الأرشيفتقارير وملفات

رابعة بين التاريخ القديم والتاريخ المعاصر

بقلم الكاتب

محمد زين الدين

محمد عبد الله زين الدين

——————————————————————–

 من منا لم يشاهد أفلام المخرج نيازي مصطفى وبالأخص ذلك الفيلم الذي شاهدنا فيه المشخصة نبيلة عبيد وهي تحاول ان تملأ الفراغ العظيم للدور المسند اليها ،كي تجسد شخصية من اروع الشخصيات النسائية والتي ضربت بشهرتها اعماق التاريخ لتصل الينا عبر قرون جاوزتها، واراد الله ان يجعلها جذوة مضيئة في عالم الرقي والسمو العقائدي والاخلاقي انها

رابعة

(رابعة العدوية ), تلك السيدة العابدة الزاهدة البتول العذراء والتي قد الحق بسيرتها بعض العوار والجور بماليس فيها وحاشاها ان تكون على شاكلة من تجرأ وتجهم الحقيقة مثل كاتبة ذلك الفيلم وهي سنية قراعة عميلة جهاز المخابرات العامة والتي ارتادت العمل الصحفي تحت اسم الجاسوسة الحسناء والتي كانت تمرر مايطلب منها بدقة حتى انها كانت تكتب في الاسلاميات وهي الداعرة والمحرضة على الفسق والفجور وقوادة الساقطات من النساء حيث المتعة الحرام خدمة لنظام العسكر الذي كان يستخدم تلك الاتجاهات والاساليب القذرة في السيطرة على الخصوم . وعادت سنية قراعة لتتجاوز قامتها الوضيعة وتتجرأ لتكتب عن شخصية رابعة العدوية لتضفي نوع من الابهار الفني الذي يغطي على افعالها المجرمة الحقيرة القذرة , لقد اتفق التأليف والاخراج والاداء متحدين في ابراز البتول العذراء امنا رابعة العدوية على انها عاهرة بغي ولهم من الله مايستحقون وانه انصافا للحقيقة فان تلك الشخصية هي من اروع الشخصيات التي تخضر الارض موضع قدميهاو تنبت الازهار عند سجودها , , ولدت رابعة بنت اسماعيل العدوي حوالي في عام 100 ه – 718 م وتوفيت عند عامها الثمانين,وكنيت بأم الخير وكذلك بقديسة الاسلام فيما بعد ,وكان ابوها عابد فقير. فعندما ولدت لم يكن لدي الاب لحسة دهن ليضعها مكان خلاص الوليدة وذهب الوالد الى جيرانه الذين لم يلبوا مسألته منهم وعاد الى زوجته واخبرها فبكت حيث جلس هو الاخر القرفصاء في ركن بجوارها وطرق باكيا فغشبه الكرى واذا هو بين النوم واليقظة فاذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه ويخبره بأن لا يحزن وأن ابنته سوف تصبح سيدة جليلة, وتمر السنوات ومالبث ان مات هذا الاب وهي دون العاشرة . ولم تلبث الأم أن لحقت به. فذاقت (رابعة) هي واخواتها الثلاث مرارة اليتم الكامل،حيث ترك الوالد لهم قاربا صغيرا لها ولاخواتها ا على احد انهار البصرة تقتات من العمل عليه هي واخواتها حيث قد خرجت لتعمل مكان أبيها ثم تعود بعد عناء ثم تغادر رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وقحط أو وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة.. وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق.. وقد تحرش برابعة أحد االنخاسين وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة من آل عتيك البصرية، وأذاقها التاجر سوء العذاب.فقد كانت رابعة على قدر من الحسن والجمال وتمنعت عليه .ثم يعتقها سيدها بعدما رأي قنديل نور يطوف فوق رأسها وهي واقفة بين يدي الله تتهجد في جوف الليل وهي تقول : (إلهي أنت تعلم أن قلبي يتمنى طاعتك، ونور عيني في خدمتك، ولو كان الأمر بيدي لما انقطعت لحظة عن مناجاتك، ولكنك تركتني تحت رحمة هذا المخلوق القاسي من عبادك).فانفطر قلبه واسرع ليوقظ زوجته ليريها مارآه وظل مستيقظا الى الصباح وعرض عليها امرين الاول ان تبقى معه وان يكرم وفادتها والامر الثاني ان يطلق سراحها ويحررها من رق واسى طالما قاست منه فاختارت الثانية وانطلقت لاتلوي على شئ سوى العبادة والزهد في المحسوس فهي قد اشتاقت لدنيا الخلاء والانقطاع عن الناس، فانقطعت وتبتلت.. والحقيقة الغائبة ليس كما قال العطار على ان رابعة كانت صاحبة مزمار تعزف عليه فيأتي القوم يشربون ويسكرون وهي تعزف على الناي , بل الحقيقة ان سيرة رابعة العدوية قد اختلطت بسيرة اخرى تسمى رابعة الشامية قد كانت صاحبة مزمار واختلطت السيرتان , ان رابعة العدوية سيدة طاهرة بتول اي عذراء لم تذق طعما للزواج طوال حياتها وكانت تجالس الصالحين و من بينهم مالك بن دينار، والزاهد رباح القيسى، والمحدث سفيان الثورى، والمتصوف شفيق البلخي” , وفي قصة طريفة عندما جاء اليها امير البصرة ذات نفسه اليها ليخطبها ويتزوجها قالت له بملئ فيها ((( ياشهواني تزوج شهوانية مثلك ))) وعاد ذلك الامير العباسي يجر اذيال الخجل والامتعاض وقد ضحك منه الحشد انه تصور ان بمقدوره ان يلامس الطهرو العفة واعفاف , تلك كانت رابعة في سطور وبالقطع فلم اوفيها حقها وهي امي روحا اضعها في منزلة جليلة ورفيعة القدر تلك شهيدة العشق الالهي , وهي القائلة ((( ليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب ان صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب )))

تلك كانت رابعة العدوية والتي طالت بشهرتها الذرى واقترن اسمها مع شهداء الامجاد الذين ضحوا بذواتهم العلية في سبيل اعلاء كلمة حق كانت سببا في ارتقاء ارواحهم الى السماوات العلى اولئك الذين نحسبهم الان مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا , طالوا النجوم باعنقهم قبس يشع نورا رحبت بهم السماء فسيحة تمتعا وحبورا

عتقاء رابعة طافت بهم الاضواء وهي براقة تحث السعي في سبحات الانوار بالومضات .

عتقاء رابعة الصمود هنيئا و لمن شرى دنياه بالجنات طافت بكم ضياء براقة تنير ظلمة الوجدان والسبحات ان البتول في حب الاله شهيدة والبشرى يوم عرجتم الى السموات

———

يا اهل رابعة الحبيبة ابشروا ابدا هنيئا في الجنات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى