الأرشيف

الربيع الهمجي ! بقلم المهندس “منصور التجاني”

إن جرائم الولايات المتحدة الأمريكية لا تقل عن جرائم كثير من حكام الدول العربيه ، فهل ننتظر فيضان النيل ليقنعنا باهمية تصالح الحكومات مع الشعوب ، أم أن جُرح انفصال الجنوب بنسبة حقيقية رغم أنها تماثل نتائج انتخابات زعمائنا قد أخافنا، وأزعجنا، وتراجعت الثقة بالانسان السوداني الذي لا تعني طيبته ضعفا أو خنوعا أو استكانة؟ 

لقد طال الحديث وكثرت الكتابه عن مايسمي بالربيع الهمجي ،والذي يعتبر من الخطأ تسميته بالعربي لانه لم يصب في مصلحة الدول العربيه ،أو بالأخص المواطن العربي وإن بدا ربيع عربي الملامح فالأمة العربيه ليست فى وضع من القوة أن تقود ربيعاً لتحرير الشعوب ،وهي نفس الأمة التي صبرت ولا زالت تصبر علي حكم الديكتاتورات ،في حين تحرر الغرب منذ عقود طويله، وبالنظر الي مجريات أحداث الربيع  العجمي ،والذي بدلا من ان يأتي بالديمقراطية والحرية لشعوبنا ،فإنه قضي علي بصيص أمل للديمقراطيه كنا نعيش في انتظاره، وأقرب مثال علي ذلك حكومة الإنقلاب العسكري في مصر والتي هي أكثر صلابة في كبت الحريات، من حكومة الرئيس المخلوع مبارك التي ثار الناس ضدها من أجل الحرية ، وبالنظر الي حالة مصر المستعصية، والتي أخشي أن تصبح صومالاً اوأفغانستان أخري والأيام بيننا ،فإنني اجد نفسي مضطراً للتشكيك في مستوي الثقافة والعقل لجزء لا يستهان به من الشعوب العربيه، وذلك عندما يأتي أحد المثقفين محاولاً إيجاد حقائق جديدة ،لا يقبلها عقل سوي كنصب الفاعل ورفع المفعول به ،وتسمية الإنقلاب بالثورة ونحن تعلمنا منذ الطفولة ، انه عندما يأخذ شخص مالا يحق له خلسةً فهو لص ،وعندما يخلع الجيش رئيساً منتخباً من الحكم ، فهو إنقلاب وهذه من الثوابت التي لا تقبل جدلاً أو نقاشا ،وكما يقال بالدارجي السوداني لا تتناطح فيها غنمايتان ( الغنمايه هي الشاة)، وللأسف يصدق الكثير من العامة هذه المغالطات البيزنطية والحقائق المزيفة ولا ادري مالذي أصاب شعوبنا العربية ، أم صاروا يتناولون حبوب الهلوسة كما قال الرئيس الراحل معمر القذافي ،فإذا بهم يصدقون أشياء غير منطقية تماماً كالذي حدث ايام توقيع إتفاقية نيفاشا بين شمال وجنوب السودان ، والتي أقرت حق الجنوب في تقرير مصيره  بالإستفتاء، ومنذ لحظة توقيع الإتفاقية كتبت مقالاً يحث كل من الدولتين بالعمل علي أساس أنهم دولتين منفصلتين تماماً، وعدم إضاعة الوقت بمشاريع الوحدة وإنتظار نتيجة معروفة سلفاً لكل عاقل ، ولكن كان الكثير من السودانيين شعباً وحكومةً ينتظرون أن يصوت الجنوبيون للبقاء تحت حكم الشمال تماماً ،كالذي يحتفظ بثور ويتوقع أن يدر له حليباً بعد عدة أعوام. ألا تتفقون معي أنه في بلدان الربيع العجمي حدث شئ ما لعقولنا نحن ولعقول البشرية ،علي غرار حديث الإعلام المصري عندما يقول الشعب المصري وجماعة الأخوان .

لقد مضى زمن طويل لم تثلج صدورنا فيه أخبار سارة من السودان ، وفي الوقت الراهن فإن أقصى لحظات الفرح والسعادة هي التي يحتشد فيها صانعوا المستقبل من شباب الوطن وقد قرروا طرد الروح الشريرة من داخل كل الأحزاب السياسية بما فيهم الحزب الحاكم أملا في أن يعم الخير والهناء والسلام والأمن على الوطن الحر

بقلم المهندس منصور التجاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى