آخر الأخبار

سؤال للمصريين هل مازلتم تملكون ما يسمى بالكرامة وانتم ترون ما يحدث لكم ولوطنكم ولأهلكم ولا تثوروا ؟

بقلم الخبير الإقتصادى والسياسى

دكتور صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا

عضو مجلس الإدارة
رئيس اتحاد الشعب المصرى
“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”

سؤال يأتيك محمولا على الكرامة، فترفصها بحذائك ! يقترب منك السؤال مغلفا بحب الوطن فلا تراه .. ولا تراها، لكنك تتغنى بها في مباريات كرة القدم فقط !
ينحشر في طوابير الخبز، ويتقاتل المصريون للوصول إلى حافة المخبز، فيختفي السؤال أو يحترق في لهيب الجوع .

يقف أمامك فيروس المرض ، معتزا بقوته وقدرته على الاطاحة بنصف سكان مصر، ومنهم بعض أفراد عائلتك أو حتى فلذات كبدك، ثم فجأة يلقي الفيروس في وجهك بالسؤال نفسه، فترفض الاجابة عليه بحجة أن هراوة رجل الأمن، وطاعة ولي الأمر تقفان حاجزين متينين لمنعك من الاجابة على السؤال.

هل سمعت عن مواطن واحد فقط لا غير، في قلبه ذرة شرف أو جزء حب، أو روح من كرمه الله، لم يلعن أسرة عبد الفتاح السيسى وعهده ونظامه وعصابته ولصوص الوطن وإنتصار زوجة البلطجى وأصدقاءها مئات المرات في اليوم ومثلها في المسجد أو الكنيسة أو حتى فوق وسادته المبلله بدموعه على المستقبل الأسود لكل من جاء من صلبه وسيعيش عهد عبد الفتاح خليل السيسى؟

سؤال أتحدى من يقول بأنه لم يره، أو يسمعه، أو يشمه في أي مشهد على أرض مصر مهما صغر .. في الشارع، وفي عيادة الطبيب، ومع سائق سيارة الأجرة، وفوق سعر كيلو اللحم، وفي كل رشفة مياه ملوثة بعد معالجتها المعالجة الثلاثية، ومع صرخات طفل أصابه سرطان من مزروعات عهد البلطجى بائع مياه النيل وجزيرتى تيران وصنافير، ومع سيدة منزل تصرخ وتنزلق دموعها وهي تحاول أن تنظم في عملية حسابية معجزة البقاء حتى نهاية الشهر دون أن يعانى أولادها جوعا!
سؤال رسب في الاجابة عليه الإسلاميون والشيوعيون واليساريون والقوميون والدينيون واللادينيون والأقباط والناصريون والمستقلون والقضاة والمحامون وأساتذة الجامعات والطلاب ورجال الدين، الإسلامي والمسيحي، والإعلاميون والمقيمون والمهاجرون!
سؤال عجز عن الاجابة عليه العاطلون عن العمل بملايينهم، والجوعى، والمرضى، ورجال الجيش بائعى الطماطم والكعك وكلاب الوطن من أجهزة الأمن، ورجال السياسة والمعارضة وأصحاب القلم المطبلاتية، وأهالي  قتلى قطار الصعيد.

https://www.youtube.com/watch?time_continue=11&v=wOnrBc8c_Kk

ولأننا جميعا سقطنا في الامتحان آلاف المرات في أعفن وأنتن وأحط عهود حكم مصر منذ بناة الأهرام، فقد تم استبدال السؤال ليصبح… هل يحرقنا السيسى قبل أن نحرقه؟

أرى في السماء من بعيد ألسنة لهب مصحوبة بضحكات لا أدري إن كانت للملائكة أم للشياطين، وأكاد أتبين فيها صوت السيسى، وانتصار زوجته، لكنني لا أعرف إن كانت ستلتهم مصر أم البلطجى الرئيس!

لا يتغير كثيرا الاختبار الذي تعقده السماء لأهل الأرض، فهو مكون من سؤال واحد، سهل وبسيط ومنطقي وعقلاني، تعثر على اجابته في الدين وفي المنطق وفي تاريخ الشعوب وفي مفردات الوطنية، وإذا بحثت داخلك في أي ركن من أركان تلك النفس اللوّامة فستعثر عليه حتى لو كانت الاجابةُ مختبئةً خلف الشرف أو الكرامة أو الجوع أو الفقر أو حب الوطن أو حتى روح الله الني نفخ منها فيك فجعلك خليفته في الأرض.

سؤال واحد تنجح في اجابته الصحيحة كل شعوب الأرض، لكننا، نحن المصريين، كلما سمعناه وضعنا أصابعَنا في آذاننا، وكلما جلسنا أمام ورقة الامتحان المكوّنة من هذا السؤال فقط، ضحكنا حتى الثمالة، أو ألقينا النكات قبل الاجابة، أو تحدثنا عن القضاء والقدر وأهمية طاعة ولي الأمر.
سؤال واحد لأكثر من ربع قرن، وكلما دخلنا قاعةَ الامتحان، ووقفت شعوب الأرض كلها تشاهدنا ونحن نهرش فى رؤوسنا، ويتجهم وجوهنا، ونستعين بالتاريخ والجغرافيا والعقل والدين والوطن والحب والارتباط بالأرض وعيون أولادنا ومستقبل أجيال من بعدنا، نخرج من قاعة الامتحان، وقد فغر كل منا فاه، وعاد إلى بيته لينتظر الموعد التالي للامتحان، فالتوقيت مفاجأة، والسؤال لا يتغير!

تبئا لجيش مصر ، وفي كل قادته الكبار والصغار، وفي الثكنات العسكرية، وفي الأسلحة والتدريب والمدارس الحربية، وفي النياشين وأنواط الشجاعة والأوسمة، مالم تكن تلك الشجاعة مواجهة للبلطجى الذى قاد مصر الى نهايتها، والخروج عليه، ورفض أوامره، وعصيان توجيهاته، الى قادة القوات المسلحة الكرامةُ قبل اليونيفورم، وأنواط الشجاعة التي يمنحها قزم بلطجى إلى جنوده لا تصنع فرساناً نبلاء، والأوسمة التي تزيّن الصدر قد تكون حقيقية، وقد تكون رشوة في مقابل الخرص والصمت على سرقة وطن!

لا أدري شيئا سيادة اللواء عن تنظيم مفردات الوطنية والأخلاق والكرامة والعزة والهيبة التي تمنحك الصورة المثالية كأحد حماة الوطن، وصمام الأمان لشعب مصر، لكنني أعرف أن العبور الرائع كان حالة استثنائية أعقبتها عشرات الفرص لعبور أكبر داخل قلب مصر، وتصحيح الأوضاع، وحماية المواطنين الذين يستجيرون بالجيش البطل فإذا هو يتحرك بجهاز رموت في يد رجل مريض، سادى، غليظ القلب،كاره لبلده ولشعبه، ويحيط به بلطجية من أحقر وأقذر مجرمي مصر!

في معظم بلادِ الدنيا يسير القائد العسكري المنفوش مثل الطاوس بالقرب من ثكنتهفتسمع انتصار سيدة القصر وقع خطواته، وتعرف أن الجيش لا يلعب، وأن الجنرالات لا تحجب امتيازاتهم الرؤية عما يحدث في الوطن، وأنهم ليسوا أحجاراً على رقعة الشطرنج ولكنه يقف امامها مثل الفأر المذعور.

نحن جميعا كمصريين لا نستحق العيش فوق سطح الأرض، ولا نستحق الدفـن تحتها

كتبت من قبل مقالا قلت فيه بأنَّ رب العزة لن يقبل من المصريين صلواتهم، أما الآن فأقول بأنَّ اللهَ لن يغفر يوم القيامةِ لمصريٍّ عاش عهد عبد الفتاح السيسى وانتصار صاحبة المجوهرات والقصور ولم يتمَرد ويغضب وينضم إلى أى حركة، سرية أو علنية، لقلبِ نظام الحكم البلطجى الفاسد والعفن والنتن.

الى كل من يقرأ مقالي هذا ولم يحترق جهازه التنفسى والعصبى أو يختنق صدره أو ينظر إلى المرآة ويحتقر نفسه، أو يبصق على كل القيم التي تعلمها ما لم تكن منها حالة الغضب على كرامة تهدر وعما يحدث في وطنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى