الأرشيفتقارير وملفات

دروس وعبر من ثورة أُغْتُصبت بواسطة العسكر

بقلم المحاضر الكبير
بروفيسور دكتور عبد الفتاح المصرى
نائب رئيس المنظمة
من حسن الحظ أننى عاصرت ثورة 25  يناير المجيدة وكنت على بينة من أمرها تماما وأنها ثورة شعبية 100 % خرج فيها الشباب الوطنى الواعى المثقف للمطالبة برحيل رأس النظام بعد أن تبين للشعب فساده وعمالته  والتى ظهرت فى تهريب أموال مصر إلى الخارج ونهب ثرواتها وإنهيار فى كافة أوجه الحياة من إقتصاد وزراعة وصناعة وصحة وتعليم .
وكنا على يقين بأن الجيش مصرى والأمن مصرى والشرطة مصرية  والقضاء مصرى والإعلام مصرى وأن الجيش سيقف مدافعا عن الشعب وتنشر الشرطة الأمن وينشر الإعلام الحقائق مجردة ويحكم القضاء بالعدل ولكن الثورة أثبتت أن هذا الإعتقاد كان خاطئا وأن هذه المؤسسات لم تكن فى خدمة مصر وشعبها العظيم بل كانت لخدمة النظام الذى هو عبارة عن أداة للنفوذ الصهيوصليبى  ودل على ذلك عمليات القمع التى مورست على المتظاهرين بكل قسوة وعنف وكأنها قوات إحتلال غاشم كما دل على ذلك أيضا سيل الإتهامات الكاذبة التى أطلقها الإعلام ضد الثوار الوطنيين كما دل على ذلك قيام  حاشية النظام والفاسدين باستئجار أصحاب الجمال والخيل والحمير لإيقاع قتلى  وجرحى فى صفوف المتظاهرين فى ميدان التحرير .
وقد قادت الأحداث بطريقة منطقية لا تقبل الجدل إلى محاولة التزوير فى الإنتخابات وبضغط شعبى أمكن أن  تظهر النتيجة الحقيقية حيث قام جماعة الإخوان المسلمون والثوار بإثبات النتائج فى  كتاب أمكن توزيعه على القنوات الإعلامية والسفارات مما أدى إلى فشل العسكر فى تزوير الإنتخابات بل وأنهت الجدل الذى كان سيثار حول صحتها   لأن لجنة الحكماء المكلفة من الأمم المتحدة راقبت الإنتخابات وانتهى الأمر باختيار رئيس مدنى يعمل لمصلحة الشعب وقد فضح النفوذ الصهيوصليبى تدخله فى شؤون البلاد عن طريق العملاء من بلاده الذين جندهم منذ إتفاقية كامب ديفيد  باسم مستشارين والعملاء الذين جندهم من أبناء مصر باسم أصدقاء .
ولذلك لم يكن أمام هذا النفوذ سوى تدبير إنقلاب بواسطة العسكر لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه وقد استمر هذا الإنقلاب طيلة أربع سنوات سارت فيها البلاد من سيىء إلى أسوأ  فبدلا من المشروع العظيم الذى كانت ستقيمه حكومة الثورة برئاسة الدكتور مرسى والذى كان سيؤدى إلى تعمير سيناء  واستقرار البدو بتملكهم الأراضى قامت حكومة الإنقلاب بتهجير السيناويين من أراضيهم حتى تصبح  سيناء أرض فراغ يمكن للجيش الإسرائيلى إحتلالها فى أقل من ساعة والوصول منها لشرق القناة والتحكم فيها وبدلا من إقامة مثلث السويس للتصنيع بدون حفر أو تعميق القناة تم حفر وتعميق تفريعة فاروق لنقل المياه عن طريق مد أنابيب ضخمة فيها لتصل مياه النيل إلى إسرائيل دل على ذلك بيع أقرب نقطة لإتصال نهر النيل فى الشرقية  بترعة الإسماعيلية لأمير الكويت لتكون تحت تصرف الكيان الصهيونى وهذا هو التمهيد لصفقة القرن التى تقوم على استئصال ما لا يقل عن 65 كيلو متر من شمال سيناء للجنوب لإنشاء دولة  فلسطينية  بالإضافة لقطاع غزة .
كما أنه أمكن تقريب حلم إسرائيل من النيل للفرات وهو الحلم المكتوب على عتب الكنيست الإسرائيلى للتحقيق بإقامة ما يسمى العاصمة الإدارية فى شرق النيل روعى أن تكون عبارة عن قلعة ألكترونية   محاطة بسور مجهز  باجهزة المراقبة  والإنذارات لتكون همزة وصل بين اسر ائيل وشرق النيل لتحقيق الحلم الإسرائيلى من النيل للفرات  ولابد أن نستفيد من درس الثورة وهو التخلص من المؤسسة العسكرية والشرطة والأمن والإعلام ومؤسسة القضاء وإقامة مؤسسات وطنية .
كما أنه لا بد من الإسراع بعمل المشاريع القومية مثل قناة منخفض القطارة لعمل منتجع سياحى وتوليد الكهرباء
التى ستكفى إحتياجات مصر ويصدر الباقى لأوروبا كما أنه لا بد من إبعاد العسكر عن الإقتصاد حتى يمكن النهوض بإقتصاد الدولة المتردى وإبعادهم عن  السياسة حتى يمكن أن تستقل  الدولة  وتكون حرة بدلا من كونها إقطاعية للعسكر العملاء تنفذ قرارات وأوامر الغرب دون النظر لمصلحة الشعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى