منوعات

سعاد حسني وأحمد زكي.. ثنائي الأساطير

كأنهما ثنائي من الأساطير.. سعاد محمد كمال حسني البابا، 26 يناير/كانون الثاني 1943، وأحمد زكي عبد الرحمن بدوي، 18 نوفمبر/شباط 1949.. اكتشفها الشاعر عبدالرحمن الخميسي ثم قدمها المخرج هنري بركات لأول مرة لدور البطولة في فيلم حسن ونعيمة لتنطلق بعدها في تقديم البطولات خلال عقدي الستينيات والسبعينيات وتحتكر عرش النجومية.. موهوب بالفطرة، لم يكن له أشقاء حيث توفي والده وهو صغير وتزوجت والدته، فعاش مع جده وواصل تعليمه حتى حصل على دبلوم الصنايع ثم على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية في التمثيل والإخراج بتقدير امتياز حيث كان الأول على دفعته، عافر حتى احتل مكانة خاصة لدى الجمهور وبتاريخ السينما.

أقرأ أيضًا: أسرار جديدة عن حياة “سعاد حسني”.. طبيبها يكشف حقيقة زواجها من عبدالحليم حافظ وما طلبته قبل وفاتها

تقاطعت طرق الثنائي عام 1975 حينما رشح أحمد زكي – وكان لا يزال فناناً مغموراً- لتقديم بطولة فيلم “الكرنك” أمام سعاد حسني، أجمل وأشهر نجمات السينما حينها، فكانت فرصته نحو الانطلاق والنجومية، إلا أن الدور ذهب إلى ​نور الشريف​ لرفض المنتج رمسيس نجيب بأن يقوم فتى أسمر اللون ونحيل بتقبيل سعاد حسني ومشاركتها البطولة، حطم هذا الموقف أحمد زكي فحاول الانتحار بسبب ضياع تلك الفرصة منه إلا أن سعاد حسني اقتربت منه للتخفيف عنه وتطييب خاطره، وبدأت من هنا العلاقة القوية التي ربطتهما حتى وفاة سعاد حسني عام 2001، وكانت بداية أيضاً للتعاون الفني بينهما، حيث أصرت سعاد حسني أن يشاركها أحمد زكي بطولة فيلم “شفيقة ومتولي” ليكون ذلك عوضاً له ودعماً نفسياً ومعنوياً للرفض الذي قوبل به في “الكرنك”.

دعمت سعاد حسني أحمد زكي مرة أخرى في فيلم “موعد على العشاء” والذي كان بداية أكبر وأقوى له على شاشة السينما بجوار “السندريلا” ثم أصبح صديقاً مقرباً إليها، وتوالت السنوات وشكّل أحمد زكي ثنائياً ناجحاً للغاية مع النجمة سعاد حسني، بدأت بـ”شفيقة ومتولي عام 1978 مع أحمد مظهر والمخرج علي بدرخان، ثم  بـ4 أعمال أخرى: “موعد على العشاء” 1981 للمخرج محمد خان، ومسلسلهما “حكايات هو وهي” 1985 للمخرج يحيى العلمي والذي يعد من العلامات الخالدة بالدراما، وفيلم “الدرجة الثالثة” عام 1988 للمخرج شريف عرفة، وأخيراً فيلم “الراعي والنساء” 1991 آخر أفلام السندريلا قبل رحيلها والذي أصر زكي على مشاركتها له فيه كنوع من أنواع رد الجميل، فقد تراجعت نجومية سعاد قليلاً عن تجسيد أدوار البطولة فيما أصبح هو من أهم نجوم السينما.

لقوة صداقتهما ظن البعض بوجود قصة حب بينهما وبأن هذا الحب لم ير النور لكون زكي كان متزوجاً في ذلك الوقت من الفنانة هالة فؤاد، ترددت هذه الشائعات بقوة بعد فيلم “الدرجة الثالثة” وقيل إن انفصاله عن الراحلة هالة فؤاد كان بسبب هذه الشائعات، ولكن سعاد حسني وأحمد زكي لم يردا على هذه الشائعات أبداً.

قال “أحمد زكي” عن سعاد حسني 

 “لم أحتمل نبأ وفاتها، الخبر كان بمثابة صاعقة أصابت روحي” كان هذا أول تصريح لأحمد زكي عقب وفاة سعاد حسني بعد أن اختفى تماماً لفترة ثم نشر لها نعوة في إحدى الصحف الكبرى قائلاً: “إليها هي.. إلى الفنانة سعاد حسني.. يا أكثر الموهوبين إتقاناً، وأكثر العباقرة تواضعاً، وأكثر المتواضعين عبقرية، بوجودك ملأت قلوب البشر بهجة، وبغيابك ملأتها بالحزن، استريحي الآن.. اهدئي، يا من لم تعرفي الراحة من قبل، لك الرحمة وكل الحب والتقدير، أسكنك الله فسيح جناته، يا من جعلت حياة الناس أكثر جمالاً”.

فيما بعد قال عنها بأحد الأحاديث الصحفية: 

“سعاد من أجمل الشخصيات التي عرفتها عن قرب، خاصة في التصوير، إنها تبدو أنا، بكل شكها وكل أرقها وكل تألقها، واثقة وخايفة، عارفة وجاهلة، شايفة ومش شايفة، إحنا الاثنين بيننا قلق من الكاميرا اللي بتسجل كل انفعال وتحوله لشريط لا يمحي، لا يمكن أن تسأل رجلاً شرقياً هل أحببت زميلتك في الفيلم؟ لكن لا أنكر أنني تمنيت أن تكون حبيبتي، من يعرف سعاد يحبها، فهي أكثر من مجرد إنسان، هي حبة حاجات جوا بعض تبهرك، وهي أبهرتني، لأن ببساطة عايز تعرف سعاد هي إيه؟ هي البني آدم كما يجب أن يكون مع نفسه، حبيت قعدتها وكلامنا، كأن صلاح جاهين هو اللي بيتكلم وبيفكر وبيقول نكتة أو نصيحة، سعاد أكيد كان موتها لازم يبقى قصة، مش أي قصة، حاسس إنها لسه عايشة، علشان كدة مافكرتش لحظة إنها ماتت بجد”.  

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى