كتاب وادباء

دولة خائبة….وشعب خائب……….

دولة خائبة….وشعب خائب……….

بقلم الكاتب

حاتم غريب

حاتم غريب ——————————-

الدولة الخائبة من وجهة نظرى هى الدولة التى تفتقد لابسط المعايير الانسانية والخلقية ناهيك عن افتقادها كذلك للمعايير العلمية والاقتصادية وانظمة الحكم وأكبر مثال على تلك الدولة هى مصر فمن الاهمية بمكان ان نضع تصنيفا دقيقا لمصر وهل هى دولة وفق المعايير التى تنص عليها الدساتير والاعراف والقوانين الدولية…ام انها كيان عشوائى لاتحكمه قوانين او دساتير مثل الدول الاوروبية وامريكا الشمالية وغالبية الدول الاسيوية….حقيقة الامر ان مصر هى اقرب الى الكيان العشوائى منه الى الدولة والدولة وان كانت طبقا للقانون الدستورى هى ارض وشعب ونظام حكم الا ان مصر تفتقد الى المؤسسات التى تتمتع بمعايير الاخلاق والعلم والكفاءة والحيدة والنزاهة التى تستطيع ان تدير تلك المنظومة التى تتكون منها الدولة.

فالمؤسسات فى مصر يغلب عليها الفساد والضعف والهشاشة فليس باستطاعتها احداث تطوير مجتمعى او تخطيط للمستقبل فلا يعنيها مصلحة الوطن على الاطلاق بل ان هذه المؤسسات اصبحت تمثل دويلات صغيرة داخل هذا الكيان العشوائى المسمى مصر واستطاعت من خلال ذلك ان تضع لنفسها قوانين ومعايير وفق هواها تسمح لها بالسيطرة على كل مقدرات هذا الكيان والاستفادة منه لنفسها دون باقى افراد الشعب الذى لايحظى سوى بفضلاتها التى تلقيها اليه وهو راض وقنوع ومستسلم لامره وهذا مما لاشك فيه يقودنا الى ان الكيان العشوائى ينشأه شعب عشوائى والناظر بعين الحقيقة لابد ان يرى ذلك والا هو اعمى البصر والبصيرة.

فمن اذا ساعد هؤلاء الفسدة الفشلة على اعتلاء المناصب والسيطرة على الحكم سوى شعب خائب لايرى الا تحت قدميه ومظاهر الخيبة لدى هذا الشعب عديدة ومتنوعة لايمكن حصرها لانه اكثر الشعوب خيبة ولعل ابرز تلك الخيبة هى العشوائية الفجة التى يعيش بها حياته فهو عشوائى فى فكره وتصرفاته واخلاقه وعلمه وهذه العشوائية التى تصل الى حد الخيبة جعلته فريسة سهلة لاعدائه فى الداخل والخارج ومكنتهم منه فماذا ننتظر اذا من شعب تخلف عن ركب الحضارة الحديثة الاف الاميال بل الاف السنين وليس لديه مايستطيع به ان يرفع رأسه امام شعوب العالم المتحضر بل تراه منكس الرأس بفقره وجهله ومرضه وذله وقهره بل هو فى حد ذاته اصبح وباء تخشاه الشعوب الاخرى ان يصيبها باوبئته التى ليس لها دواء.

ومن مظاهر خيبتنا وعشوائيتنا كذلك اننا ونحن فى اوائل القرن الحادى والعشرين ومازلنا نحكم بانقلابات عسكرية فبداية الجمهورية الاولى بدأت بانقلاب عسكر على النظام الملكى فى القرن الماضى ثم الجمهورية التى تلتها كان راس النظام فيها يأتى الى الحكم باستفتاء وليس بانتخابات حرة مباشرة بارادة الشعب ثم اعقب ذلك الجمهورية الثالثه عقب ثورة يناير او هبة الغضب كما افضل ان اسميها لكنها لم تكتمل بعدما قرر العسكر الانقلاب على الحكم مرة ثانية وهكذا دواليك نحاول ان نخرج من حفرة فنقع فى هوة سحيقة هذا فضلا عن اننا نعيش كذلك عشوائية التعليم والاقتصاد والصحة والعدل القضائى والاجتماعى …نعيش عشوائية الشارع واماكن العمل فأصبحت حياتنا كلها تمثل نظاما عشوائيا لن تجد له مثيلا فى العالم…..فنحن اذا شعب خائب صنع لنفسه دولة خائبة………../حاتم غريب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى