كتاب وادباء

زواج المثلين نذير شؤم على المجتمع .

زواج المثلين نذير شؤم على المجتمع .

بقلم الأديب الكاتب

السعيد الخميسى

السعيد الخميسي

* تداول بعض النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي فيديو تحت عنوان “لأول مرة فى مصر الاحتفال بزواج شواذ وسط النيل” وجاء فى تفاصيل الخبر أن مجموعة من الشباب على أحد المراكب، يطلقون الزغاريد ويغنون فيما يقوم أحدهم بإهداء شاب آخر خاتم الزواج، وسط تهاني زملائهما والذين أحضروا لهما كعكة زفاف عليها صورتهما. ” . ولايسعنى إلا القول بأنه لوكانت هذه الحفلة في جنوب الهند حيث عبادة البقر , أو إحدى ولايات أمريكا حيث السفور والفجور , أو في روسيا الماركسية حيث الدين الرسمي للبلاد هو الإلحاد , لكان الأمر مفهوما . أما أن تكون هذه الحفلة وسط النيل فى بلد الأزهر والإسلام , فذلك أمر يشيب من هوله الولدان وتقشعر منه الأبدان ويصدم فطرى أى إنسان . فهذا الزواج الشاذ البهيمي لايصدر إلا عن شواذ مخنثين هم أقرب للحيوانية البهيمية منهم للإنسانية السوية . حتى أن أهل الجاهلية الأولى لم تنتشر بينهم مثل هذه الآفات والجراثيم التي تهدم أركان أى مجتمع وتصدع جدرانه وتهدم بنيانه . واعتقد أن مصر ممتلئة بكل أنواع المشاكل اليوم وثلاجة الموتى فيها مكتظة ولا تحتاج إلى جثث جديدة..!؟.

* والزواج المثلى عادة سحيقة مارسها قلة شاذة منحرفة عبر العصور . وهى عادة حيوانية تمارسها الحيوانات الشاردة التائهة التي لاصاحب لها . وبالتالي لايفكر فى هذه الجريمة الشنعاء إلا المعتوهون ومتعاطو المخدرات والبانجو والهيروين والمنظمون فى عصابات النهب والسرقة والقتل والدعارة وإفساد المجتمع . ولقد بدأت هذه الجريمة فى مدينة ” هوليود ” الأمريكية وهي المدينة المخصصة لصناعة السينما الأمريكية، وتعتبر عاصمة صناعة السينما بالعالم, ونظرا للتواجد المكثف لليهود بولاية كاليفورنيا التي تحتضن هذه المدينة, فرض رجال الأعمال اليهود هذه الخصلة القبيحة وروجوا لها وكانوا يضعون شروطا للشباب الذي يود الظهور بالأفلام، ويصبح نجما بممارسة مثل هذه الأعمال حتى يدخل ميدان الشهرة من أوسع أبوابها . فماذا يأتينا من أمريكا غير الآفات والأمراض والشذوذ السلوكي والخلقي .

* يقول “ابن القيم الجوزية” فى خطورة انتشار الفواحش فى المجتمع : ” إن الذنوب والمعاصي تضر ولابد أن ضررها فى القلب كضرر السموم فى الأبدان. فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة إلى دار الآلام والحزن والمصائب..؟. وماالذى اخرج إبليس من ملكوت السموات وطرده ولعنه..؟. وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال..؟. ومالذى سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على سطح الأرض كأنهم إعجاز نخل خاوية..؟.وما الذي أرسل على ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم فى أجوافهم وماتوا عن آخرهم..؟. ومالذى رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكهم جميعا..؟. وما الذى أغرق فرعون وقومه فى البحر ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم فالأجساد للغرق والأرواح للحرق…؟. ومالذى خسف بقارون وداره وماله وأهله…؟.” فهل مصر ياسادة تتحمل أي كارثة من الكوارث السابق ذكرها..؟

* ولقد سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتوشك القرى أن تخرب وهى عامرة ..؟ قال : نعم , إذا علا فجارها على أبررها . إن علو الفجار على الأبرار سبب الاضطراب والخراب . إذا تمادى الفاجر في فجره وتمادى الأبرار فى خوفهم وصمتهم وسكوتهم وقعودهم عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر, اشتد غضب الله وشمل غضبه الفجار بما ظلموا والأبرار بما صمتوا وسكتوا وتقاعسوا ورضوا بالذلة والهوان وانتشار المعاصي . هل هناك فجر وخلاعة وفسوق ياسادة أكثر من أن يتزوج الرجل الرجل والمرأة المرأة..؟ هل هناك قلة أدب وذوق بل وانعدام الدين والتجرد من الإنسانية أكثر من هذا..؟ . هل هناك خطورة تهدد امن وسلامة المجتمع أكثر من انتشار هولاء الشواذ المنحرفون جنسيا وخلقيا ..؟ . أنقذوا مصر قبل أن تغرق سفينتها التي أوشكت على الغرق بالفعل ..!.

* يقول الله عز وجل في سورة النور فى معرض الحديث عن حادثة الإفك ” إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين امنوا لهم عذاب اليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لاتعلمون . ” وإذا أمعنت معي النظر آخى القارئ ودققت الفكر والتأمل فى لفظ ” يحبون ” فإنك قد تصل إلى نتيجة عجيبة بل ومؤلمة أثرها شديد وتأثيرها مديد…! لأن القرآن ذكر الذين ” يحبون ” فقط أن تشيع الفاحشة..! مجرد ميل قلبى وهوى نفسي فى إشاعة الفاحشة بين صفوف المؤمنين. فما بالكم بالذين يروجون الفاحشة وينشرونها بل ويمارسونها عيانا بيانا , ليل نهار على مرأى ومسمع من المجتمع….؟ ماذا أعد الله لهم…؟ . إن الأمر جد ليس بالهزل وإن لم نفق من غفلتنا فمصيرنا الهلاك لاقدر الله لنا ذلك .

* أن هذا الأمر هو عند الله أمر عظيم وليس هينا بسيطا كما قد يظن البعض ممن تلوثت فطرتهم وتلطخت قلوبهم وعقولهم . إن الحرية الحقيقية أن تعيش أنسانا سويا عاقلا كما خلقك الله سواء كنت رجلا أو امرأة كما خلقك الله دون تغيير فى خلق الله . أما أن تنحرف عن صراط الله المستقيم وتتجرد من انسايتك , فتلك ليست حرية وإنما حيوانية بهيمية ساقطة تأباها بعض الحيوانات , فأين الحرية فى تلك الجريمة أيها المنحرفون الساقطون الآثمون..؟ لقد خلقنا الله وكرمنا أحسن تكريم ولكن بعض البشر يرفضون هذا التكريم لأنهم لايستحقونه ويرضون أن يعيشوا عيشة هابطة ساقطة كا البهائم فى الحظائر…!؟.

* هل أتاكم نبأ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى المصريين..؟ إن العرى والتعري فى شرعتهم ثقافة…! وإن ممارسة الفاحشة على شاشة التلفاز بالنسبة لهم تحضر ومدنية , وإن خيانة الزوجة لزوجها فى أقلاهم الهابطة السافلة هو من باب حرية الجسد فى أن يمارس الرذيلة مع من يشاء…! أين الحياء…؟ إن حرية المرأة عندهم تعنى فى المقام الأول حرية الوصول إلى المرأة , وأن تكون مجرد سلعة تباع وتشترى . أي ثقافة هذه ..؟ وأي مدنيه هذه …؟ وأي حضارة هذه ..؟ إنها حضارة ومدنية وشرع ” أبو جهل ” الذى أعلنها صراحة فى حربه ضد محمد صلى الله عليه وسلم ساعة قال” حتى تسمع بنا العرب…! ” ولقد سمعت بهم العرب حقا وهم جثث تأكل جثثهم الديدان وتتبول عليها الجرذان وتنوح فوق رؤوسهم الغربان…! أى سمعة وأى شهرة بعد ذلك..؟ إن المقدمات تؤدى إلى النتائج , وان ماتم نشره فى الصحف والمجلات والأفلام والسينما أدى إلى تلك النتيجة المخيفة الفظيعة . .

* إن سفينة مجتمعنا اليوم تعوم على بحر هائج من المشاكل المضطربة والتي تنذر بخطر عظيم . لابد لنا من موقف حاسم وواضح من تلك الجريمة ومن كل الجرائم التي تهدد المجتمع المصري ولاسيما وأننا بلد الأزهر الشريف , بلد العلم والعلماء . أين دور الأزهر والعلماء..؟ أين دور وسائل الإعلام فى محاربة هذه الجريمة ..؟ أين دور مؤسسات مايطلق عليها مؤسسات المجتمع المدني ..؟ أين منظمات حقوق الإنسان ..؟ أين الصحافة والكتاب المحترمون الوطنيون وهم كثر ..؟ . أين كل من يخاف على سلامة هذا المجتمع..؟ أين وزارة الأوقاف وهيئة كبار العلماء..؟. أين الدعاة والشيوخ وأئمة المساجد من هذه الجريمة..؟ بل أين الدولة نفسها ومؤسساتها من محاربة ومواجهة تلك الجريمة..؟ أين علماء النفس والاجتماع وأصحاب الرأى والفكر والثقافة فى مجتمعنا..؟ تحركوا قبل أن يدرككم الطوفان..!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى