آخر الأخبار

روسيا وأمريكا تدخلان سباق تسليح جديداً.. موسكو طالبت جيشها بتطوير القوات المسلحة ومراقبة صواريخ واشنطن

أمر وزير الدفاع الروسي،
سيرغي شويغو قادة الجيش بمراقبة عمليات نشر الصواريخ الأمريكية الجديدة، في الوقت
الذي واصلت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تطوير أسلحة حظرتها موسكو
وواشنطن لعقود.

حسب تقرير نشرته مجلة Newsweek الأمريكية فقد عقد وزير
الدفاع الروسي سيرغي شويغو مؤتمراً هاتفياً الجمعة 10 يناير/كانون الثاني مع قادة
الجيش، أخبرهم فيه بأنه «من الضروري إجراء تحليل دقيق للتهديدات العسكرية
المحتملة وتحديد التدابير اللازمة لتطوير القوات المسلحة». ودعا شويغو موظفيه
إلى مراقبة برنامج الولايات المتحدة للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

شويغو قال في الاجتماع:
«من الضروري مراقبة نشر الولايات المتحدة للصواريخ متوسطة وقصيرة المدى».

فيما تأتي هذه الخطوة في
الوقت الذي يبدو فيه أن أكبر قوتين عسكريتين في العالم على وشك الدخول في سباق
تسلح. ويُذكر أن الرئيس دونالد ترامب خرج من الاتفاقيات التاريخية المهمة للحد من
الأسلحة، فيما يعزز البنتاغون أنظمته الهجومية والدفاعية في جميع أنحاء العالم.

في الوقت نفسه، سرّع الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين من جهود تجديد ترسانة أسلحته.

وفقا للتقرير الأمريكي، ففي
اجتماع الجمعة، أصدر شويغو تعليماته إلى قادة الجيش بالعمل تدريجياً
على»تزويد قوات الصواريخ الاستراتيجية بصواريخ أفانغارد ويارس والقوات
النووية البحرية بأحدث الغواصات الاستراتيجية من فئة Borey-A».

صواريخ RS-24 Yars هي صواريخ باليستية
عابرة للقارات، أما صواريخ أفانغارد فهي مركبات انزلاقية فرط صوتية يُقال إنها
قادرة على السفر حول العالم بسرعة تفوق سرعة الصوت بـ20 مرة. وكلاهما سلاح ذو قدرة
نووية وجزء من جهود موسكو لتحديث قدراتها العسكرية.

كما شملت هذه الحملة لتطوير
الأسلحة صاروخ كروز Novator 9M729، وهو سلاح زعمت واشنطن كثيراً أنه ينتهك
معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى الثنائية التي أُبرمت عام 1987، والتي تحظر
الأسلحة التي تطلق من الأرض والتي يتراوح مداها بين حوالي 498 و5503 كم وتنفي
روسيا أي انتهاك لهذه المعاهدة وتتهم الولايات المتحدة بانتهاك اتفاقهما بنشرها
منظومات مضادة للصواريخ تقول موسكو إنها يمكن أن تستخدم للهجوم أيضاً.

يُشار إلى أنه بعد أشهر من
التحذيرات، تركت إدارة ترامب رسمياً معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى في
أغسطس/آب الماضي، وبعد فترة وجيزة، اختبرت صاروخ كروز أرضياً قصير المدى باستخدام
النوع نفسه من منصات الإطلاق المنتشرة دفاعياً في مواقع حلف الناتو العسكرية
الغربية في أوروبا الشرقية. وأجرت الولايات المتحدة تجربة ثانية لصاروخ قصير المدى
الشهر الماضي، وكان صاروخاً باليستياً هذه المرة.

تجربتا أمريكا قابلتهم روسيا
والصين بنقد حاد. فيما أمر بوتين مسؤوليه في الصناعة العسكرية والدفاعية بتطوير
مثل هذا الصاروخ قصير ومتوسط المدى أيضاً، إلا أنه أعلن فرض حظر ذاتي على نشر مثل
هذه الأسلحة.

مع ذلك، تواصل روسيا تطوير
منصات متقدمة أخرى ذات قدرة نووية، مثل الصاروخ الباليستي العابر للقارات RS-28
Sarmat،
والغواصة المسيرة Poseidon التي تعمل بالطاقة النووية، وصاروخ كروز 9M730
Burevestnik الذي
يعمل بالطاقة النووية. وقد نُشر بالفعل سلاح آخر مشابه، وهو صاروخ كينجال الفرط
صوتي الذي يُطلق من الجو، وهو ما يصنع فجوة استراتيجية محتملة للولايات المتحدة.

هذا وصرح ترامب للصحفيين يوم
الأربعاء بأن «العديد من الصواريخ فرط صوتية قيد التصنيع»، مشيراً إلى
أن «القوات المسلحة الأمريكية أقوى من أي وقت مضى» في ظل إدارته. وبينما
يركز الرئيس على تأمين الهيمنة العسكرية للولايات المتحدة، ثمة اتفاق آخر لا يُعرف
مصيره لمنع انتشار الأسلحة النووية.

من ناحية أخرى تمثل معاهدة
الحد من الأسلحة الاستراتيجية الجديدة (START) في الواقع الآلية النهائية التي تحد من
القدرات النووية للولايات المتحدة وروسيا وتتيح لهما فحص ومراقبة مخزونات بعضهما
من هذه الأسلحة. وكان من المقرر أن ينتهي هذا الاتفاق، الذي يعد أحدث تجسيد
للاتفاقية التي أُبرمت للمرة الأولى عام 1991، في فبراير/شباط من العام المقبل.
ولم تعط إدارة ترامب أية إشارة على استعدادها لتمديده.

إلى ذلك لن يتطلب تجديده لمدة
خمس سنوات أي سلطة تشريعية من واشنطن أو موسكو، وقد تعهد بوتين بالفعل
«بتمديد» الاتفاقية «فوراً ودون شروط». إلا أن وزير الخارجية
الأمريكي مايك بومبيو أشار، بعد اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إلى
أن الولايات المتحدة لن تهتم إلا باتفاقية جديدة تضم المزيد من البلدان
والتكنولوجيات الجديدة.

من جهتها رفضت بكين، التي
يتنامى تعاونها الوثيق مع موسكو في الشؤون العسكرية والسياسية، أي مشاركة في مثل
هذه الاتفاقيات، بحجة أن ترسانتها النووية كانت صغيرة جداً وأقل تطوراً من ترسانة
الولايات المتحدة وروسيا. لكن الصين لديها بالفعل مجموعة هائلة من الصواريخ، ومنها
هذه الصواريخ التي حُظرت لفترة طويلة على الولايات المتحدة وروسيا نتيجة لمعاهدة
الصواريخ النووية متوسطة المدى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى