رياضة

سجَّل هدفين وطُرد مرتين.. معادلة 2/2 تضع ظهير السد القطري في مرمى الانتقادات

عندما يأتي الحديث عن عبدالكريم حسن، الظهير الأيسر لفريق السد القطري، لا يمكن اختيار موقف محدد للحكم عليه سواء سلباً أو إيجاباً، لأنه ببساطة يحتمل كلا الرأيين.

فالظهير العصري سجَّل هدفين في مباراتي السد الأوليَين بمونديال الأندية أمام هيينجين سبور الكاليدوني المغمور، ثم أمام مونتيري المكسيكي القوي، كما كانت له إسهامات بارزة في مشوار السد بدوري أبطال آسيا، التي بلغ الزعيم القطري دوره نصف النهائي.

لكن في الوقت نفسه يتحمل حَسن انهيار الفريق في الأمتار الأخيرة، بسبب رعونته التي تسببت في طرده مرتين بينما كان الفريق في أمسّ الحاجة إليه، المرة الأخيرة كانت أمام الترجي، لتفتح الطريق أمام هزيمة هي الأثقل للسد في مشاركتيه بمونديال الأندية، في حين منح الطرد الأول الفرصة لفريق الهلال السعودي للتفوق على السد، في ذهاب نصف النهائي في الدوحة، بنتيجة ثقيلة كفلت له العبور الى النهائي.

وهكذا تحول عبدالكريم حسن في غضون أشهر، بحسب ما ذكره موقع قناة France 24  الفرنسية، من أفضل لاعب في آسيا عام 2018 إلى لاعب يُحمَّل مسؤولية خسارة فريقه السد القطري لكرة القدمـ بسبب طرده في مباراتين مفصليتين، وهو ما فتح باب الأسئلة حول انضباطه عند المحطات المهمة.

فقد دفع السد غالياً ثمن طرد ظهيره الأيسر، في محطتين من الأهم للنادي: في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تلقى بطاقة حمراء بالدقيقة الـ35 من المباراة ضد الضيف، الهلال السعودي، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، بعد احتجاج صاخب على قرار للحكم العماني أحمد الكاف. وخرج الدولي القطري من الملعب والنتيجة متعادلة 1-1، لتنتهي المباراة بخسارة قاسية 1-4 للسد. ولم يكفِ فوز الأخير 4-2 في الإياب لتخطي الهلال، الذي مضى الى إحراز اللقب.

وتكررت لعنة الطرد، وهي الثانية له فقط طوال مشواره مع الفريق (بحسب موقع ترانسفير ماركت)، في مباراة الترجي يوم الثلاثاء 17 ديسمبر/كانون الأول، لتحديد المركزين الخامس والسادس في مونديال الأندية، إذ أُشهرت البطاقة الحمراء في وجهه بالدقيقة الـ25، بعدما لمس بيده كرة كانت في طريقها الى عبور خط المرمى.

ورغم أن الترجي كان الأفضل، عبَّد النقص العددي المبكر للسد، الطريق أمام فريق باب سويقة لتحقيق انتصار عريض بنتيجة 6-2.

بعد الطرد الأول الذي أدى إلى إيقافه قارياً خمسة أشهر، تقدم ابن السادسة والعشرين عاماً باعتذار إلى المشجعين، لأنه كان سبباً في هزيمة فريقه.

في المؤتمر الصحفي عشية مباراة الترجي، سُئل اللاعب الذي يمزج بين طول القامة (182سم) والسرعة والتسديدات القوية بالقدم اليسرى، عن المحطة الآسيوية، في سؤال تطرق أيضاً الى أخطاء لاعبي السد بالمباراتين الأوليَين في مونديال الأندية، فقال: «أنا أخطأت في مباراة الهلال، وكلفت فريقي الوصول إلى نهائي دوري الأبطال، وأنا أتحمل المسؤولية، لكن هذه الأخطاء تحصل في كرة القدم وليست نهاية العالم، الخطأ لا يعرف الكبير ولا الصغير (…) نحن فريق كامل، عندما نخسر نخسر كفريق وإذا فزنا نفوز كفريق».

حسن من خريجي أكاديمية «إسباير» في الدوحة، ويدافع عن صفوف السد منذ المراهقة، الى أن أصبح لاعباً أساسياً مع «الذئاب» والمنتخب العنابي. هو أيضاً من جيل شاب يعتبره مدرب السد، الإسباني تشافي، «الأفضل في تاريخ قطر» التي تستعد لاستضافة مونديال 2022، ومكَّن العنابي في مطلع العام الحالي، من التتويج بلقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ الدولة.

منحه أداؤه بالملعب، في الدفاع والاختراق الهجومي وتسجيل الأهداف بتسديدات قوية، جائزة أفضل لاعب في آسيا التي يندر أن تُمنح لمدافع.

وقال على هامش تسلمه الجائزة: «طموحاتي كبيرة، ولكن يجب أن أواصل التدريب وتطوير نفسي وتقديم أفضل ما بوسعي».

في مؤتمره الصحفي قبل مباراة الترجي، جلس حسن إلى جانب تشافي، النجم السابق لنادي برشلونة الإسباني والذي دافع في ختام مسيرته عن ألوان الفريق القطري، قبل أن ينتقل لتدريبه صيف العام الحالي.

ولدى سؤال تشافي عما إذا كان يرى لاعبه الذين يحب تدليله باسم «كيمو»، مؤهلاً للاحتراف في أوروبا، أجاب بشكل قاطع: «نعم، أنا واثق بالأمر، وقلت له ذلك مراراً»، مضيفاً: «أنا سعيد جداً بتدريب عبدالكريم، ليس فقط على أرض الملعب، بل أيضاً كشخص».

رأى تشافي أنه «أحد أعمدة الفريق، يلعب بكل قلبه، صريح، ومحترف، ومذهل كلاعب وكإنسان»، رغم أن مسألة الاحتراف في الخارج لا تزال «ترتبط به، لأن أداءه رآه الجميع» وأشاد به.

أتى تناغم الرجلين في المؤتمر رغم تقارير صحفية تتحدث عن فتور بينهما، وتراجع نسبي في أداء اللاعب مع فريقه. وفي مونديال الأندية، لم يتقدم حسن كما المعتاد إلى الهجوم. لكنه رغم ذلك، سجل هدفاً في كل من المباراتين الأوليَين، أجملهما ضد مونتيري المكسيكي بتسديدة صاروخية بالقدم اليسرى من خارج المنطقة.

رداً على سؤال عن أهدافه وما إذا كان يرغب في منافسة المهاجمين، رد الظهير: «في الملعب أودي الأدوار المطلوبة مني، الهجومية أو الدفاعية. إذا سجلت، شيء جيد أن أكون من ضمن هدافي الفريق».

لكن السؤال الذي بات يُطرح بعد البطاقة الحمراء الثانية في غضون أسابيع، لا يرتبط بقدرة حسن على المساهمة في فوز فريقه، بل بالتكلفة التي يكبّده إياها عند المحطات المفصلية، بخروج من أرض الملعب يحمّل زملاءه وزر خوض ما تبقى من اللقاء بضغط إضافي مردُّه النقص العددي.

بعد مباراة الترجي، كان المدرب التونسي معين الشعباني صريحاً لجهة التأثير الإيجابي لهذه البطاقة الحمراء على فريقه ونتيجة المباراة.

لكن تشافي رفض تحميل حَسن المسؤولية، رغم اعترافه بأن البطاقة الحمراء «قتلت الفريق، وأنهت المباراة تقريباً، مؤكداً أن الطرد الذي أتى بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد «VAR»، كان مجرد تطبيق للقاعدة المعتمدة في حال لمس الكرة وهي في طريقها إلى المرمى، وليس خطأً متعمداً.  

لكنه شدد على أن حسن «لم يرتكب خطأ. هذا جزء من اللعبة، لمس الكرة بيده، ماذا كان بإمكانه أن يفعل».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى