آخر الأخبار

دعاة ومفكرون يتبرأون من “بيان التطبيع” ويعلنون استقالتهم من “منتدى السلم” الإماراتي

قدم عدد من الدعاة والباحثين استقالتهم من منتدى “تعزيز السلم” الذي تدعمه دولة الإمارات، على خلفية البيان الذي أصدره لدعم قرار أبوظبي المتمثل في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وذلك بعد أن أعلنوا رفضهم لهذه الخطوة، مؤكدين على دعمهم للشعب الفلسطيني.

منتدى السلم، الذي يرأسه عبدالله بن بيه، أصدر الأيام الماضية بياناً أثار الكثير من الجدل بين أعضائه ومتابعيه، أعلن فيه تأييده لقرار أبوظبي توطيد علاقاتها بشكل رسمي وعلني مع تل أبيب، والذي تم الإعلان عنه في 13 من شهر أغسطس/آب 2020، بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفق مصادر مطلعة، فإن أعضاء بارزين في المنتدى أعلنوا استقالتهم، يتقدمهم الداعية الشهير المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية حمزة يوسف، الذي نفى نفياً قاطعاً صلته بالبيان، بالإضافة إلى عائشة العدوية، المقيمة أيضاً في أمريكا، والكويتي عبدالله المعتوق، والأردني أحمد هليل، والموريتاني محمد المختار امباله.

حمزة يوسف يوضح: تلقى الداعية الشهير، الذي يقيم في أمريكا، والذي يشغل في الآن نفسه مهمة نائب رئيس مجل أمناء المنتدى، انتقادات لاذعة، بعد أن نشرت العديد من الصحف الدولية بيان المنتدى المؤيد للتطبيع مع إسرائيل، غير أنه “خرج أخيراً” عن صمته وأعلن “تبرّؤه” من البيان والمنتدى.

وكتب حمزة يوسف تدوينة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قال فيه: إنه لم ينخرط أو يؤيد أي استراتيجيات أو معاهدات جيوسياسية” بخصوص القضية الفلسطينية.

أشار يوسف في بيانٍ أيضاً إلى أن ولاءه كان ولا يزال دائماً لأهل فلسطين المضطهدين، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين أو غير ذلك.

 فيما صرّح الممثل الإعلامي ليوسف في جامعة الزيتونة بكاليفورنيا، بأنه لن يتلقى أي أسئلة من وسائل الإعلام بخصوص الموضوع، محيلاً إلى بيان موكله على موقع فيسبوك للتوضيح.

أبرز الأعضاء يتبرأون: كذلك فقد تقدمت الناشطة الأمريكية المسلمة البارزة، عائشة العدوية، باستقالتها من عضوية مجلس أمناء منتدى “تعزيز السلم” الإماراتي، واتهمت المنظمة بـ”خيانة الأمانة” بعد إدراج اسمها دون علمها، في بيان يؤيد تطبيع العلاقات بين أبوظبي وإسرائيل.

عائشة وهي مؤسسة جمعية “النساء في الإسلام” الحقوقية، أعلنت استقالتها من “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” (FPPMS)، يوم الأحد 23 أغسطس/آب، مؤكدةً دعمها “المخلص” للشعب الفلسطيني وحقوقه، وفقاً لما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 24 أغسطس/آب 2020.

جاء الإعلان بعد أن أصدر منتدى تعزيز السلم الإماراتي، الأسبوع الماضي، بياناً، حُذف الآن، يزعم فيه أن التطبيع “يمنع إسرائيل من بسط سيادتها على الأراضي الفلسطينية”، وأنه وسيلة “لتعزيز السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم”.

عائشة، وفي بيان نشرته عبر موقع فيسبوك، قالت إن موضوع التطبيع لم يُطرح قط في الاجتماع الأخير لمجلس إدارة المنتدى، وإنه “لم يكن هناك اتفاق على أي نوع من الدعم لاتفاق الإمارات مع إسرائيل”، مضيفةً أنه على “إثر هذا الخرق للثقة، وانسجاماً مع قيمي، فإنني أعلن استقالتي”.

هذا، وقد سبق أن أصدر عبدالله المعتوق، مستشار الديوان الملكي الكويتي وعضو مجلس أمناء المنتدى، بياناً يوم الجمعة 21 أغسطس/آب، نأى فيه بنفسه عن بيان المنتدى وموقفه.

المعتوق قال في بيانه: “حضرت الاجتماع المذكور بصفتي عضواً في مجلس أمناء المنتدى، ولم يتم نقاش أو تداول أي مبادرات سياسية تجاه القضية الفلسطينية، ولم تكن مطروحةً أصلاً على جدول الأعمال”.

منتدى لخدمة أجندات سياسية: يقدم المنتدى نفسه، على أنه “قنطرة” للحوار بين الأديان والثقافات، ويحظى بتمويل من الإمارات، كما أنه يجمع ثلة من الدعاة والمثقفين والمفكرين من جنسيات مختلفة، لكن مراقبين يعتبرون أنه “يروج لتوجهات سياسية معينة”.

يبدأ البيان بمديح ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، ويقول إن التطبيع أدى إلى “وقف بسط السيادة الإسرائيلية على أراضٍ فلسطينية”، وأنه “سبيلٌ للسلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم”.

في حين احتفى المسؤولون الإماراتيون بنجاح التطبيق في إيقاف ضم الضفة الغربية وإنقاذ حل الدولتين، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً على أنه يظل “ملتزماً بضم أجزاء من الضفة الغربية”.

أسامة العزامي، محاضر بالدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أوكسفورد، قال لموقع ميدل إيست آي، إن هذا “البيان الغريب” يتسق مع تاريخ المنتدى في شرعنة كل قرارات الحكومة الإماراتية. 

ووصف العزامي البيان بأنه “يتسق مع استراتيجية الإمارات بجلب العلماء والباحثين وجعلهم يوافقون علناً على مواقف الدولة”.

في السابع من يونيو/حزيران 2017، بعد أقل من 48 ساعة من إعلان السعودية والإمارات الحصار على جارتهما الخليجية قطر، أصدر المنتدى بياناً شديد اللهجة يتهم الدوحة بـ”دعم الجماعات الإرهابية وإثارة القلاقل في البلدان الآمنة وإذكاء النزاعات الطائفية”.

ولاء قصي، التي تركز رسالة الدكتوراه الخاصة بها على التقليدية الإسلامية الجديدة في الغرب، قالت لميدل إيست آي إن المنتدى استعمل المبادرات بين الأديان كحصان طروادة لتكوين تحالف استراتيجي بين المنظمات الإماراتية والإسرائيلية.

وتقول قصي: “في الواقع، إن نظرت عن قرب إلى منتدى السلام، ستجد حضوراً منتظماً من المنظمات الإسرائيلية والصهيونية في منتدى السلام تحت ستار التسامح، لكن يمكنك أن ترى بوضوح ما بين السطور، أن الأمر متعلق بالترويج لرؤى سياسية معينة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى