آخر الأخبار

دعا لإحياء العملية “صوفيا” في ليبيا.. جنرال عسكري كبير يحذر من حرب حقيقية قريبة من حدود أوروبا

حذّر كبير القادة العسكريين في الاتحاد الأوروبي من أن امتناع الاتحاد
عن إعادة إحياء دوره وإرسال قوات عسكرية تشرف على تنفيذ الحظر المفروض على تصدير
الأسلحة إلى ليبيا قد يعني أن الاتحاد الأوروبي قد فشل في اختبار يتعلق بطموحاته
الجيوسياسية المستجدة.

في مقابلته مع موقع POLITICO، صرحّ الجنرال
الإيطالي كلاوديو غراتسيانو، رئيس اللجنة العسكرية بالاتحاد الأوروبي، بأنه لم
يسبق له أن رأى “حرباً حقيقية قريبة إلى ذلك الحد من حدود أوروبا” خلال
حياته المهنية التي استمرت عقوداً. وهو يشير إلى النزاعات في ليبيا وسوريا ومنطقة
الساحل في شمال إفريقيا كأمثلة على الاضطرابات التي يقصدها في الجوار الأوروبي.

مساع لحلحلة أزمة ليبيا: حيث يناقش وزراء
خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين 17 فبراير/شباط 2020، الكيفية التي يُفترض أن
يُتابع بها تنفيذ توصيات المؤتمر الدولي الذي عُقد الشهر الماضي حول ليبيا في
برلين، والذي سعت القوى الأوروبية فيه إلى إظهار وحدة موقفها بعد سنوات من
الانقسامات حول النزاع.

يضم جدول أعمال المجتمعين مناقشات حول سبل إحياء العملية
“صوفيا”، وهي البعثة الأمنية البحرية المعنية بمنطقة وسط البحر المتوسط
والمكلفة بالإشراف على حظر تهريب الأسلحة ومكافحة الاتجار بالبشر. وكانت البعثة
العسكرية عاجزة عن نشر سفنها وقواتها منذ مارس/آذار من العام الماضي، بسبب قرار كان
قد اتخذه نائب رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك، ماتيو سالفيني.

استئناف البعثات العسكرية: من جانبه ، يؤيد
جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وعديد من حكومات الاتحاد
الأوروبي استئناف البعثة العسكرية. لكن النمسا قادت معارضةً لهذا الاقتراح، ويجادل
المستشار النمساوي سباستيان كورتس بأن البعثة أفضت إلى دعم تهريب البشر والهجرة
غير الشرعية، لأن المهاجرين كانوا يعلمون أن لديهم فرصة أمام سفن الاتحاد الأوروبي
تتضمن احتمال إنقاذهم ونقلهم إلى أوروبا.

مع ذلك، فإن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يقولون إن عدد المهاجرين الذين
يغادرون ليبيا أخذ ينخفض منذ انطلقت العملية في عام 2015.

إحياء العملية صوفيا: إلى ذلك يرى غراتسيانو، الذي يشغل أيضاً
منصب المستشار العسكري لبوريل، أن قرار إعادة إحياء العملية صوفيا يفترض أن يكون
بسيطاً، لأن البعثة وقواتها موجودة بالفعل، ولديها بالفعل تفويض بتنفيذ حظر
الأسلحة، إضافة إلى أن قرار الحظر يحظى بدعم الأمم المتحدة.

قال: “كل ما عليك هو المضي قدماً لتنفيذ الأمر ما دمت قد حصلت
بالفعل على موافقة عليه”.

غراتسيانو يقول إنه في حال الفشل في الخطة المتعلقة بإعادة العملية
صوفيا إلى العمل، فإن ذلك سيرسل “رسالة سلبية للغاية”، لأن ذلك سيعني أن
الاتحاد الأوروبي “غير قادر على إيجاد حل”.

مع ذلك، يقول غراتسيانو إنه “متفائل للغاية” بشأن نجاح
الاتحاد الأوروبي في إيجاد حل لأنه يركّز الآن على الأمن والدفاع أكثر مما كان
عليه الأمر قبل بضع سنوات.

يشغل غراتسيانو منصبه الحالي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وهو يقود
العمل في اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، وهي هيئة مؤلفة من رؤساء وزارات
الدفاع بالدول الأعضاء.

حرب حقيقية قريبة في ليبيا: قبل الانتقال إلى
بروكسل، شغل الجنرال صاحب الأربع نجوم مجموعة متنوعة من الأدوار العليا في الجيش
الإيطالي وفي العمليات الدولية، ومنها قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
ومع ذلك، فإنه يعتقد أن أوروبا تواجه حالياً البيئة الأمنية الأكثر تحدياً التي
عرفها خلال حياته العسكرية.

يقول في ذلك: “خلال حياتي المهنية الطويلة، شهدت عدداً كبيراً من
ميادين القتال وخضت كثيراً من العمليات، ومع ذلك، فلم يسبق لي أن رأيت حرباً
حقيقية قريبة إلى ذلك الحد من حدود أوروبا وأبوابها”.

غراتسيانو يجادل بأنه حتى خلال نزاع البلقان في التسعينيات، عندما
كانت الحرب مندلعة داخل أوروبا ذاتها، لم يكن التهديد الذي تتعرض له القارة معقداً
وخطيراً للدرجة التي عليها الأمر اليوم. وقال إن القارة تواجه سلسلة من التحديات
الأمنية المترابطة على حدودها الجنوبية، تبرز في “مثلث عدم الاستقرار”
المتكون من تهديدات الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والدول الفاشلة.

أسباب انعدام الاستقرار في ليبيا: أرجع الكثير من
عوامل انعدام الاستقرار الحالية في شمال إفريقيا إلى فترة ما بعد 2011، عندما
ساعدت القوى الغربية في خلع نظام القذافي في ليبيا، ومع ذلك فقد عجز هذا المسار عن
وضع حدٍّ لانزلاق البلاد إلى أتون الصراع الأهلي، والذي اشتد اشتعاله مرة أخرى
خلال الفترة الأخيرة.

قال غراتسيانو إن ارتباط البلاد بمنطقة الساحل وطريق عبور الهجرة غير
الشرعية ومنطقة عمليات للمتشددين، جعل التحدي أكبر.

أضاف: “ليبيا عنق الزجاجة في منطقة الساحل، وإحدى أولوياتي هي
بناء إجماع أوروبي بشأنها… و[لإكساب] مهمتنا التدريبية المتعلقة [بقوات الأمن] الساحلية مزيداً من الفعالية، نحن بحاجة إلى أوروبا أكثر حزماً في ساحة
المعركة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى