آخر الأخبارتراند

رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهورى ومسجد الفتح..أفظع مجازر في العصر الحديث

مجزرة رابعة بقيت ذكراها رغم "التواطؤ" العالمي

كاتب صحفي ومحلل سياسي

   د/ محمد رمضان 

نائب رئيس منظمة إعلاميون حول العالم 

حتى لا ننسى ‘رابعة العدوية’ والنهضة والحرس الجمهورى ومسجد الفتح..أفظع مجازر في العصر الحديث

لن أذكر دول الخليج ” السعودية والإمارات والكويت “التى مولت هذه المجازر من الألف الى الياء لأنى ذكرتهم كثيرا فى مقالاتى ولكن لعنة دماء الشهداء سوف تصيبهم قريبا .

قال الله تعالى

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)﴾

قال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70]

وساعد هؤلاء الحكام فى قتل من نحسبهم عند الله شهداء
لقد كان الرابع عشر من آب/ أغسطس 2013 (يوم المجزرة) يومًا فارقًا في تاريخ مصر الحديث، والمنطقة كلها، فقد كان كاشفًا لحقيقة ما قبله ومثل تأريخًا لما حدث بعده.
لم يكن ما حدث في رابعة والنهضة انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان فحسب، ولكنه كان بحسب وصف منظمات دولية عملاً ممنهجًا وجزءًا من سياسة تقضي بالاعتداء على الأشخاص العزل على أسس سياسية مما جعلها ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية.

لم يكن يدور في خلد مصري أن يومًا كيوم الرابع عشر من آب/ أغسطس 2013 سيأتي ويرتكب مصريون أبشع مجزرة عرفتها مصر في العصر الحديث في حق معتصمين سلميين مصريين، لكن ما لم يتخيله الكثيرون أصبح واقعًا موثقًا، شاهده القاصي والداني، على الهواء مباشرة، وسجل التاريخ صفحة حالكة السواد تنوء بحملها سجلاته، ولن تنمحي من ذاكرة المصريين، لتظل عارًا يلاحق مرتكبيها ومن أعان عليها واستمرأها وسكت عنها.
لم تكن مذبحة رابعة والنهضة الأولى في تاريخ مصر والمنطقة في القرنين العشرين والحادي والعشرين، إلا أنها كانت الأولي بالنسبة للمصريين من حيث فظاعتها ومن ارتكبوها، وضحاياها وفترتها التي كانت مصر تمر فيها بمرحلة تحول بعد ثورة ألهمت العالم، وكانت تستعد لتنفض عنها ميراث سنين عجاف لتنطلق والمنطقة معها.

حدث في مصر قبل عقود سابقة

لقد كانت رابعة كاشفة، فما حدث في رابعة أعاد إلى ذاكرة المصريين ما حدث قبلها ليكشف ويؤكد حقيقة ما كان على مدار أكثر من ستة عقود واجتهد النظام في طمسه إذ لم يكن نصيب المصريين ممن عايشوا هذه العقود إلا ما سمعه البعض وقرأه آخرون وهنا سنمر على أمثلة منها.
منذ 1954 وخلال فترة جمال عبدالناصر شهدت مصر اعتقالات لعشرات الآلاف وإعدامات وقتل لمعتقلين ومدنيين عزل راح ضحية ذلك مئات وقد تحدث عن هذه الفترة رجالات عايشوها وكانوا من الفاعلين فيها وذكروا طرفًا مما حدث وإن ما زال الكثير طي الكتمان لأن المنظومة نفسها هي التي تحكم حتى الآن.
وفي عهد مبارك مر على المصريين أيضًا مجازر متعددة لم يعرف عنها كثيرون شيئًا.

انتفاضة أو تمرد الأمن المركزي

في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير سنة 1986 شهدت القاهرة وبعض المحافظات تمردًا لجنود الأمن المركزي احتجاجًا على ما أشيع من زيادة فترة التجنيد الإجباري أكثر من ثلاث سنوات.

جزائرية من بلد المليون شهيد

كانت هذه الأحداث في فترة وزارة اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية المصري وقتها والذي بينت مصادر أن انتفاضة جنود الأمن المركزي تم التدبير لها من أجل إزاحته عن كرسي الوزارة لمصلحة نافذين في السلطة ومقربين من مبارك، بسبب إجراءاته في القضاء على تجارة المخدرات في مصر بحسب العديد من المصادر وتصريحاته شخصيًا لبعض الصحفيين بعد ذلك.

كانت نتيجة هذه الانتفاضة قتلى بالآلاف في محافظة أسيوط تحديدًا حسب ما رددته بعض المصادر، كما أن أخبارًا ترددت أن محافظ أسيوط آنذاك اللواء زكى بدر – الذى أصبح وزيرًا للداخلية مكافأة له على دوره فى مواجهة الأحداث – قام بفتح هويس “القناطر” في أسيوط للحيلولة دون وصول جنود الأمن المركزي من معسكرهم في البر الشرقي الذى أحرقوه وخرجوا منه، وتذكر مصادر غرق ثلاثة آلاف جندي على الأقل من جراء فتح الهويس، وتردد أيضًا أن مبارك أمر باستخدام الطائرات لضرب جنود الأمن المركزي. 

وفي الثامن من آب/ أغسطس سنة 2011 قدم المحامي شحاتة محمد شحاتة مدير مركز النزاهة والشفافية الحقوقي بلاغًا للنائب العام ضد مبارك متهمًا إياه بالتسبب في قتل ستة آلاف جندي أمن مركزي في أحداث انتفاضة الأمن المركزي في 1986، وطالب بإعادة فتح التحقيق في هذه الأحداث والذي لم يفتح مطلقًا وظل الحديث عن هذه الواقعة حبيس الغرف المغلقة التي سربت طرفًا مما حدث وكأن هؤلاء الآلاف من المصريين مجرد أرقام لا بواكي لهم.
الشخصيات التي شاركت في مذبحة فض رابعة العدوية والنهضة، ومن حرض عليها ودعا لفض الاعتصام بالقوة، مؤكدين أن محاكمة هؤلاء المجرمون قادمة لا محالة، فهى جرائم لا تسقط بالتقادم، ومن هؤلاء المجرمين:
1- عبدالفتاح السيسي رأس الأفعى

جاء على رأس قائمة المطلوبين للعدالة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، والذي كان يشغل منصب وزير الدفاع إنذاك، وشارك بالتخطيط وإعطاء الأوامر لقوات الجيش باستخدام القوة المفرطة ضد المعتصمين العزل.
2- اللواء محمد إبراهيم

وشارك وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في غرفة عمليات فض اعتصامي رابعة والنهضة، كماأعطى أوامره لقوات الشرطة بمشاركة قوات الجيش في قتل المعتصمين باستخدام الأسلحة الثقيلة.
3- اللواء مدحت الشناوي

ويعد اللواء مدحت الشناوي، مساعد وزير الداخلية لقطاع العمليات الخاصة، هو قائد عملية فض اعتصام رابعة العدوية، وهو ما أكده في تصريحات لصحيفة الأهرام، أن وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم قاد 13 اجتماعا بعد صدور القرار السياسي بفض الاعتصام، من أجل التخطيط لفض الاعتصام، بمشاركة جميع مساعدي الوزير ومديري أمن القاهرة والجيزة، وقادة القوات المسلحة.
أشار الشناوي إلى أن الخطة تضمنت تدريب نحو سبعة آلاف ضابط وجندي من العمليات الخاصة، وقوات مكافحة الشغب، والمجموعات القتالية، والشرطة العسكرية، للمشاركة في العملية، بالإضافة إلى استخدام مجنزرات وآليات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإزالة السواتر التي أقامها المعتصمون لمنع تقدم القوات، وكذلك استخدام طائرات مروحية لدعم القوات على الأرض.

4- عدلي منصور

ويعتبر المستشار عدلي منصور من أبرز المطلوبين للعدالة لموافقته على خطة فض الاعتصام، باعتباره كان يشغل منصب رئيس الجمهورية المؤقت، والذي عينه “السيسي” بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسى.
5- حازم الببلاوي

كان الببلاوي يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء، واعترف، وقت وقوع المجزرة، أن مجلس الوزراء اتخذ بالإجماع قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بالتنسيق مع “منصور”، ومجلس الدفاع الوطني والقوات المسلحة.
6- هشام بركات:

رغم موت المستشار هشام بركات، النائب العام السابق، إلا أنه مازال على رأس قائمة مجرمي المجزرة، وذلك لإصداره أمرا قضائيا بالموافقة على فض الاعتصام، كما رفض لاحقا التحقيق مع أي من المشاركين في عملية الفض.
7- عدد من قيادات الشرطة:

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها عن مجزرة فض الاعتصامات، قد وجهت الاتهام لعدد من قيادات الشرطة بتنفيذ المجزرة، من أبرزهم “مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي أشرف عبد الله، ومساعد وزير الداخلية لخدمات الأمن العام أحمد حلمي، ورئيس جهاز الأمن الوطني خالد ثروت، ومدير أمن القاهرة أسامة الصغير، ومدير أمن الجيزة حسين القاضي”.
8- قيادات الجيش

كما شملت اتهامات المنظمة عددا من قيادات الجيش، على رأسهم وزير الدفاع السابق الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس الأركان الحالي الفريق محمود حجازي، ومدير المخابرات العامة السابق محمد فريد التهامي، وقائد الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي.

9- إعلاميون محرضون
ومن ضمن القائمة، عدد من الإعلاميين المتورطين في التحريض على سفك دماء المعتصمين وفض اعتصامهم بالقوة المفرطة، وتهيئة الرأي العام لفض الاعتصامين بالقوة.
وكان الإعلامي أحمد موسى من أبرز الإعلاميين الذين روجوا لإشاعات عن الاعتصام، وحرضوا ضد المعتصمين، فهو صاحب إشاعات أن المعتصمين يقومون بقتل معارضيهم ودفنهم داخل ما أسماها بـ”الكرة الأرضية” الموجودة أسفل الأرض داخل اعتصام رابعة.
ووصف “موسى” يوم فض اعتصام رابعة العدوية بأنه كان يوم “نصر للمصريين”، حيث قال :”حررنا مصر من هؤلاء المجرمين، فما ذنب من حرقت سياراتهم أو هجروا من منازلهم لمدة شهر ونصف طوال فترة الاعتصام”.
وأشاد موسى، في برنامجه “على مسئوليتي” على قناة “صدى البلد” بتعامل قوات الشرطة والجيش مع المعتصمين في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، مدعيًا أن عدد القتلى من المعتصمين كان قليلا.
شاهد أحمد موسى يشيد بفض اعتصام رابعة العدوي

https://www.youtube.com/watch?v=IymSBoaIfFg&t=1s

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى