آخر الأخبار

زعماء دول ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة سيجتمعون في لندن.. دمرها صاروخ إيراني وقتل كل ركابها الـ176

قال وزير خارجية أوكرانيا لـ «رويترز»، إن الدول الخمس التي قُتل رعايا لها بطائرة أسقطتها إيران الأسبوع الماضي، ستجتمع في لندن الخميس المقبل؛ لبحث اتخاذ إجراء قانوني.

وذكر فاديم بريستايكو، على هامش زيارة لسنغافورة يجريها اليوم الإثنين، إن الدول الخمس ستبحث التعويضات والتحقيق في الواقعة.

وقُتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 176 شخصاً، عندما تحطمت يوم الأربعاء، بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران.

وقال بريستايكو إن تصريح إيران بأن الطائرة حلَّقت قرب موقع عسكري حساس «هراء». 

ضمَّ تحطُّم طائرة بوينغ 737-800، صباح يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني، ضحايا من 7 دول على الأقل، من بينهم 63 كندياً. 

من جملة الضحايا كانت هناك أسرة أحد الكُتاب الإيرانيين البارزين الذين هاجروا إلى كندا قبل سنوات قليلة. وكان هناك زوجان حديثا الزواج. وكان هناك طلاب دوليون وأطفال، وفق تقرير نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية.

رغم التخمينات والتنبؤات وتقارير أمريكية حول المتسبب في تحطم الطائرة، فحتى الآن ما زال السبب الحقيقي غير معروف. 

تتضمن تفاصيل الحادث سقوط الرحلة رقم 752 على الخطوط الجوية الأوكرانية في إيران، وسط توترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بسبب ضربة لطائرة مسيَّرة أمريكية قتلت الجنرال قاسم سليماني، قائد قوات الحرس الثوري الإيراني؛ وهو ما دفع إيران إلى شن هجمات على قاعدتين في العراق، تضمان قوات الولايات المتحدة الأمريكية، في صباح يوم الأربعاء.

كانت الطائرة متجهة إلى كييف وتحطمت بعد وقت قصير من الإقلاع من طهران. ولقي جميع من كانوا على متنها حتفهم، على الأقل 176 شخصاً.

وفقاً لتصريحات فاديم بريستايكو، وزير الخارجية الأوكراني، فقد قال إن من ضمن الضحايا 82 إيرانياً، و11 أوكرانياً، من بينهم 9 أوكرانيين من طاقم الطائرة، إلى جانب 63 راكباً من كندا، و10 ركاب من السويد، و4 من أفغانستان، و3 من ألمانيا، و3 من بريطانيا، حسب ما قاله الوزير. 

أما بالنسبة لكندا، كان هذا الحادث واحداً من أسوأ الكوارث الجوية من ناحية خسارة الأرواح. في عام 1985، انفجرت قنبلة وقتلت 329 شخصاً على متن طائرة على الخطوط الهندية، ومعظم الضحايا كانوا كنديين من أصول هندية. 

في السياق نفسه، تحظى كندا بواحدة من كبرى الجاليات الإيرانية في العالم، نحو 210 آلاف شخص يُعرفون بأنهم إيرانيون يعيشون بكندا، وكثير منهم فر من بلاده بعد الثورة الإسلامية في عام 1979. ووصل آخرون بعد ذلك.

حيث يعيش كثير من المهاجرين الإيرانيين بضواحي المدن الثلاث الأكبر في كندا: تورونتو، ومونتريال، وفانكوفر.

كتبت مهسا المرداني، طالبة دكتوراه في جامعة أوكسفورد، على حسابها بموقع تويتر، أن الطريق من طهران إلى تورونتو عن طريق كييف، العاصمة الأوكرانية، أصبحت تكاليفه ممكنة بالنسبة لكثير من الكنديين الإيرانيين الذين لا يمكنهم الوصول عبر الطيران المباشر. 

قال بايمان بارسيان، المهاجر الإيراني في مدينة إدمونتون الكندية، لمحطة CBC التلفزيونية الكندية، إن الكارثة كانت «مدمرة» للمجتمع الإيراني المتماسك في هذه المدينة. وأضاف أن الناس تسمَّروا أمام أجهزة التلفزيون وظلوا يتصل بعضهم ببعض بحثاً عن أخبارٍ عن ذويهم. 

في حين كان هناك نحو 30 ضحية من إدمونتون.

حيث قال بايمان بارسيان، المهاجر الإيراني في مدينة إدمونتون الكندية، إن من ضمن الضحايا فتاتين صغيرتين عمرهما 9 أعوام و14 عاماً، بالإضافة إلى طلاب دوليين من إيران. 

في حين قال رضا أكبري، رئيس جمعية التراث الإيراني بإدمونتون، لصحيفة Edmonton Journal الكندية، إن الضحايا كان من بينهم أطباء، وزوجان حديثان، أراش بورزار (26 عاماً)، وبونيه جورجي (25 عاماً)، اللذان يدرسان علوم الحاسب، وسافرا لإيران من أجل زفافهما.

رضا أكبري أضاف للصحيفة: «كنت في صدمة». وأضاف: «أعرف بعض هؤلاء شخصياً. سمحت لي الفرصة بأن أراهم في التجمعات والحفلات المختلفة». 

أكمل أكبري: «يمكنني أن أقول لك بكل تأكيد، إن كل الإيرانيين في إدمونتون عرفوا بعضهم». وأضاف: «ولهذا هي حادثة مدمرة». 

إلى ذلك أودى الحادث أيضاً بحياة زوجة وابنة المؤلف الإيراني، حامد إسماعيليون، طبيب الأسنان المشهور بأنه كاتب رائد في جيله. 

في حين قُتل أيضاً زوجان يعملان أساتذين جامعيَّين بالهندسة في جامعة ألبيرتا، موجغان دانشمند، وبيدرام موسافي، وابنتاهما داريا ودورينا موسافي. وصفت الجامعةُ الأستاذةَ دانشمند بأنها باحثة رائدة في مستشعرات الموجات الدقيقة، التي صنعت تقدماً بعديد من المنتجات، مثل أجهزة مراقبة العلامات الصحية التي يمكن ارتداؤها. 

ففي شمالي فانكوفر، قال أراش أذراهيمي، صاحب محل Rosewood  للتصوير الفوتوغرافي، إن عديداً من الضحايا كانوا من بين عملائه. وقال إن اثنين منهما وهما محمد حسين، وزينب السديلاري، اللذان ماتا في عشرينيات عمريهما، كانا من أبناء أحد أعضاء الحكومة الإيرانية، وكانا يعيشون في فانكوفر. 

أراش أذراهيمي، صاحب محل Rosewood للتصوير الفوتوغرافي، قال أيضاً إن هناك ضحايا آخرين من فانكوفر، زوج وزوجة كلاهما أطباء، وزوجة وابنة مالك مخبز.

في حين كان ماجد ماهيتشي، مذيع تلفزيوني ببرنامج ناطق بالفارسية، يعيش في فانكوفر، يعرف ثنائي الأطباء فيروزة مديني، وناصر بورشبانشيبي، لمدة 40 عاماً. وقال إنهما ذهبا إلى إيران لزيارة آبائهما، وكانت لديهما بنت وحيدة، ولم تسافر معهما.

يقول ماهيتشي إن الزوجين انتقلا إلى كندا منذ نحو 5 سنوات. وقال: «لقد كانا زوجين سعيدين». وأضاف: «كانا سعيدين جداً بانتقالهما إلى كندا». 

قال: «كان لدينا أصدقاء أرادوا فقط زيارة عائلاتهم، لكن لسوء الحظ، عادوا جثامين». 

من جانبها أكدت شركة Laing O’Rourke البريطانية لأعمال البناء، في بريد إلكتروني، أن سعيد طهامسبي خادم سادي، (35 عاماً)، الذي كان يعمل بالشركة، مات في الحادث. كان طهامسبي، مهندساً مدنياً بالشركة، ومرشحاً للحصول على درجة الدكتوراه في الكلية الملكية بلندن، وفقاً لحسابه على موقع لينكد إن.

أما شركة BP البريطانية فقد أكدت أن سام زوكاي، مهندس المكامن لدى الشركة، قُتل أيضاً. كان زوكاي الذي يتحدث العربية والفارسية في إجازة بإيران، وكان يعمل لدى الشركة طوال اﻷعوام الأربعة عشر السابقة، وفقاً لما هو مكتوب على حسابه على موقع لينكد إن. 

في حين قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في مؤتمر صحفي، إن حكومته ستتأكد من أن الحادث سيخضع لتحقيق كامل. وأضاف: «الكنديون لديهم تساؤلات، ويستحقون إجابات».

أما فرانسوا فيليب شامبين، وزير خارجية كندا، فقد قال إنه يتواصل مع الحكومة الأوكرانية، وسيبقى الكنديون على علم كلما ازداد الموقف وضوحاً. وكتب على حسابه بموقع تويتر: «قلوبنا مع محبوبي الضحايا، الذين من بينهم كثير من الكنديين».

إلى ذلك حذرت وزارة الخارجية الكندية مواطنيها من السفر غير الضروري إلى إيران، وورد في التحذير: «الموقف الأمني المضطرب، والتهديدات الإرهابية في المنطقة، وخطر الاعتقالات التعسفية».

وتضمن بيان تحذير السفر: «المواطنون الكنديون، خاصةً الكنديين الإيرانيين، مُعرَّضون للاستجوابات التعسفية، والاعتقال». وأضاف: «إيران لا تعترف بازدواج الجنسية، وكندا لا تضمن تدخُّل القنصلية في المواطنين الكنديين الإيرانيين. يجب أن يفكر الكنديون الإيرانيون بحذر في مخاطر السفر لإيران». 

في حين قالت وزارة النقل الكندية إن خطوط الطيران الكندية، الشركة الكندية الوحيدة التي تعمل بالمنطقة، «غيَّرت طرق الطيران الخاصة بها9 لتضمن سلامة رحلاتها إلى الشرق الأوسط، وكذلك الرحلات التي تمر من فوقه».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى