آخر الأخبارتراند

روسيا – أوكرانيا.. حرب لا تشبه غيرها وانتقام بوتين “الوحشي”يزيد صلابة الأوكرانيين

تقرير إعداد رئيس المنظمة

سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

 فلاديمير بوتين الذي لا يطلقون عليه عادةً لقب القيصر عبثاً، فقد بات واضحاً منذ جلوسه في الكرملين، أنه يتصرف فعلاً بعقلية مَن يؤمن بأنه القيصر الجديد، الذي سيعيد للقومية السلافية قوتها ووحدتها، وهنا تكتسب أوكرانيا أهمية بالغة عنده لأنها الضفة السلافية للروس السلافيين، أو كما كان يقول حافظ الأسد: «لبنان وسوريا شعب واحد في بلدين»، وكان أيضاً لروسيا نفوذها الذي يتجاوز الحدود، التي توسعت في زمن الاتحاد السوفياتي، لتشمل ضم 15 دولة تمتد من البلطيق إلى آسيا الوسطى ولتصل إلى أبعد من ذلك بكثير.

لكن السؤال الذي لم يجد جواباً عنه بعد هو: متى يندمل الجرح العميق الذي تركه انهيار الاتحاد السوفياتي في نفسية بوتين.. يوم كان يقف في بداية السلم ضابطاً في الاستخبارات، استيقظ فجأة ليحس أن جدار برلين انهار فوق رأسه كما قال، وليس فوق رأس الإمبراطورية الماركسية التي سقطت كخردة؟

بعدما وصل إلى بلاط الرئيس بوريس يلتسين، دبّر بدهاء رجل الاستخبارات صعود سلم السلطة سريعاً، موحياً للغرب دائماً بأنه يلتزم الديمقراطية ويؤمن بالاقتصاد الحر، بينما انصرف عملياً إلى السعي لإعادة بناء الإمبراطورية الروسية على قاعدتين؛ أولاً إعادة بناء جيش قوي يحمي روسيا، وثانياً التخلص من الليبراليين وإعطاء الكنيسة التي غيّبتها الشيوعية دورها وأراضيها المصادَرة، فهي أساساً التي غذّت فكرة «اختراع روسيا» القائمة على سيادة العرق الروسي السلافي منذ عام 1472، وهكذا ليس غريباً أن يتحدث بوتين دائماً عن فلسفته «استعادة التاريخ كأساس للمستقبل»، وعلى هذا لم يكن مفاجئاً أن يحاول تقمص شخصية القيصر وتحديداً نيقولاوس الثالث الذي يعلّق صورته في الكرملين.

على قاعدة عوامل هذه السيكولوجيا وأثرها النفسي والفلسفي والديني لبوتين نستطيع أن نفهم سبب حشد نصف عديد جيشه على حدود أوكرانيا واجتياحها من الشرق والشمال والجنوب، ونستطيع كذلك أن نفهم استعادته الشيشان بالقوة المدمِّرة، لأنه يعدّها جزءاً من حدود روسيا، وكذلك الاستيلاء على جزء من أراضي جورجيا التي أرادت أن تلتحق بأميركا، ثم أليس هذا ما فعله في القرم عام 2014، ثم استيلاؤه على أراضٍ في شرق أوكرانيا ودعم المتمردين في دونيتسك ولوغانسك؟!

طوت الحرب الروسية على أوكرانيا ، طارحة بتطوراتها الميدانية والسياسية المتلاحقة السؤال عمّا يقف وراء تلك الحرب من جذور وأسباب عميقة، وما تحمله من أبعاد إستراتيجية تحيل على صراع دولي واسع محوره المصالح الحيوية ومناطق النفوذ، هذا الملف العام، وإليكم التفاصيل: 

روسيا وأوكرانيا: انتقام بوتين “الوحشي” يزيد عزم الأوكرانيين

لصحف البريطانية من الفاينانشال تايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “انتقام فلاديمير بوتين الوحشي من أوكرانيا يزيد عزم الأوكرانيين”.

وتقول الصحيفة إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وصف تدميرا جزئيا وقع يوم السبت للجسر الرئيسي الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم بأنه “عمل إرهابي”.

وأشارت إلى أنه انتقم من ذلك عبر حملة موسعة “للإرهاب الجماعي” على مدن عبر أوكرانيا يوم الاثنين، حيث أمطرت الصواريخ سماء أوكرانيا صباحا.

تقول الصحيفة إن الانفجار الذي وقع على جسر كيرتش، الذي ابتهجت أوكرانيا لتدميره ولكنها لم تعلن المسؤولية عنه، يمثل إذلالا لبوتين، فقد كان رمزا لاستيلائه على شبه جزيرة القرم، وبني بناء على أوامره، ودُمر في اليوم التالي لعيد ميلاده السبعين.

ن هذا لا يغير حقيقة أن الجسر كان هدفا عسكريا مشروعا، إذ كان يستخدم بكثافة لتزويد شبه جزيرة القرم والقوات الروسية في جنوب أوكرانيا.

 القنبلة المضادة للمخبأ التي دمر بها بوتين المدارس والمستشفيات في سوريا والتي يمكن أن يستخدمها في أوكرانيا

قالت رافينا شمداساني، الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن «القوات المسلحة الروسية قصفت بشكل عشوائي المناطق المأهولة، وقتلت المدنيين، ودمرت المستشفيات والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية، في أعمال يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب».

لم يكن تدخل روسيا في سوريا مختلفًا كثيرًا لأنه هاجم المدنيين هناك بلا رحمة. استخدم بوتين «BETAB-500 SHp» لتدمير المستشفيات والمدارس في حلب. كانت تلك هي القنبلة الرئيسية التي استخدمتها روسيا لتدمير شرق تلك المدينة.

تم تصميم «BETAB-500″ لحفر الخرسانة المسلحة واختراق أعماق تحت الأرض قبل الانفجار، ويمكن أن تهدم المباني بأكملها. وعادة ما تستخدم لمهاجمة الأهداف المعززة، مثل مواقع تخزين الذخيرة أو المخابئ أو الأهداف تحت الأرض أو الملاجئ المعززة للطائرات.

ويُزعم أن روسيا استخدمتها منذ انضمامها إلى حملة بشار الأسد الجوية في سوريا لتدمير مخابئ ومخابئ الأسلحة تحت الأرض التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

لكن الحقيقة هي أنهم تم نشرهم أيضًا في بيئة حضارية مليئة بالمدنيين.

وفقًا لكنان رحماني، كبير مستشاري الدفاع لحملة سوريا والمدافع عن حقوق الإنسان، يمكن استخدام هذه القنبلة في أي وقت في أوكرانيا.

وقال في تغريدة له: «هذه هي القنبلة التي استخدمها بوتين لتدمير المستشفيات والمدارس في حلب»، مرفقا الرسالة مع صورة تستعرض الخصائص الرئيسية للسلاح المعني.

 لتحديد ما إذا كان الأمر كذلك على وجه التحديد، ولكن هناك أدلة متزايدة على ارتكاب جرائم حرب» في أوكرانيا.

وفي بيان مواز ٍ، صرحت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بأنه «خلال الأسابيع الثمانية الماضية، لم يتم تجاهل القانون الإنساني الدولي فحسب، بل أُلقي به في البحر».

«ما رأيناه في كراماتورسك (شرق أوكرانيا) في 8 نيسان/أبريل، عندما هوجمت محطة القطار بالذخائر العنقودية وقتل 60 مدنيا وأصيب 111 آخرين، هو رمز لعدم القدرة على احترام مبدأ التمييز (بين المدنيين والعسكريين)، وحظر الهجمات العشوائية والمبدأ الاحترازي، المدرج في القانون الإنساني الدولي»، قالت باشيليت، متهمة روسيا بشكل غير مباشر.

من جانبه، أشار شمدساني إلى أن 92.3٪ من الضحايا الذين تمكنت الفرق تحت قيادة باشيليت من توثيقهم «ينسبون إلى القوات الروسية، وكذلك اتهامات بالقتل والإعدام بإجراءات موجزة».

وأوضح المسؤول على وجه التحديد أن محققي الأمم المتحدة قاموا ببعثة إلى أوكرانيا في أوائل أبريل وتمكنوا من توثيق «جرائم القتل، بعضها الإعدام بإجراءات موجزة»، التي راح ضحيتها 50 مدنيا في مدينة بوخا، خارج كييف مباشرة.

ستخسر أوكرانيا 18 عامًا من التقدم الاقتصادي، وسيقع حوالي 90٪ من السكان في حالة فقر إذا انتشر الغزو الروسي

ووفقا لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إذا استمر الصراع الذي بدأه فلاديمير بوتين، فإن أوجه القصور بالنسبة للأمة الأوروبية ستزداد سوءا. و يشير التقرير إلى أهمية تشكيل برنامج لل معونة لكل من الحكومة و السكان.

واذا استمر الغزو الى اوكرانيا فان البلاد قد تفقد 18 عاما من التقدم الاقتصادى حيث يعيش ما يصل الى 90 فى المائة من السكان فى فقر او معرضين لخطر الوقوع فى الفقر خلال الاثني عشر شهرا القادمة، وفقا لتقديرات صدرت يوم الثلاثاء عن برنامج التنمية التابع للامم المتحدة.

وتشير هذه الإسقاطات، وهي الأولى التي أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشأن أثر النزاع، إلى أن ما يقرب من ثلث الأوكرانيين يمكن أن يعيشوا خلال العام المقبل تحت خط الفقر، أي أربعة عشر ضعف عدد الأشخاص المتوقعين بدون حرب.

وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر في بيان «في حين أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية الفورية للأوكرانيين لها أهمية قصوى، فإن الآثار الإنمائية الشديدة للصراع الذي طال أمده أصبحت أكثر وضوحا».

ولذلك، وبالتوازي مع الاستجابة الإنسانية الجارية بالفعل، تؤكد وكالة الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى دعم محدد للحكومة الأوكرانية حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

ويشير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أنه، وفقا لتقديرات السلطة التنفيذية في كييف، تم بالفعل تدمير بنية تحتية تبلغ قيمتها 100 بليون دولار على الأقل، بما في ذلك الطرق أو الجسور أو المستشفيات أو المدارس، من بين أمور أخرى.

وعلاوة على ذلك، أدت الحرب إلى إغلاق نصف الشركات في البلاد، والباقي للعمل أقل بكثير من طاقتها العادية.

و بغية تخفيف الأثر على السكان, تقترح الدراسة التي أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تدابير ممكنة مثل برنامج تحويل الأموال إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.

ووفقا للوثيقة، فإن ميزانية تبلغ حوالي 250 مليون دولار شهريا يمكن أن تغطي جزئيا فقدان الدخل لـ 2.6 مليون شخص من المتوقع أن يقعوا في الفقر.

وفي الوقت نفسه، يقدر أن تقديم نظام دخل أساسي مؤقتا في البلد، مع 5.50 دولار للشخص الواحد في اليوم، سيكلف حوالي 430 مليون دولار شهريا.

قديروف.. سهم بوتن في جبهة أوكرانيا

بات اسم رمضان قديروف، رئيس جمهورية الشيشان الروسية، وحليف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، طاغيا في يوميات الحرب الروسية الأوكرانية، حتى أن مراقبين باتوا يعتبرونه أحد شخوصها البارزين، وهو يعد، وفقهم من خلال مواقفه وتصريحاته النارية، من الصقور في الجانب الروسي.

ففيما تذهب المؤشرات الميدانية والسياسية نحو تراجع موسكو عن توسيع الجبهة الحربية في أوكرانيا وفك الطوق عن عاصمتها كييف، لصالح التركيز على مناطق شرق وجنوب البلاد، خرج الرئيس الشيشاني بتصريحات مفاجئة فيما يتعلق بالعاصمة الأوكرانية، حيث أعلن في مقطع فيديو أن القوات الروسية ستهاجم مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، وكذلك العاصمة الأوكرانية كييف وغيرها من المدن.

وأضاف رمضان قديروف في التسجيل المصور بث عبر قناته على تيليغرام “سيكون هناك هجوم ليس على ماريوبول فحسب، ولكن أيضا على أماكن ومدن وقرى أخرى في أوكرانيا”.

وتابع: “سنحرر لوغانسك ودونيتسك بالكامل في المقام الأول، ثم نستولي على كييف وجميع المدن الأخرى”.

فاغنر… جيش الظل”… ذراع القيصر السرية تضرب في أرجاء العالم

يتنكر الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” للعلاقة التي تربطه بشركة “فاغنر” العسكرية الروسية، وينفي أي صلة لها بالجيش الروسي أو المؤسسات الحكومية، وكلما سأله الصحفيون عنها يعلن أنها لا تمتلك وجودا قانونيا في البلد، وبالتالي لا هو ولا دولته مسؤولان عن نشاطها العسكري في مناطق مختلفة من العالم، وبشكل خاص تلك التي تشهد صراعات مسلحة وتسودها الفوضى.

الوثائقي الفرنسي “فاغنر: الجيش الظل لبوتين” (Wagner, l’armée de l’ombre de Poutine) يستقصي حقيقة ارتباط شركة “فاغنر” الأمنية بالدولة الروسية، وتلقيها الدعم من الكرملين من أجل تحقيق أهداف بوتين التوسعية خارج حدود بلاده، وذلك توافقا مع طموحه لبناء إمبراطورية روسية جديدة من دون أن يظهر للعلن حقيقة استخدامه للمرتزقة كذراع عسكري سري يعزز من خلالهم حضوره السياسي والعسكري في المناطق التي تشهد صراعات، مثل سوريا وليبيا وعدة بلدان أفريقية.

أموال فاغنر.. مغناطيس التجنيد وميثاق الولاء

الجندي المرتزق السابق “مارات غابيدولين” عسكري قديم خدم في صفوف الجيش الروسي، وحُكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات لقتله زعيم عصابة إجرامية منافسة للعصابة التي كان يتعاون معها، وقد انضم بعد خروجه من السجن إلى “فاغنر”.

عن تجربته وطريقة انضمامه يتحدث الرجل بكل وضوح، ويؤكد أن المال كان الدافع الحقيقي لقبول العمل في شركة أمنية سرية لا تخفي عن المتطوعين فيها الأخطار التي تنتظرهم، ولا تتستر على طبيعتها العسكرية التي تتطلب خبرة والتزاما بسرية المهام التي يقومون بها.

أخبره أحد مسؤوليها أثناء اختباره أنه سيتقاضى راتبا شهريا قدره 150 ألف روبل روسي (2500 دولار أمريكي)، وسيرتفع سقف الراتب كلما نفذ المتطوع المهمات التي يُكلف بها سواء داخل روسيا أو خارجها، وأن احتمال موته في المعارك وارد جدا.

دونباس.. من تدريب الانفصاليين الأوكران إلى دعم النظام السوري

يعرض الجندي السابق “مارات” أمام كاميرات الوثائقي الأوسمة التي حصل عليها من قادة الشركة، شعاراتها (الصليب الأسود) قريبة من شعارات النازية الألمانية. ويكشف لصُناع الفيلم أن قادة الشركة الأمنية السرية لم يخفوا عنه إيمانهم بالأفكار النازية، كما يخبرهم بعلمه المسبق بأن الانضمام للشركة السرية لا يضمن له أي حماية قانونية، لأنها غير مسجلة رسميا في البلد.

ديمتري أوتكين”.. طباخ الرئيس وصانع ألعابه القذرة

يظهر من البحث والتقصي أن المؤسس كان ضابطا سابقا في وحدة خاصة تابعة للجيش الروسي، وقد أطلق على نفسه اسم “فاغنر” حبا للموسيقار الألماني، ولإيمانه بالأفكار النازية.

في بعض الصور الشخصية له تظهر أوشام رسمها على جسده تحمل رموزا للسلطة النازية، وقد تولى بنفسه الإشراف على الشركة، وكان تحت إمرته في عام 2014 حوالي ألف مقاتل، ولنشاطه في دعم الانفصاليين الروس وضعته المخابرات الأوكرانية ضمن القائمة السوداء التي تضم إلى جانبه حوالي 4000 مرتزق.

لكنه لبناء مثل تلك الشركة كان بحاجة لدعم مالي، وقد أمنه له رجل الأعمال الروسي “يفغيني بريغوزين” الذي يلقب أيضا بطباخ “بوتين”.

يتضح من البحث أنه أشرف على تدريب مرتزقة “فاغنر” في معسكرات تابعة لوزارة الدفاع الروسية، وأنه قام بمهمات خاصة كلفه بها الرئيس “بوتين”، من بينها تأسيس شبكة لضخ المعلومات الكاذبة ضد منافسي الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” خلال حملته الانتخابية التي أوصلته إلى الحكم عام 2016.

سيصبح “الطباخ” المشرف الأول على “فاغنر”، وسيوسع عملها لتصل إلى بلدان كثيرة، مثل مدغشقر وموزامبيق والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا وسوريا وغيرها.

يوصل البحث الوثائقي إلى صور فوتوغرافية نادرة تجمع الرئيس “بوتين” بالشخصيتين اللتين أدارتا عمل الشركة الأمنية. وعلى ضوء المعلومات المتوفرة لدى المخابرات الأمريكية وضعته “إف بي آي” ضمن قائمتها السوداء.

فاسيلي”.. مقاتل ومدرب يحمي أسرار المرتزقة في سيبيريا

في مسار التقصي يصل الوثائقي إلى شخص آخر عمل في “فاغنر” مقاتلا ومدربا ويدعى “فاسيلي”، وهو يشرح أمام الكاميرا الدور الذي يلعبه الرئيس “بوتين” لتقوية دور الشركة على كافة المستويات، مع حرصه على سريتها وعدم تسجيلها رسميا في روسيا.

في منطقة أومسك في سيبيريا يقابل الوثائقي المرتزق في ناد ليلي يملكه، إلى جانب امتلاكه شركات ومشاريع تجارية أخرى. ويعترف بأنه يقوم بمهمات سرية خارج روسيا، وخلال السنوات الأخيرة كان يشارك في المعارك الدائرة في دونباس، وأنه يجند آلافا من الشباب في صفوفها، كما أنه أشرف بنفسه على إعداد تسجيلات (أفلام دعائية) للشركة، قريبة جدا من تلك الأفلام الدعائية التي تنتجها “داعش”.

يكشف المرتزق للوثائقي أساليب اختيار المتطوعين والتأكد من عدم خرق الصحفيين لسرية الشركة، وذلك من خلال إخضاع المتطوعين لفحص جهاز الكذب، كما يحرص على إبعاد أي معلومة يمكن من خلالها الربط بينه وبين الأجهزة الرسمية الروسية. يؤكد أن التعليمات التي كانت تصله من أعلى تركز على أهمية إبقاء علاقته سرية بالشركة، وعدم البوح لأحد عن صلاتها بالجيش الروسي الرسمي.

أفريقيا الوسطى.. حكومة هشة وموارد في أيدي الروس

يذهب الوثائقي إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ليوثق سرا بكاميرا خفية وجود مرتزقة “بوتين” السريين الذي جاؤوا لدعم الحكومة التي تواجه تمردا كبيرا في عموم البلاد. يصور صُناع الفيلم في الشوارع جنودا من “فاغنر” يقومون بتفتيش المواطنين، ويحيطون بالقصر الرئاسي الذي كلفوا بحمايته.

هذه الدولة الأفريقية كانت فيما مضى قريبة من فرنسا، لكنها اليوم بعد تكليف الأمم المتحدة لقوات من الجيش الروسي بحفظ السلم فيها رسميا؛ أضحت أقرب لروسيا.

يكتشف الوثائقي اللعبة التي مارسها “بوتين” سرا مستغلا ضعف الحكومة، وذلك عبر تبديله الجيش الروسي الرسمي بقوات “فاغنر”، بحيث بات مرتزقتها يعبثون بالبلاد وأهلها من دون حسيب ولا رقيب وسط صمت حكومي، وذلك حفاظا على الخدمات التي يقدمها “طباخ بوتين” لمسؤوليها، مقابل حصوله على أكبر مشاريع التنقيب عن المعادن النَفيسة.

استغل الروس الوضع وباتوا يسيطرون على أكبر المناجم، مقابل قمع مرتزقتهم الحركة السياسية المعارضة لرئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، ولأن لهم اليد الطولى فقد ارتكبوا جرائم اغتصاب وسرقة للأثرياء من أبناء البلد من دون خوف من المحاسبة.

هكذا قد يتصرف بوتين لو خسرت روسيا حرب أوكرانيا

3 سيناريوهات

3 سيناريوهات محتملة لهزيمة روسيا ذكرها فلاد ميخنينكو الخبير في التحول ما بعد الشيوعية لأوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق بجامعة أكسفورد.

الأول، تقهقر فوضوي بسبب “هجوم أوكراني مدمر على جبهة أو عدة جبهات”، سيشمل “حالة من الذعر الشديد بين 600 ألف مستوطن روسي بعد عام 2014 في شبه جزيرة القرم، والمتعاونين الروس في دونباس الذين سيحاولون الهروب”، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى “انهيار سريع في الخطوط الأمامية”.

أما السيناريو الثاني فهو أن تلجأ روسيا لانسحاب من القتال شبيه بما حصل في الحرب العالمية الأولى، أي “على غرار انهيار الجيش الروسي في 1916-1917”.

بخصوص السيناريو الثالث، تقول المحررة إن الحرب في أوكرانيا ربما تستمر لمدة سنتين أخريين، مع تزايد السخط في روسيا، وتقهقر روسي بطيء في بعض الأماكن، وإبقاء القوات على خط المواجهة في مناطق أخرى.

وعلق ميخنينكو على السيناريو الثالث بقوله إنه على عكس السيناريوهين الأولين، يظل السيناريو الذي يتمتع فيه بوتين بفرصة أكبر للمناورة وبالتالي الحفاظ على وجوده.

وختمت نيوزويك بما قاله بونداريف من أنه لا ينبغي إعطاء بوتين أي فرصة لتسويق ما حدث بأوكرانيا على أنه “انتصار” بل يجب “إذلاله”، على حد تعبيره.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى