوري الحر.
3: عداء داعش للحركات والشخصيات الإسلامية (كحركة حماس والنهضة التونسية وجماعة الإخوان المسلمين والرئيس المصري محمد مرسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان) واتهام هؤلاء جميعاً بالردة عن الإسلام!!

– بفضل داعش… مؤسس “بجيدا” يتحول من مجرم جنائي إلي زعيم سياسي!!

Supporters of the PEGIDA movement, "Patriotische Europaeer Gegen die Islamisierung des Abendlandes," which translates to "Patriotic Europeans Against the Islamification of the Occident," take part in a rally in Dresden, Eastern Germany on December 15, 2014. More than 10,000 people demonstrated against "criminal asylum seekers" and the "Islamisation" of the country, in the latest show of strength of a growing far-right populist movement, according to police. AFP PHOTO / JENS SCHLUETER
حركة “بيجيدا”، التي تعني “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب”!! أسسها لوتس باخمان عام 2014، فانتقل إلى عالم الشهرة والإعلام، بعد أن كان باخمان يعمل طباخا بمدينة دريسدن (شرق ألمانيا)، مع أن سجله الجنائي يحتوي علي العديد من التهم الجنائية ومنها:

– في عام 1998 مثل باخمان أمام المحكمة الجنائية لمدينة دريسدن بتهمة ارتكاب16 عملية سطو مع السرقة. وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات و8 أشهر، وعقب صدور الحكم هرب باخمان إلى جنوب أفريقيا وعاش هناك لمدة عامين تحت اسم مستعار، وفي نهاية المطاف تم ترحيله إلي ألمانيا بسبب إقامته الغير شرعية بعد أن ثبت تزويره لتأشيرة الدخول للبلاد. وبعد 14 شهرا قضاها في السجن المركزي بدريسدن أطلق سراحه، مستفيداً من الإفراج المبكر المشروط.
– في أواخر صيف عام 2009، ضبط مرتين ومعه مخدر الكوكايين، المرة الأولي كان معه 40 جراماً، وفي الثانية 54 جراماً. وفي فبراير 2010، أدانته المحكمة الجنائية بدريسدن في القضيتين بتهمة حيازة غير مشروعه للمخدرات، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ مع وضعه تحت مراقبة الشرطة، وكان الحكم مخففاً لآن كمية المخدرات التي ضبطت معه كانت قليلة، وبالتالي تنتفي تهمة تجارة المخدرات.
– في مايو2014 قضت محكمة ولاية ساكسونيا بتغريم باخمان، لأنه امتنع عن الانفاق علي ابنه لمدة 9 شهور!!

وفي 21 يناير 2015 أعلن لوتس باخمان استقالته من رئاسة “بيجيدا”، بعد أن نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية صورة له متقمصاً شخصية الزعيم النازي أدولف هتلر بقصة شعره وشاربه!! مما أثار عاصفة من الانتقادات والاحتجاجات من مختلف الأوساط السياسية والشعبية الألمانية!
———————————
داعش الداعم الأكبر لأعداء الإسلام في الغرب والطغاة في الشرق!!
– ترامب يفوز بالرئاسة الأمريكية!!
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الصادرة في 21 ديسمبر الماضي، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رد علي سؤال حول حادث الدهس في برلين، وهل سيدفعه ذلك لإعادة النظر في خططه بتسجيل بيانات المسلمين ومنعهم من الهجرة إلى الولايات المتحدة، فقال: “لقد تبين أنى محقا، محقا 100%”!!
هكذا يتفاخر ترامب بمواقفه وأراءه العنصرية الفجه، بعد أن منحت جرائم داعش المصداقية لترامب في عدائه للمسلمين!!
– في 6 ديسمبر 2015 فاز حزب الجبهة الوطنية الفرنسي العنصري بالمركز الأول في أول انتخابات بعد هجمات باريس، وفاز الحزب الذي تتزعمه مارين لوبان برئاسة 6 من مجموع 13 بلدية في الجولة الأولي، وجاء حزب الجمهورية برئاسة نيكولا ساركوزي في المركز الثاني، في حين حل حزب الرئيس فرانسوا أولاند في المركز الثالث!!
وكانت لوبان قد دأبت علي نعت الإسلام بكل نقيصة، وإنه خطر علي هوية فرنسا، وشبهت اضطرار المسلمين لأداء صلاة الجمعة في الشوارع (بسبب ضيق مساحة المساجد) بالاحتلال النازي لفرنسا!!
رغم أن حزب الزعيمة العنصرية كان وراء التشريعات التي لا تسمح ببناء المساجد في معظم المدن الفرنسية!!
– حزب البديل من أجل ألمانيا: كان حزباً مغموراً، تأسس عام 2013 فقط، وأبرز أهداف العداء للإسلام والتضيق علي المسلمين، وأدرج الحزب مؤخراً – ضمن برنامجه الانتخابي- منع الحجاب بالجامعات والمؤسسات العامة!!
وعقب هجمات باريس فاز حزب البديل في عشر ولايات ألمانية (من أصل 16 ولاية) منها العاصمة برلين التي حصل فيها لأول مرة علي المركز الثالث بنسبة 14,2%، وحصل حزب الاشتراكي الديمقراطي علي المركز الأول بنسبة” 21.6%، ونال حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “الاتحاد المسيحي” على 17.6% فقط!!
وقبلها حصل حزب البديل على 20.8% في انتخابات ولاية مكلنبورج- فوربومرن، وحصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي علي المركز الأول بنسبة 30%. وحل حزب ميركل ثالثا بنسبة 19%!! وتمثل النتيجة إهانة لميركل لأنها نائبة في البوندستاج (البرلمان) عن هذه الولاية!!

– حزب الحرية النمساوي يحصل علي أعلي نسبة في تاريخه!! وكاد نوبرت هوفر- مرشح الحزب- الفوز بالرئاسة النمساوية في الانتخابات التي أجريت في 4 ديسمبر الماضي، بعد حصوله علي 46,2% من مجموع أصوات الناخبين، وبرغم خسارة هوفر سباق الرئاسة، إلا أن هجمات باريس ألقت بظلالها علي الانتخابات النمساوية، واستغلها اليمين بجناحيه “حزبي الحرية والشعب”، حيث وافق البرلمان علي مقترح قانون من وزير الخارجية وشئون الاندماج سباستيان كورتس، يسمح بتضيق الخناق علي المساجد ويمنع عنها التبرعات من خارج النمسا حتي ولو كانت في إطار قانوني ورسمي!! يضاف إلي ذلك إعلان كورتس الحرب علي روضات الأطفال الإسلامية، بزعم أن هذه الروضات تروج لفكر داعش بين الأطفال (أعمارهم بين 3- 5 سنوات)!!
ومما يذكر أن كورتس كان عضواً فاعلاً في منظمة الشباب المسيحي التابعة لحزب الشعب (شريك الائتلاف الحاكم) قبل اختياره وزيراً للخارجية عام 2013.

———————-
داعش ينقذ السيسي من ورطة تفجير كنيسة الكاتدرائية!!

تضارت أقوال السلطة عن كيفية وقوع التفجير

كشف تفجير الكنيسة المرقسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط بمنطقة العباسية بالقاهرة في 11 ديسمبر الماضي وراح ضحيته 25 قتيلاً و49 مصاباً، تضارب تصريحات الحكومة المصرية في كيفية وقوع التفجير، فقد أعلنت وزارة الداخلية -عقب الحادث مباشرة- أن عبوة تزن 6 كيلو جرام داخل حقيبة كانت السبب في التفجير، ولكن مصدر أمني لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية قال إن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة كانت تحتوى على 12 كيلو جراما من مادة تي إن تي شديدة الانفجار.
في حين أعلن زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي – خلال الجنازة الرسمية للضحايا- أن الجاني يدعي محمود شفيق محمد مصطفى، وأنه فجر نفسه بحزام ناسف!! وأنه تم اعتقال 3 أشخاص وامرأة، وجاري البحث عن اثنين آخرين!!
ولكن شقيقة محمود شفيق أكدت – في مداخلة هاتفية مع برنامج ” 90 دقيقة” بفضائية المحور، أن أخيها لا صلة له بالتفجير المزعوم، وأنه يعيش حالياً في السودان، وأن لديها شقيقين أخرين، أحدهما مجند بالجيش والأخر تم اعتقاله!!
كما اتهمت وزارة الداخلية – كالعادة- جماعة الإخوان المسلمين بالضلوع في الهجوم!!

داعش ينقذ السيسي وأجهزته الأمنية!!

تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تفجير الكنيسة المرقسية وقال في بيان نشره في 13 ديسمبر الماضي، إن منفذ التفجير هو “أبو عبد الله الأنصاري” دون الكشف عن اسمه الحقيقي!! وهدد البيان بشن هجمات جديدة، وقال إن حربه على ما سماه “الشرك” مستمرة!!
ولكن داعش لم يكشف عن كيفية وصول المهاجم إلي هدفه محملاً بالمتفجرات وتخطي كافة الاجراءات الأمنية الشديدة المتبعة في مقر البابوية للأقباط!!
* ولهذا، فإن بيان داعش مشكوك فيه، فإما أن داعش ينسق مع بعض الأجهزة الأمنية المصرية، وهذا احتمال غير مستبعد!!
* أو أراد داعش استغلال الحادث لصناعة بطولة وهمية بأن أذرعه الضاربة تستطيع الوصول إلي أي مكان مهما كانت تحصيناته!!

الإجراءات الأمنية خارج وداخل الكاتدرائية

الاجراءات الأمنية المشددة لحماية الكاتدرائية لا يشبهها أي مكان آخر، سوي قصر الاتحادية الرئاسي، مقر زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي!!
حيث يوجد 40 كاميرا مراقبة خارج مبني الكاتدرائية لرصد أي حركة خارج هذا الحصن!! كما يمنع توقف السيارات تماماً في الجهة المقابلة للكاتدرائية!! وجميع أسوار الكاتدرائية والممرات الداخلية مزودة بكاميرات مراقبة.
وفي أيام الأحد والمناسبات المختلفة تضاف للخدمات الأمنية خدمة أخري من قسم شرطة الوايلي أمام البوابة الرئيسية حيث تنتشر عناصر المباحث في الشوارع الفرعية المحيطة بالكاتدرائية!!
وعند الدخول من البوابة الرئيسية للمقر توجد عدة إجراءات للشخص الزائر، منها التأكد من ديانته المسيحية، ثم المرور عبر بوابات إلكترونية (مثل البوابات الموجودة بالمطارات) للكشف عن المواد المعدنية، ثم تفتيش حقائب اليد، وبعد ذلك التفتيش الذاتي للرجال والنساء، كباراً كانوا أو صغاراً!!
أما الزائر المسلم سواء كان صحفيا أو مدعواً، فيتم اتباع نفس الاجراءات السابقة، بالإضافة إلي تأكيد أحد مسئولي الكنيسة لدعوة الزائر!!
وأكد المحامي أحمد حلمي – أحد السكان المجاورين للكاتدرائية- أن الإجراءات الأمنية المسلحة تشمل البوابة الرئيسية وعن يمينها وشمالها، وقاعة المناسبات، ومن الخلف علي الطريق المتقاطع مع مدخل عزبة النخل، وعلي الطريق المطل علي الكاتدرائية من جهة اليسار أعلي المبني الملاصق لمحطة البنزين!!
ويبقي السؤال الذي لم تجب عنه الحكومة المصرية أو داعش: كيف تم إدخال المتفجرات إلي داخل الكاتدرائية مع هذه الاجراءات الأمنية المشددة؟!
ومن المؤكد أن إدخال المتفجرات بطريقة عادية داخل هذا المبني الحصين يعد من المستحيل، إنما هناك احتمالين فقط:
* إما أن يكون إدخال المتفجرات تم عن طريق شخصية مخابراتية لا تخضع لإجراءات التفتيش المتبعة!!
* أو أن المتفجرات كانت بداخل الكاتدرائية لاستخدامها عند اللزوم – بمعرفة قيادات كنسية- لتحقيق أهداف معينة!!
———————————

اغتيال السفير الروسي بتركيا

مازال الغموض يحيط بعملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندري كارلوف في 19 ديسمبر 2016، ومازالت أسئلة عديدة عالقة ومنها: هل كانت عملية الاغتيال فردية قام بها التركي مولود مرت ألطنطاش من تلقاء نفسه؟! أم ورائها تنظيم داعش؟! أم حزب العمال الكردستاني؟! أم المخابرات الأمريكية؟!
ولكن مايلفت الانتباه أن ألطنطاش كان يعمل شرطياً بفرقة مكافحة الشغب!! وعمل أيضاً ضمن الفريق الأمني المكلف بحماية الرئيس رجب طيب أردوغان 8 مرات بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي!! وكشف الصحفي عبد القادر سلفي بجريدة “حرييت” التركية في 20 ديسمبر الماضي، أن قاتل السفير الروسي كان أحد عناصر الفريق الذي تولى أمن الرئيس أثناء تواجده بمنزله خلف حراسه الشخصيين!!
ومن المعلوم أن اختيار عناصر حماية رئيس الدولة أو الشخصيات الهامة، تخضع لمعايير دقيقة، وبالتالي تنتفي عن ألطنطاش انتمائه إلي جهة أجنبية أو تنظيمات ايدلوجية.

تحريم قتل السفراء

للسفراء حصانة أقرها الإسلام، ولهذا فإن دمائهم مصانة ولا يجوز إيذائهم، وهذه بعض الأدلة علي ذلك:
– أخرج أحمد فِي مسنده والطيالسي في المسند والنسائي والبيهقي في السنن والبزار وأبو يعلى في مسندهما عن اِبن مسعود قال: “جاء اِبن النَوّاحة وابن أَثَال رسولا مسيْلِمة إِلَى النَبِي صلَّى اللَّه علَيه وسلَّم، فقال لَهُما “أَتشهدانِ أَنِي رسول اللَّه صلَّى اللَّه علَيْه وسلَّم ؟” قالا: نَشهد أَنَّ مسيلِمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَم، فقَال رَسول اللَّه صلَّى اللَّه علَيه وسلَم: “آمَنْت بِاَللَّهِ وَرَسُوله، لَوْ كُنْت قَاتِلًا رَسُولًا لَقَتَلْتُكُمَا”. قال عبد الله بن مسعود: فَمَضَتْ السُّنَّة أَنَّ الرُّسُل لَا تُقْتَل.
زاد المعاد لابن القيم، جزء 4 صفحتي 13 و14.
– عن الحسن بن علي بن أبي رافع أن أبا رافع أخبره: ”بعثتني قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقع في قلبي الإسلام، فقلت يا رسول الله، لا أرجع إليهم، قال «إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ، وَلَكِنِ ارْجِعْ فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ الَّذِي فِي نَفْسِكَ الْآنَ فَارْجِعْ».
رواه أبوداود وصححه الألباني.
بعد أن ذكر الشوكاني الحديثين أعلاه قال: “الحديثان يدلان على تحريم قتل الرسل الواصلين من الكفار وإن تكلموا بكلمة الكفر في حضرة الإمام أو سائر المسلمين….”.
نيل الأوطار للشوكاني ج8 ص 182.
قال ابن كثير: “كان رسول الله يعطي الأمان لمن جاءه مسترشدا أو في رسالة، كما جاء يوم الحديبية جماعة من الرسل من قريش منهم عروة بن مسعود ومكرز بن حفص وسهيل بن عمرو وغيرهم واحدا بعد واحد”.
تفسير القرآن العظيم: سورة التوبة آية رقم 6.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى