آخر الأخبارتقارير وملفات

زيارة ماكرون في الصحافة الفرنسية

تقرير إعداد الكاتب الصحفى والمحلل سياسي

د .محمد رمضان 

نائب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم 

مرة اخري تفتح زيارة ماكرون الخاطفة الي بيروت جدلا واسعا في الصحافة الفرنسية ،فمن وصف الزيارة بالشجاعة الي انتقاد لازع بالتدخل في شئون دولةً مستقلة ذات سيادةً.
الذين اثنوا علي الزيارة ووصفوها بالجريئة وتمثل قوة الارادة سياسية للدولة الفرنسية وجدوا ان الرئيس يطالب بتشكيل حكومةً وطنية تعمل علي تحقيق مطالب الشعب ورغباته وهنا تناسي ان هذا المطلب لن يمكن تحقيقه علي ارض الواقع بسبب المناكفات السياسيي والمحاصصة بين الكتل السنية والشيعية وايضا المسيحية .

القريب من المشهد اللباني يعرف تماما ان احد اسباب الخراب والسرقة والاحتيال ونهب ثروات الشعب بسبب النخب والمهيمنين علي القرار السياسي في لبنان ولا ننسي ان هذا البلد يتعرض لضغوط اقليمة ودولية بسبب ارتباط الداخل ببعض القوي الخارحية لتنفيذ اجندات خاصة .

ولَم يسلم ماكرون من الانتقادات التي جاءت في جريدة ليذيكوا والتي جاء فيها ان زيارة ماكرون لن تغطي علي ماحدث من نزول الشعب اللبناني الي الشوارع مطالبين الحكومة بالرحيل نتيجة عجزها عن ادارة البلاد وتفشي البطالة ونقص السيولة وتدهور سعر صرف الليرة .
ونقلت عن رئيس حزب فرنسا الابية جان لوك ميلونشوا انتقاده للزيارة واصفا اياها بالتدخل في شئون دولة زات سيادة واضاف بان لبنان لم يعد تحت الوصاية الفرنسية .
وتواصلت الانتقادات لماكرون من نائب رئيس حزب التجمع الوطني جوردان باريديلا في صحيفة لونوفيل ابو سرفاتور والذي قال انها عرض فردي متملق ، يتشدق بالاخلاق انه عمل غير لائق.

اما في جريدة ليفيجاروا التي ركزت علي دعوة ماكرون لتاسيس نظام جديد واعتبرت ان هذه الدعوة لن تتحقق لما يعرفه النظام السياسي في لبنان منذ عقود .

الخروج عن المالوف

وبمنطق بدا غير معتاد على الأقل في لغة الدبلوماسية؛ أكد ماكرون أن المساعدات الفرنسية لن تسلم للفاسدين، وكأنما يعبر بذلك عن نزع الثقة عن الحكومة الحالية.
ومرة أخرى وتحت هتافات المحتشدين تهليلا بمقدمه، أخذ الحماس ماكرون إلى حافة الدبلوماسية، حيث قال إنه جاء ليتضامن مع الشعب وليوفر المساعدات والأدوية ولبحث موضوع الفساد.

اهانة للحكومة

الذي تابع جولة ماكرون في بيروت انه كان يتحول منفردا لا يوجد احد من قيادات الدولة المعروفين فاين كان الرئيس ورئيس البرلمان والنواب والوزراء ؟
هل حدث ذلك عفويا امر بتنسيق مع المعنيين ؟
في كلتا الحالات هو تصرف يدل علي ضعف هيبة الدولة وضياع مكانتها ، فعندما تتقدم سيدة وتشكوا بحرقه حكومتها لماكرون ظننا منها انه المخلص ،فهذا يدل علي فقدان الثقة في الحكومة والزمرة الحاكمة ويضع السلطة في مازق وحرج كبير ،
بالاضافة الي حديث ماكرون عن الفساد ، وهذا امر غير معتاد وتجاوز للدبلوماسية ووعوده بمساعدة المتضررين عبر مساعدات تقدم الي منظمات غير حكومية يزيد الامور تعقيدا .
فكيف يتم تقيم الاضرار بعيدا عن المؤسسات الرسمية ؟
وكيف يتم ادخال هاته المساعدات دون اشراف الدولة ؟
ان زيارة ماكرون لها ابعاد كثيرة غير ما ذكره البعض بالبعد الانساني ، فالسياسة حاضرة وبقوة في هذا المشهد ومحاولة ترميم السياسة الخارحية الفرنسية التي ابتليت بالنكبات واخرها في المستنقع الليبي احد هاته الاسباب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى