ثقافة وادب

سنة القراءة الخطرة.. كيف استطاع خمسون كتاباً إنقاذ حياتي؟

سنة القراءة الخطرة لأندي ميلر،وترجمة محمد الضبع، كتاب تسرُّك صحبته، وتستصعب الابتداء كلما انقطعتَ عنه، ولكن ما إن تبدأ حتى يتزايد استمتاعك، تنسى عمَّا كان يتحدث في الفصل السابق، فتعود إليه لتجد أن القراءة الثانية مشروعة ومحبذة لمزيد من المتعة. 

قرَّر ميلر أن يقرأ
خمسين كتاباً في عام كي يعيد تأهيل نفسه، وجد أنه يقضي في القطار ذاهباً آيباً إلى
ومِن عمله خمس عشرة ساعة أسبوعياً، فقرَّر أن يستغلها في القراءة، يكاد كتابه أن
يكون رواية، لكن لا، إنه مجموعة مقالات، بل رواية، بل مقالات، وتظل حائراً في
التصنيف، يكتب عن نفسه ومشاعره وهو يقرأ، وعن مصاعب الكتاب الذي يقرأه، وحياة
مؤلفه، عزمه على التوقف عن القراءة والانتقال إلى كتاب آخر، ينتمي إلى نادٍ
للقراءة فلا يتذوق ما يقترحونه من كتب، ولا يستطيع إقناعهم بوجاهة الاختيار للكتاب
الذي يرشحه.

يعيش هو وزوجته وابنه
في عالمه للكتب، زوجته أصبحت مثل زوجة المهندس الذي ألّف مجلدات عن العمارة
الفيكتورية، تقود زوجته به السيارة حتى الكاتدرائية التي يريد أن يكتب عنها، ثم
يتركها تنتظره في السيارة وتأكل الساندويتشات التي أعدتها له، يعود إليها مستغرقاً
في الجمال الذي يدوّنه، متأففاً مما حول ذاك الجمال من قبح استجدَّ بعد العصر
الفيكتوري.

ورغم أنه يعرف كيف يقود
السيارة فإنه لا يفرط بقيادة زوجته… أسلوب الكاتب غريب، وانتقاله من فقرة لفقرة
جميل وغريب، ويصعب أحياناً عليك أن تلاحقه، في نهاية السنة اقتنعت زوجته أن تشاركه
القراءة، فقرأت الحرب والسلام، ترى هل يستغني في السنوات المقبلة عن الكتاب
الورقي، وكيف سيكون شعوره، وهل ستصبح الكتب مجرد دمى قميئة عندما تصبح كل الكتب
إلكترونية… يفاجئك الكاتب بقفلاته لفقراته… هاتان فقرتان متتاليتان.

أغلب الرجال مخجلون،
يستمتعون بمشاهدة الأفلام الإباحية، قنوات الرياضة، سباق السيارات، روائحهم تشبه
مزيل العرق، رغم أنهم يفضلون صحبة الرجال، إلا أنهم يخافون أن يتهمهم أحد بأنهم نساء
أو مثليون، وبشكل عام يعتقدون أن القراءة فعل أنثوي، إحصائية حديثة قالت إنه من
بين كل خمسة آباء أربعة لم يجلسوا مع أبنائهم أبداً لقراءة قصص ما قبل النوم،
يعتقدون أن هذا واجب الأم! أربعة من بين كل خمسة آبآء! عليّ أن أتشارك استعمال
دورات المياه العامة مع هؤلاء الحمقى!!

مشكلتي مع مثل هذا الكتاب أن كثرة الكتب لا تعطيك وقتاً لقراءتها مرتين، ولكن توصياته لتسهيل قراءة كتاب الحرب والسلام هي:

يا الله، كم أصبحت تمتعني القراءة الثانية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى