سيدتي

دراسة حديثة تؤكد وجود معادن ثقيلة في أطعمة الأطفال المشتقة من الأرز، فما هي البدائل؟

عندما يصبح الطفل بعمر يسمح له بتناول أغذية أخرى إلى جانب الحليب، تميل معظم الأمهات إلى أغذية الأطفال المعلبة المصنوعة من مشتقات الأرز أو الحبوب، ولكن دراسة حديثة صادمة بينت أن هذه الأطعمة تحتوي على نسبة من المعادن الثقيلة الضارة، بحسب موقع شبكة CNN الأمريكية.

فما هي الأطعمة التي تتضمن هذه المعادن؟ وما هي البدائل؟

وفقاً لتحقيق جديد نُشر يوم الخميس، 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بنسبة كبيرة، توجد معادن ثقيلة سامة ضارة بتطوير أدمغة الأطفال في أطعمة الأطفال التي تغذّون بها أطفالكم.

بعد اختبار 168 منتجاً لأطعمة الأطفال من أكبر الشركات في الولايات المتحدة، وُجد أن 95% من تلك الأطعمة تحتوي على الرصاص، و73% تحتوي على الزرنيخ، و75% تحتوي على الكادميوم، و32% تحتوي على الزئبق.

وربع تلك الأطعمة تحتوي على المعادن الثقيلة الأربعة معاً.

وتحتوي 20% من الأطعمة التي خضعت للاختبار على نسبة تفوق الحد المسموح به للرصاص (1 جزء في المليار)، الذي أقرّه مركز الدفاع عن الصحة العامة، بأكثر من 10 أضعاف، بالرغم من اتفاق الخبراء على عدم وجود ما يسمى بالمستوى الآمن للرصاص.

هذه النتائج تحاكي دراسة سابقة أجرتها إدارة الغذاء والدواء ووجدت واحداً أو أكثر من نفس المعادن في 33 منتجاً من أطعمة الأطفال من أصل 39 منتجاً خضعت للاختبار.

ووجد التحليل أن الأطعمة التي تمثّل خطراً أكبر لتسمم الأعصاب هي المنتجات المشتقة من الأرز، والبطاطا الحلوة، وعصائر الفاكهة.

وقال التقرير: «حتى إذا وجدت تلك المواد الملوثة بكميات ضئيلة في الطعام، يمكنها التداخل مع عملية تطور ونمو الدماغ وتؤثر على معدل ذكاء الطفل. وتتزايد الآثار السلبية بشكل تراكمي مع كل وجبة يتناولها الطفل».

حبوب أرز الأطفال، وأطباق الأرز والمنتجات المشتقة من الأرز تأتي على رأس قائمة الأطعمة الأكثر سميّة للأطفال.

وقال التقرير: «هذه الأطعمة لا تحتوي فقط على نسبة عالية من الزرنيخ غير العضوي، أكثر أنواع الزرنيخ سميّة، ولكنها تحتوي، أغلب الوقت، على المعادن السامة الأربعة معاً».

وهناك بحث سابق يوضح أن التعرض لمستويات منخفضة جداً من الزرنيخ قد يؤثر على تطور ونمو الطفل العصبي؛ أظهرت دراسة عام 2004 على الأطفال في بنغلاديش الذين تعرضوا للزرنيخ في مياه الشرب أن معدلاتهم في اختبارات الذكاء أقل من أقرانهم بشكل هائل.

وتوصّل التحليل الوصفي للدراسات التي تناولت هذا الموضوع إلى أن زيادة مستويات الزرنيخ بنسبة 50% تعادل انخفاضاً في معدل ذكاء الأطفال في المرحلة العمرية بين 5 سنوات و15 سنة بمقدار 0.4 نقطة.

ويعد الزرنيخ أحد العناصر الطبيعية التي توجد في التربة، والمياه والهواء، ويعتبر الزرنيخ غير العضوي هو النوع الأكثر سميّة. («غير عضوي» مصطلح كيميائي لا علاقة له بالمحاصيل الزراعية).

وبسبب احتياج الأرز إلى مياه غزيرة في الزراعة، فإنه يمتص الزرنيخ غير العضوي بمستويات عالية. ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء، يحتوي الأزر على أعلى تركيز من الزرنيخ غير العضوي من أي أطعمة أخرى.

وفي هذه الحالة، يعتبر الأزر الكامل والأرز البري هما الأسوأ، لأن عملية الطحن المستخدمة للحصول على الأرز الأبيض تزيل الطبقات الخارجية، التي تحتوي على القدر الأكبر من تركيز الزرنيخ.

تعتبر حبوب الأرز المصدر الرئيسي للزرنيخ في أطعمة الأطفال بسبب استخدامها بمثابة مصدر التغذية الرئيسي للأطفال؛ وجبات الأرز المنتفخ وغيرها من وجبات طحين الأرز تحتوي أيضاً على مستويات عالية من الزرنيخ. وتقترح منظمة «أطفال أصحاء» الاعتماد على الحبوب التي تحتوي على مستويات أقل من الزرنيخ، مثل حبوب دقيق الشوفان والحبوب المتنوعة، والوجبات المعلبة الخالية من الأرز.

وتتفق طبيبة الأطفال تانيا ألتمان، مؤلفة كتاب «What to Feed Your Baby»، مع نصائح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، التي تنصح الآباء بتقديم مجموعة واسعة التنوع من الأطعمة التي تحتوي على حبوب مثل الشوفان، والشعير والقمح والكينوا.

وقالت ألتمان: «أفضل الأطعمة التي يمكن تقديمها للأطفال في بداية حياتهم هي الأفوكادو، والخضار المهروس، وزبدة الفول السوداني، والشوفان والسلمون. جميع تلك الأطعمة تقدم أطعمة مهمة يحتاج إليها الأطفال، وتساعد حلمات التذوق على اعتياد وتفضيل الأطعمة الصحية، وتحد كذلك من احتمالات تعرض الأطفال لحساسية الأطعمة».

وتؤمن ألتمان أن اللحوم هي أفضل مصدر للحديد والزنك للأطفال وليس حبوب الأرز.

وقالت: «لذا لا أرشح أو أقترح حبوب الأرز لتكون المصدر الرئيسي للتغذية خلال السنوات الأولى من عمر الأطفال».

إذا قررتم طهو الأرز لأطفالكم، تنصح منظمة «أطفال أصحاء» بطهي الأرز باستخدام كمية زائدة من المياه وسكبها قبل تناوله.

وفقاً لدراسات إدارة الغذاء والدواء، سوف يقلّص ذلك مستويات الزرنيخ بمقدار 60%.

غالباً ما تكون العصائر هي المشروبات التي يختارها الآباء لأطفالهم، ولكن وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإنها ليست خياراً جيداً.

تحتوي العصائر على كمية كبيرة من السكر، وتفتقر إلى الألياف، وقد تساعد على تسوس الأسنان، والسمنة في مرحلة لاحقة.

قد تحتوي عصائر التفاح والكمثرى والعنب وغيرها من الفواكه أيضاً على بعض الرصاص والزرنيخ، وتناول تلك العصائر بشكل متكرر يعد مصدراً رئيسياً لتلك المعادن الثقيلة.

وبدلاً من العصائر، يقول الخبراء إن المياه والحليب أفضل، بناء على عمر الطفل.

الأطفال أقل من ستة شهور لا يحتاجون إلا إلى لبن الأم أو لبن الرضاعة الصناعي.

وأفضل المشروبات التي يمكن تقديمها للأطفال خلال العام الثاني من عمرهم هي المياه والحليب كامل الدسم.

وفي المرحلة العمرية بين العامين وخمسة أعوام، يجب على الوالدين الانتقال إلى اللبن خالي الدسم أو منخفض الدسم مع الحفاظ على تناول المياه بجرعات مناسبة لترطيب أطفالهم.

وفي كل الأعمار، ينبغي أن يظل تناول العصائر في أقل مستوى ممكن.

ويمكنكم إضافة المياه إلى العصائر حتى تعيش أطول، كما ينبغي التأكد من أن المشروب عبارة عن عصير بنسبة 100%، بدون إضافات صناعية.

بالرغم من أن البطاطا الحلوة والجزر مصادر رائعة لفيتامين أ وغيرها من العناصر الغذائية الرئيسية، وجد التقرير أنهما يحتويان أيضاً على مستويات عالية من الرصاص والكادميوم.

يمكنكم إطعام أطفالكم هذه الخضراوات، ولكن تأكدوا من إضافة العديد من الفواكه الملونة والخضراوات الأخرى لإضفاء التنوع.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى