الأرشيف

سيادة الشعب أم سيادة الطغاة

بقلم الباحث السياسى والقانونى
 حاتم غريب
رئيس فرع المنظمة فى مصر
الشعب السيد فى الوطن السيد هكذا بدأ المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية سامى عنان خطابه للشعب المصرى معلنا ترشحه ومطالبا الشعب بالوقوف بجانبه صفا واحدا من اجل الخروج بمصر من ازمتها الراهنة وهى مقولة صدق اذا وجهت لشعب اخر فى وطن اخر فلا شعبنا سيدا يتمتع بأدنى قدر من السيادة ولا نحن فى وطن سيد وهو المكبل بأغلال العبودية والذل والمهانة كنت اتمنى ان اصدق الرجل لكن وجدت نفسى امام تعبير عظيم يحمل اسمى المعانى الانسانية من الرقى والتقدم والحضارة لا ينطبق على شعب مقهور يعانى الفقر والجهل والمرض والتخلف حتى هيىء لى انه شعار اجوف فارغ من مضمونه لاقيمة له ولامعنى.
……………………………………………………..
سيادة الشعب لاتحمل سوى معنى واحد لاثانى له ان الكلمة الاولى والاخيرة فى ادارة امور الوطن تكون للشعب وحقه فى اختيار من يتولون شؤون حياته بارادة حرة مختارة دون ضغط او اكراه فهو من يجب ان يأتى بالحاكم وهو من يعزله ويقصيه عن منصبه اذا ماقصر فى حق من حقوقه لكن مايحدث فى مصر منذ عشرات السنين عكس ذلك تماما فقد حرم الشعب من حقه فى الاختيار واجبر عنوة على الرضاء بحكم المستبدين الطغاة حتى وصل به الامر الى الاستسلام تماما لحكمهم دون تزمر او اعتراض او مقاومة فكانت النتيجة الحتمية هى ماوصلنا اليه الان شعب تائه فى وطن ضائع فقد ادنى اساسيات التحضر.
………………………………………………………
لا اخفيكم سرا اننى شعرت بقدر كبير من المرارة لا بالفخر وقد ترامى الى سمعى تلك المقولة فقد كانت تحمل قدرا كبيرا من المهانة والاستهانة اكثر من الفخر والكرامة فكيف يتاتى لنا ان نكون اسيادا ونحن مقيدي الايدى والالسن ومحرومين من ادنى الحقوق الانسانية حتى فى التعبير عن ذواتنا نرى باعيننا الظلم والجهل والفقر والمرض والتخلف ولانعلن الحرب عليهم بل نرفع لهم راية الخزى والاستسلام وكأننا ننتمى لعالم اخرغير عالم الانسان الذى كرمه الله وجعله خليفة له فى الارض يعمرها ويبنيها ويصنع لنفسه حياة تليق باّدميته حتى حين والا مالفرق بينه وبين الكائنات الاخرى التى تاتى للحياة ثم تغادرها كما جائت فلماذا نقبل على انفسنا ان نكون ادنى مرتبة من تلك الكائنات.
…………………………………………………

ثورة 25 يناير كانت فرصة سانحة لان نغير من انفسنا فيغيرنا الله الى الافضل حاولنا ونجحنا ان نزيح طاغية مستبد فاسد لكننا فشلنا فى ازاحة حاشيته التى استطاعت ان تلتف على ثورة الكرامة بثورة مضادة استدعت خلالها النظام الكامن الى المشهد من جديد بعد ان ظننا انه غادرنا الى غير رجعة أخطأنا نعم دون شك فالثورة لاتحمل ولايجب ان تحمل فى مكنونها معنى السلمية او اللون الابيض فالثورة لابد لها من قوة وصرامة تحميها فقد كان يجب على الثوار تعليق هذا النظام الفاسد بكامله على احبال المشانق فى الميادين العامة لا محاكمتهم كما حدث وفلتوا جميعا من العقاب وان كنت التمس العذر لانفسنا فلئن الثورة لم يكن لها قائد يوجهها ويرشدها ويمسك بدفتها بل قامت عشوائيا كنتيجة حتمية للحالة المتردية التى نعيشها.
………………………………………………….
والان نحن نعيش نفس المرحلة بل لا ابالغ ان قلت اسوأ منها بمراحل وقد انكشف العدو الحقيقى لهذا الشعب اشد عدوانا وشراسة تلك هى عصابة العسكر الخونة المجرمين الذين قضوا على الاخضر واليابس فى هذا البلد وحولوا شعبه الى مومياوات لاروح فيها ولاحياة ونهبوا ثرواته ومقدراته علانية بلا خوف ولاخجل ونزعوا السيادة من الشعب واحتكروها لانفسهم فتحول الوطن الى سجن للعبيد فأصبح وطنا للعبيد لا الاحرار …فماذا نحن فاعلون.
………………………………………………
هل نقف مكتوفى الايدى امام هذا العدو الذى فقد الرحمة والانسانية وعزل نفسه عن الشعب ومتطلباته تماما وبات يفتقر الى ادنى مظاهر العقل والحكمة وابحر بنا الى بحر الظلمات الى حياة الكهوف المظلمة حيث لاعلم ولا تقدم ولا حضارة ولا حق الانسان فى حياة كريمة يتمتع فيها بادنى متطلبات الحياة من مأكل وملبس ومأوى وعمل يرتزق منه هل ندع الفرصة لتلك العصابة التى لاتتعدى بأى حال من الاحوال عن المليون مجرم ان تستولى وتسطو على قوت ومستقبل شعب تعداده اكثر من مائة مليون نسمة ام اننا اصبحنا كغثاء السيل.
………………………………………………….
اختم برسالة الى شرفاء الجيش والشرطة والقضاء ان كان مايزال هناك شرفاء بالفعل هلى ترضون بهذه الوضع اللا انسانى واللا اخلاقى الذى تعيشه مصر وشعبها اين انتم من هؤلاء الطغاة اللصوص ان كنتم تقبلون بذلك فانتم شركاءهم فى الجرم والخيانة والتاّمر على هذا الشعب والوطن ولن يذكركم التاريخ الا فى اسود صفحاته وستعلنون فى الدنيا والاخرة ويوما ما سيخرج عليكم هذا الشعب بكافة اطيافه بعد ان يبلغ الظلم مبلغه وسيقضى عليكم بعونه تعالى ولن تجدوا لكم وليا ولا نصيرا.
وان غدا لناظره قريب.
……
حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى