دراسة علمية تكشف تأثيرات “مدمرة” لكورونا: يتسبب بالسكتات الدماغية ويؤثر في الحالة العقلية لمصابيه
حذرت دراسة علمية جديدة من أن الإصابة بفيروس “كوفيد 19” قد تتسبب في مضاعفات نفسية وعصبية، تشمل الإصابة بالسكتات الدماغية والذهان، حسب ما نشره موقع Salon الأمريكي.
التقرير الذي نُشر الإثنين 6 يوليو/تموز 2020، قال إن الدراسة تتماشى مع اكتشاف حديث آخر يذهب إلى أن فيروس كورونا هو مرض يصيب الأوعية الدموية بالإضافة إلى كونه عدوى تنفسية، وهو ما يعني أنه يؤثر في أجهزة الجسم خارج الرئتين.
مضاعفات عصبية ونفسية: الدراسة التي أُجريت على نطاق ضيق نشرتها دورية “لانسيت” Lancet Psychiatry الطبية، واستعانت بملاحظات أطباء في مستشفيات بريطانية مختلفة بشأن المضاعفات التي ظهرت على مرضاهم خلال المرحلة الأُسية لتفشي الوباء في شهر أبريل/نيسان الماضي.
طُلب من الأطباء الإبلاغ عن تفاصيل الحالة السريرية الخاصة بمرضى “كوفيد 19” الذين يمكن أن تشير مضاعفاتهم العصبية والنفسية إلى مكوّن عصبي للمرض.
في مقدمة دراستهم العلمية، يدعي مؤلفو الدراسة أن السكتة الدماغية كانت أحد المضاعفات الشائعة في العينة المكونة من 153 مريضاً (معظمهم تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا).
رصدت الدراسة معاناة مجموعة كبيرة من المرضى المصابين بالفيروس وتغيراتٍ في الحالة العقلية، ما يعكس الإصابة بمضاعفات عصبية ونفسية، مثل التهاب الدماغ (encephalitis) والذهان.
كما تم تشخيص الحالة العقلية المتغيرة في حالات تشمل جميع الفئات العمرية، وأبدى عديد من المرضى الأصغر سناً علامات الإصابة بتلك المضاعفات.
بماذا أوصى الباحثون؟ يجادل مؤلفو الدراسة أيضاً بأن الأطباء يجب أن يراقبون “المرضى المصابين بفيروس كوفيد 19 وتتفاقم لديهم تلك الأعراض، ومن الجهة الأخرى، احتمال الإصابة بفيروس كوفيد 19 للمرضى الذين يعانون متلازمات عصبية ونفسية حادة”.
كما دعوا إلى أن تتناول الدراسات البحثية القادمة مسائل تشمل “دور التغذية العصبية الفيروسية، والاستجابة المناعية لحامل عدوى الفيروس، والعوامل الوراثية في تطوير مضاعفات كهذه، بحيث يمكن تطوير استراتيجيات التعامل السريري مع تلك الحالات”.
خلُصت الدراسة إلى أن “تلك المضاعفات لاحظها أعضاء محترفون في الهيئات الطبية من مختلف أنحاء المملكة المتحدة، وقد حدث ارتفاع أُسي في حالات المضاعفات العصبية والنفسية لفيروس كوفيد 19 أثناء الارتفاع الأسي في الحالات الإجمالية للإصابة بفيروس كوفيد 19 التي أبلغت عنها هيئات الصحة العامة الحكومية في المملكة المتحدة”.
دراسة جديرة بالمتابعة: في مقابلة مع صحيفة The Guardian البريطانية، أشار الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور بنديكت مايكل من جامعة ليفربول، إلى أن ما حفز إجراء الدراسة “هو تقارير متزايدة عن وجود علاقة بين الإصابة بفيروس كوفيد 19 ومضاعفات عصبية ونفسية محتملة، ولكن إلى حينها كانت هذه التقارير تقتصر عادةً على دراسات لعشرة مرضى أو أقل.
من ثم فإن هذه الدراسة هي الأولى على مستوى المملكة المتحدة حول المضاعفات العصبية المرتبطة بالإصابة بفيروس كوفيد 19، غير أنه ينبغي الانتباه إلى أنها تركز على حالات الإصابة الشديدة لدرجة دخول المستشفى.
تحدث الدكتور راسل ميدفورد، رئيس المركز العالمي للابتكار الصحي مع Salon عبر البريد الإلكتروني، قائلاً: هذه دراسة منهجية جرى الإعداد لها على نحو جيد وتستمد بياناتها من مراكز طبية متعددة في المملكة المتحدة حول تكرار وأنواع المضاعفات العصبية والنفسية لدى المرضى الذين يعانون الإصابة بفيروس كوفيد 19.
سيتيح هذا للعلماء تركيزَ دراساتهم الجارية والمستقبلية بطريقة أفضل على الآلية (الآليات) التي يؤثر بها فيروس كوفيد 19 على الدماغ، وعلى الأطباء استخدام هذه الرؤى لتطوير علاجات أفضل وأكثر فاعلية”.
