كتاب وادباء

سعار الكلاب ولعنة الانقلاب…….

  • بقلم الكاتب والمحلل السياسى

    حاتم غريب k

    حاتم غريب

    حال مصر الان يثير الشفقة لا على اهلها انما عليها نفسها فقد أصبحت مثل السيدة العجوز التى بلغت ارزل العمر واصابها الضعف والهزال ولم تعد غير قادرة على الرؤيا او الحركة او التفكير بعد ان فعل بها بعض ابنائها مافعلوا حتى انهم لم يتورعوا عن نهش لحمها ليتركوها عظاما خاوية لم يرحموها يوما رغم انها لم تبخل عليهم بعطائها وسخائها فكونوا عصابة واتحدوا عليها ليسرقوا خيراتها وينهبوا ثرواتها ويتحولوا الى كلاب مسعورة تأكل كل مايقع امام اعينها بلا شفقة ولارحمة. بعد ان ظن هؤلاء الذين شاركوا فى الانقلاب على الشرعية المستمدة من غالبية الشعب ان الانقلابيين الخونة قد استقر لهم المقام وتمكنوا من السيطرة على كل مفاصل الدولة وأصبحت بين ايديهم بدؤوا يطالبون الانقلابيين بحقوقهم المادية والمعنوية جزاءا لهم على مساندتهم ووقوفهم بجانبهم حتى نجح الانقلاب فعلى جانب راينا بالامس القريب تظاهر واعتصام افراد امناء الشرطة للمطالبة بزيادة رواتبهم والحصول على حوافز والتمتع بميزات اخرى كالعلاج على غرار مايحصل عليه ضباط الشرطة ورغم اختراقهم لقانون التظاهر وقانون الارهاب الا اننا لم نسمع ان احدا منهم قدم للمحاكمة لمخالفته هذه القوانين التى وضعتها سلطة الانقلاب لتقييد الحريات وتكميم الافواه ولست اتناولهم هنا كمتعاطف معهم بالعكس فهؤلاء يعدون الايادى الباطشة القذرة التى تبطش بالمصريين الضعفاء فهم مجرمون بطبعهم ويستخدمهم الانقلابيين كعصا غليظة لتأديب وضرب كل من تسول له نفسه الخروج عليهم او معارضتهم لكننا فى حقيقة الامر لا ارى فيهم سوى انهم افراد من العصابة يطالبون زعيمهم بتقسيم الغنيمة التى سرقوها والحصول على نصيبهم منها مثلهم مثل العسكر والقضاة الذين حصلوا على مغانم كثيرة لم يكونوا يحلموا بها ابدا لولا ان حدث ماحدث وعادت مصر الى احضانهم مرة اخرى فما حدث من افراد الشرطة امر طبيعى كان لابد ان يحدث فلاعجب فى ذلك. لكن الامر يختلف كل الاختلاف مع العاملين المدنيين بالدولة سواء كانوا الاطباء ام المدرسين ام موظفى الوحدات المحلية وغيرها من اماكن العمل التابعة للدولة……ماذا استفادوا وماذا تحقق لهم وهل اخذوا نصيبهم من الكعكة الواقع الذى نراه يقول عكس ذلك تماما لم يستفد احد من هؤلاء على الاطلاق بل على العكس تماما اضيروا اشد ضرر من الانقلاب خاصة بعد اصدار قانون الخدمة المدنية الجديد الذى انتقص من حقوقهم كثيرا وخفض من رواتبهم وحوافزهم وجعل الترقية على حسب هوى رؤسائهم فى العمل ومدى رضائهم عنهم رغم ان الكثير من هؤلاء وخاصة النساء كانوا اشد تاييدا للانقلاب وشاركوا فى حملة تمرد ورقصوا فى الشوارع والميادين من اجل هؤلاء الخونة وكان جزاؤهم فى النهاية مزيدا من المعاناة والفقر استخدمهم الانقلابيين وبعد ان تحقق لهم ماأرادوا القوا بهم فى سلة المهملات ان لم تكن المراحيض فلم تعد لهم فائدة او قيمة بعد ان حصلوا منهم على ماأردوا. وعلى الجانب الاخر هؤلاء الذين يقال عنهم رجال اعمال وماهم الا رجال عصابات كانوا اشد من ساندوا الانقلاب باموالهم ونفوذهم ظنا منهم انهم سوف تنهال عليهم المنح والمزايا بلا حدود الا انهم تفاجئوا بعد ذلك بعدم وفاء الانقلابيين بما وعدوا وانهم اى الانقلابيين يبتزونهم ويفرضون سطوتهم عليهم للحصول على المال والا سوف يكونوا عقبة فى طريقهم ولن يجعلوهم يهنؤوا بالعيش وبالفعل بعض من اعترض منهم سيكون مصيره تلفيق القضايا وربما مصادرة امواله وممتلكاته لذلك فضل الكثيرين منهم السكوت والرضاء بالامر الواقع الذى فرض عليهم فرضا بفضل طمعهم وغبائهم وثقتهم فى عسكر خونة وكان من المفترض بهم ان يدركوا ان من خان رئيسه يمكن ان يخون اى شخص اخر لكن يبدوا ان الطمع قد اعماهم عن اشياء كثيرة فكان لابد ان يدفعوا الثمن وهاهم يدفعونه الان. هناك ايضا من ساندوا الانقلاب كرها وحقدا على الاخوان المسلمين وكانوا يطمعون من خلال ذلك فى ان يسمح لهم العسكر بالمشاركة فى الحياة السياسية والبرلمانية وتمكينهم من شغل العديد من المناصب القيادية فى الدولة وربما كانت احلامهم واطماعهم اكبر من ذلك بكثير فربما توهموا ان العسكر بعد ان ينقلبوا على الرئيس المنتخب سيسلمونهم السلطة بعد ذلك لتصبح سلطة مدنية لكن احلامهم ذهبت ادراج الرياح وطمع العسكر فى السلطة ولم ينتهى الامر عند ذلك بل قاموا باعتقال العديد ممن وقفوا بجانبهم يوما وما ولفقوا لهم العديد من القضايا ومنعوا الكثيرين منهم من السفر خارج البلاد …..فكل هؤلاء والئك اصابتهم لعنة العسكر ولم يخرجوا منهم بشىء يذكر وان المستفيدين الوحيدين من الانقلاب هم العصابة الكبرى التى تتحكم فى مصير البلاد والعباد وعلى راسهم العسكر والشرطة والقضاة والاعلام فهذه هى الازرع الرئيسية التى قام بها واعتمد عليها الانقلاب ولولاهم مااستطاع ان يصمد او يفرض سيطرته اما غيرهم من المدنيين العبيد كما يقولون عنهم…..فلهم الله.

    حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى